سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْن

~الفصل السادس~

الفضول___
يقولون الفضول قاتل فتكون أنت المجني عليه ويمكن أن يحولك أنت أيضًا لقاتل فيكون أحد ما المجني عليه، فبعض الفضول نافع كالفضول عن العلم والبعض الأخر ضار شديد الضرر يحولك إلى جاني لتتوصل للمعرفة التي ربما ليست من شأنك وتودي بك إلى التهلكة

في رخاء من عاش يسيطر على فضوله فلا هو جاني ولا هو مجني عليه، لكن هو عاش طوال حياته لم ينتابه الفضول قط حتى جاءت هي وأشعلت فتيله فيه وتتركه لينفجر وحده.

"يا إلهي هل يجب أن أتحمل هذه أيضًا؟"
قالها آدم لائمًا نفسه لأنه يعرف أنها لا تعرف الطريق، ثم توجه إليها

"هيا اصعدي للسيارة بسرعة"
قالها وهو يكاد ينفجر

"لا"
قالتها ترنيم بعناد

"كفاكِ عنادًا لصالحك لمرة، لن تجدي سيارة أجرة هنا لتوصلكِ إن انتظرتي ستصلين عند نهاية الدوام، فأظن أنكِ مجبرة على تحملي وأنا أيضًا مجبر على تحمل إيصالك"
قالها آدم ولمرة يتحدث لصالحها

قلبت عيناها وفتحت باب السيارة ودلفت للداخل..
"في المرة المقبلة لا تتحدث عن العناد وهو يجري بدمك، لذا لا تنصحني وتدعي الطاعة يا سيد"
قالتها ترنيم تردها له كما فعل معها من قبل، فيبدو أنهما لن ينتهيا هنا أظن أن هناك حرب باردة على وشك البدء بينهما

فقد بدء كلاهما بممارسة قانون..العين بالعين والسن بالسن

أوصل آدم ترنيم إلى جامعتها ثم رحل إلى شركته، ولكن ما حدث منذ قليل لن يمر عبثًا على مرأى أو مسمع أحد

"ترنيم، ماذا حدث؟ هل تدركين أنكِ كنتِ تركبين السيارة مع رجل الأعمال آدم چيمس، لا أفهم حقًا أين مبادئكِ التي تثرثرين عنها باستمرار"
قالتها بملامح عابسة إحدى صديقاتها القلائل جدًا اللاتي تقربن منها رغم اختلاف الدين والتفكير

"لا تسألي، موضوع طويل حقًا هيا لنذهب للمحاضرة وثم سأحكي لكِ كل شيء"
قالتها ترنيم وثم سارتا إلى محاضرتهما

بعد إنتهاء المحاضرة خرجت كلاهما إلى حديقة الحرم الجامعي لتقص عليها ما حدث ولكنها لاحظت النظرات التي تطاردها منذ بداية اليوم وهي ليست مغفلة حتي لا تدري السبب ولكنها أظهرت ذلك

"ما بهم لما يحدقون؟"
قالتها ترنيم تتصنع عدم الفهم

"يظنونكِ أنتِ وآدم على علاقة"
قالتها صديقتها محركة كتفيها باستسلام

"من؟ أنا؟ لكنـ..."
لم تكمل ترنيم كلامها حتى قاطعهتها

"انظروا من هنا، أنسة ترنيم بشحمها ولحمها، أين تلك الوجوه البريئة والعقيدة المتشددة التي كنتِ تتحدثين عنها، انظري لنفسك اليوم تركبين معه سيارته من يدري ماذا يحدث غدًا"
قالتها إحدى المتطفلات اللاتي يكرهنها منذ قدومها لهنا لظنهم أنها تمثل