~الفصل السابع~

1.6K 139 65
                                    

الانتظار___
من الأمور الصعب تحملها كالفضول تمامًا، ربما كلاهما مشتقان من نفس الشيء، أن تنتظر معناه أن تكتم كل شعور تمتلكه حتى اللحظة المختارة لتطلق بها كل شيء وتصير كالعاصفة الهوجاء

ربما الانتظار مرهق لكن عند اللحظة الحاسمة تدرك أنك لم تكن مستعدًا يومًا كما كنت تزعم، وعند لحظة الإنتهاء عليك تحمل ما كنت تنتظره فأنت من ألقيت نفسك هنا أولًا

ربما تكون مرحلة الانتظار لنُعد أنفسنا لما نحن مقبلون عليه، ولكننا نضيعها بالقلق الزائد أو التوتر حتي تمضي وندرك وقتها أن تلك المرحلة كانت أهون من اللحظة الحاسمة رغم رغبتنا الشديدة بها

"حسنًا، سأخبرك لما نصلي ولكن انصت لي جيدًا"
قالتها ترنيم تنظر له، لتقنع شخص أو تثبت له شيء عليك أن تريه أنك صادق وأن لا تتوتر وتنظر في عينيه بثبات وهذا ما فعلته هي

أومأ آدم وألقى بتركيزه كله لها..

"نحن نصلي لنعبد الله، رغبة في التقرب إليه ومنحنا الإطمئنان والأمان والسكينة، هذا لا يعني أنه غير موجود إذا انتهينا ولكننا نكون أقرب إليه فنهرب مما سواه إليه، نحكي له همومنا وأحزاننا وضعفنا وأزماتنا وأفراحنا وسعادتنا، لأنه الوحيد الذي لن يشمت بنا أو يشفق علينا أو يطمع بنا، لأنه سيربت على قلوبنا قبل ظهورنا إذا احتجنا إليه، لأنه سيمسح دمعتنا ويجبر خاطرنا عند وحدتنا، لأنه سيساندنا عند انكسار ظهرنا، لأنه سيدعمنا عند استسلامنا، لأنه سيعطينا شعاع الأمل وسط الظلمات القاتمة، لأنه سيمد لنا يد العون دائمًا، لأنه لن يخذلنا ولن يترك يدنا، لأنه يحبنا ولا يحتاج مقابلًا منّا، نحن لا نحكي له لأنه لا يعرف فسبحانه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ولا نعبده مقابلًا لمساعدتنا فهو الكامل الذي لن تنقصه أو تزيده عبادتنا بل نهرب له خاشعين متذللين راضين لأننا نذهب إليه مثقلين الكتف بالذنوب والقلب بالهموم ونغادره فارغين، لأنه لن يسأم منا أو يمل، لأننا نخطيء بحقه ويعطينا، ننساه فيتذكرنا، نأخذ منه ويمنحنا..هل كثير عليه خمس دقائق لخمس مرات في اليوم وأيضاً هي لنا وليس له، هل نخطيء بحقه ونسيء الظن به بعد كل شيء هل نكون ناكرين للجميل لتلك الدرجة، نحن نصلي لنحمده على جميع النعم التي أعطاها لنا ونعم الله لا تعد ولا تحصى"
قالتها ترنيم بابتسامة في حديثها وهي تشعر أنها لن تفي الله حقه مهما فعلت، سعيدة بالتكلم عن ربها ودينها، فخورة بكونها ما هي عليه..مسلمة

"أظن فهمت..سأذهب لأنام لا أستطيع فتح عيناي أكثر"
قالها آدم يوميء وهو نصف نائم، ثم صعد وتوجه للنوم

صعدت هي الأخرى لتنام قبل الذهاب للجامعة وقررت تأخير تأدية صلاة الفجر حتى الصباح لأنها لن تحصل على النوم الكافي، ثم ستفكر في طريقة لتضبط يومها حتى تصليه حاضرًا

استيقظ كلاهما على صوت منبهه..هي تستعد للجامعة وتشعر بأجواء أول أيام الشهر الكريم بداخلها، وهو يستعد للذهاب إلى العمل

سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن