~الفصل السابع عشر~

1.3K 92 32
                                    

ذكريات___
هي ملامح تربطنا بالماضي وصور تربطنا بالحاضر، أشياء يجب علينا تذكرها وأخرى لا، بعض الذكريات نختار محوها بمحض إرادتنا وأخرى تبقى مترسخة في أذهاننا رغمًا عنّا

من السهل أن تفرض الذكريات سلطتها عليك وتكون أسهل عندما تُمكن أنت نفسك منها، ولكن ليس من المستحيل التملص منها وليس من السهل أيضًا

نبني كثيرًا من الذكريات مع أُناس نتأمل كل لحظة من هذه الذكريات ونحن معهم، وأناس نتمنى أن لم تكن تلك الذكريات موجودة عنهم

نتعلق بأشخاص بسبب ذكرياتنا معهم، حتى وإن هربنا منهم تبقى ذكرياتنا عنهم تطاردنا

لذلك عش اليوم ولا ترهق نفسك بالتفكير في الغد فلكلٍ وقته، واصنع أفضل ذكرياتك...

انتهت ترنيم من الحديث مع والديها وجففت دموعها وعادت لتضحك معهم ولا تفسد اليوم وتعبهم

"والأن وقت الهدايا"
قالها آدم مصفقًا بحماس، وثم أمسك بصندوق ووالدته ومايكل كذلك

"لماذا فعلتم هذا؟ لقد كلفتم أنفسكم"
قالتها بودٍ لهم

"بما أننا لا نعرف عاداتكم في مثل هذا اليوم لذا فقد قررنا أن نعطيكِ هدايا"
قالها آدم وهو يتوجه ناحيتها ويعطيها صندوقها وكذلك فعل مايكل وذهبت لوالدته لتأخذ صندوقها حتى لا تنهض

"هيا افتحيهم"
قالها بابتسامة متسعة

بدأت ترنيم في فتحهم لتجد هدية مايكل.. مجمع للصور ففتحته لتجد به كل صورة قد أخذتها مع أحد من طاقم عمل المشفى يومًا، ثم وقفت عند صورة تتأملها بتعجب..

"من أين أتيت بهذه؟"
قالتها متسائلة بابتسامة، كانت الصورة ملتقطة عندما كانت تدور حول نفسها في الغابة وراء المنزل وآدم بها أيضًا ولكن بعيدًا عنها عندما لم تلاحظه يقف!

"أنا أخذتها"
قالها آدم وقد تغيرت نبرته للهدوء

فتحت هدية والدته لتجدها قطعة خشب حُفر عليها اسمها بالعربية وبخط الرقعة!

"لكن كيف؟"
قالتها ترنيم باندهاش مبتسمة

"كنت أعمل عليها بدون علمكِ، كان الأمر صعبًا أن أخفي عليكِ حقًا، في شبابي كنت أحب الحفر على الأخشاب وصناعة أشكال منه واسمكِ لم يكن صعبًا، أريد منكِ أن تذكريني به"
قالتها والدته متذكرة أجمل أيام حياتها عندما كانت شابة ووالد آدم مازال على قيد الحياة وآدم حديث الولادة

"سأقص لكِ ما هو سر تواجد الغابة، في الماضي بدأنا أنا ووالد آدم معًا من الصفر كان يمتلك أرضًا ممتدة الطول على مرمى البصر، كان يعشق الزراعة وأصبحنا أغنياء مع مرور الوقت لكنه لم يستطع البعد عن أرضه والتربة والزرع لذلك لم يستغنى عن تلك المهنة يومًا، حتى مات وتولى آدم زمام الأمور ولكنه أحب اتجاه أخر وهو إدارة الأعمال بنى على جزء منها هذا المنزل الأشبه بقصر وتبقى أرضًا واسعة وقد ورث عن والده حب الزراعة ولكنه لم يحب ممارستها فزرع الغابة بنفسه بتلك الأشجار المبهجة وسقاها وراعاها بنفسه يومًا بعد يوم حتى أصبحت ما هي عليه الأن.. جنة على الأرض حتى أنه قطع عنها التغطية حتى يكون المكان الوحيد الذي لا يزعجه به أحد من اتصالات أو غيره عندما يريد الهدوء والهروب من كل شيء وأصبحت مكان خلوته السري الذي لا يخطيه أحد"
قالتها والدته ونظرت إليه ترنيم

سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن