~الفصل الخامس عشر~

1.3K 96 41
                                    

الإعتذار___
ليس بالضرورة أن يكون صادق، فهناك إعتذار كاذب وأخر لإراحة الضمير وثالث واجب، ويختلف على حسب الشخص المعتذر، لذلك ليس جميع الإعتذارات علينا تصديقها

عندما تعتذر لشخص عن خطأ لم ترتكبه أنت لمجرد أنك حزين لأجله وتشعر بالواجب تجاهه هذه أنقى مراحل الإعتذار

أن يؤثر إعتذارك في شخص فهذا دليل على صفاء نيتك واكتسابك لقلبه

أن تعتذر بالنيابة عن أشخاص أخرين هذه تضحية

لكن أن يكون أحدهم لا يتقن الإعتذار، ولا يمارسه من الأساس ليعتذر لشخص أشد صلابة منه بالبعد عن الإعتذار، هذه أقصى مراحل الإهتمام

ماذا عن أنك تخطيء بدون أن تدري وتصوب سهامك فتصيب وأيضًا لا تدري وتأتي لتعتذر عن خطأ شخص أخر لتداوي جراح أحد فإذا به خطأك ولكن.. أنت أيضًا لا تدري

صعدت ترنيم الدرج لتتوجه لغرفة آدم، ربما عليها الإعتذار عن لا شيء لكن يبدو أنه تحمل الكثير وحده ويستحق هذا الإعتذار عن كل شيء يخص أي أحد

طرقت الباب مرارًا فلم يجيب، ترددت في فتحه وثم غلبت ترددها وفتحته ببطء لتجده غارقًا في النوم، فتراجعت بخطوات بطيئة وأغلقت الباب مجددًا وتوجهت لغرفتها لتدرس قليلًا قبل موعد الإفطار

بعد أن أنهت ما يجب فعله لوالدته، جلست في غرفتها تدرس وتدرس لتشغل أفكارها لأنها بدأت بالتفكير في أمر الغابة بالخلف وما يحزن آدم ولشخص مثلها بداية التفكير ستلقي بها للتهلكة لأنها لن تتوقف عنه وستفكر في جميع الإحتمالات حتى يهلك عقلها

أذن المغرب من حاسبها المحمول القابع بجانبها على سريرها لتغلقه ولتنظر للورق حولها لتلمله لتدري أنها أنهت الكثير حقًا بغية طرد الأفكار من رأسها، سمعت صوت أذان أخر فتذكرت الحاسب المحمول الخاص بآدم لتخرج من غرفتها مهرولة لتغلقه حتى لا يستيقظ

دخلت غرفته وسارت على أطراف أصابعها وفتحت حاسبه لتغلقه بعد أن أغلقت صوت الأذان، ولكن هناك ما لفت نظرها لتفتح الحاسب مرة أخرى لينطلق ضوئه وينير الغرفة بضوء خافت لتنظر حولها لتجد حائط كامل مليء بالكتب بشكل مهيب ممتليء حقًا لدرجة أن يفتتح مكتبة به، من الأرض وحتى السقف

وقفت تتفحص أسماء الكتب لتجد أغلبها روايات، تعجبت بداخلها فلم يبدو أن شخص مثل آدم يحب الروايات أو حتى يعشق القراءة بمثل هذا الشكل، ولكن فكرة أن يستيقظ كل يوم على هذا المظهر الجميل -الكتب- لهو أمر رائع حقًا

سمعت صوتًا يصدر من أزيز السرير لتلتفت بسرعة وتجده مازال نائمًا، لتضع يدها على صدرها مهدئة أنفاسها وتغلق حاسبه المحمول وترحل على أصابعها بهدوء وتغلق الباب ببطء كما دخلت

تناولت ترنيم فطورها وكانت تودع أفضل شهور السنة بالنسبة لها بهذا الفطور، فيا أجمل ما ننتظر به شهر رمضان بأن يأتي ويا أقبح ما نتركه به، تحل الفرحة قبل قدومه لإنتظارنا إياه بفارغ الصبر وثم يرحل في غمضة عين لنجد أنفسنا نودعه وترحل معه كل راحة شعرنا بها

سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن