~الفصل الحادي عشر~

1.4K 107 86
                                    

الوحدة____
تعريف الوحدة لا يعني أن تكون بمفردك في مكان، ولكن يمكن أن تحاوط بمئات البشر وروحك وحدها هائمة في مكان أخر ليست معك ولا معهم

الوحدة مفضلة عند البعض يهربون إليها ويبثون أوجاعهم يستريحون بها، والبعض الأخر يكرهونها يخافون منها وينفرون بشدة محاولين الإختلاط بأي شخص حتى يهربون منها وهنا يخطئون الإختيار

وهناك نوع ثالث لا يهتم به أحد ولا يذكرونه لأنهم أقلية قليلة، من يُجبرون على الوحدة بطبيعة ما يحاوطهم، تفرضها شخصيتهم عليهم ليسوا مُخيرين بها بل مُصيرين، ليس دائمًا عليك أن تنجح ومعك جمع فيمكن أن تنجح وأنت بمفردك وهذا هو قانونهم الخاص

ولكن ماذا إذا اعتاد شخص الوحدة طوال حياته وفجأة كرهها نبذها أحب الإختلاط، هل سيستطيع أن يعيش وسطهم، سيحاول..

ولكن ماذا عن شخص عشق الوحدة وحقق بها ما لا يمكن لأحد أن يحققه بجماعة، وكما أُجبر على حب الوحدة أجبر على كرهها ولكن بدون قصد أو حتى إرادة منه، ماذا إذا اعتاد الإختلاط هل سيكون من السهل عليه العودة إلى الوحدة أو بالأحرى الإجبار عليها مرة أخرى، أم سيكون مستحيلًا لتنهشه الوحدة كحمل جريح نهشته النمور

هل سيتحمل؟ أم يصاب بمرض نفسي ويُجن!
ولكني أعرف أن من شبَّ على شيء شاب عليه
وأيضًا كدر الوحدة خير من صفو الجماعة

معقد هو الإنسان! بل متناقض

دخلت ترنيم المنزل منتصف النهار بعد أن عادت منذ قليل من المشفى فقد خرجت مبكرًا من جامعتها فقررت المرور وإلقاء التحية فقد افتقدتهم وقد أفضى بها الأمر لأن تحكي الكثير لكن ليس الكل

صعدت ترنيم غرفة والدة آدم فوجدته موجود على غير العادة

"ماذا تفعل أنت هنا في مثل هذا الوقت؟"
قالتها ترنيم مندهشة

"ابني بجانبي بفضلك ترنيم، لم يكن معي من قبل كما فعل منذ قدومك"
قالتها والدته مبتسمة

"أنا سبب سيدتي، لكن الفضل لله وليس لي"
قالتها ترنيم تربت على يدها

"أريد أن أخبركم بشيء، لقد أوشك شهر رمضان على الانتهاء واقترب عيد الفطر أنا سعيدة حقًا لمشاركتي إياه معكم"
قالتها بسعادة وربما قفزت فعليًا من الفرحة ليقهقه كلاهما على طفولتها وبرائتها

من يقهقه؟ آدم البارد الغاضب المتصلب!  لربما إذا أخبرها أحد في لقائها الأول به أنه سيقهقه لنعتته بالجنون ولكن ها هو ابتسامته جميلة لما يخفيها وراء قناع الجمود

"حسنًا، الأن ستأكلين سيدتي"
قالتها ترنيم وثم توجهت للأسفل لتحضر الطعام وبعد بضع ثوان تبعها آدم

كان يهبط الدرج بتروي حتى سمع صوت إرتطام فقفز الدرج قفزًا ليتجه إلى المطبخ ليجد ترنيم قد فقدت وعيها وملقاة على الأرض بجانبها طعام والدته الملقى على الأرض مع الصحون المهشمة

سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن