~الفصل الثامن عشر~

1.3K 89 42
                                    


الخذلان___
أكثر شعور مقيت على الإطلاق، أن تثق في شخص حد العمى وتسير معه معصوب العينين ثم يتركك في منتصف الطريق خذلان، أن يعدك شخص بكل الوعود ثم ينقضها جميعًا ويهجرك خذلان، أن يحتضنك شخص ثم يطعنك بسكين كان يحملها وراء ظهره طوال الوقت خذلان

لكن أن تضع كل أمالك على شخص وتشعر معه بكل شيء لم يسبق أن شعرت به معه وتثق به رغم أن الثقة لم تكن في قاموسك من قبل، لتصل لأوج مشاعرك فتنهار وتخبره بكل شيء ليتركك ببساطة ويرحل، بل أن يهرب لأن الأمر لم يكن بسيطًا كما كنت تعتقد أنت على الأقل

"تلك القصائد، إنها رائعة"
قالها آدم باندهاش

"أعلم، لذلك أنا أعشق لغتي العربية"
قالتها بفخر

ظلا يمشيان سويًا وسط الأشجار..

"يجب علينا أخذ والدتك إلى المشفى لعمل بعض الفحوصات"
قالتها وهي تنظر أمامها

"ليس اليوم على الأقل، فلتأخذيه إجازة"
قالها معارضًا

"أنا لا أجد شيء لأفعله، على الأقل نخرج من المنزل"
قالتها مبررة

"حسنًا، أوافقكِ الرأي"
قالها متنهدًا

توجهت ترنيم إلى غرفتها لتقضي بعض الوقت تحدث بعض أصدقائها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويهنئونها بحلول العيد، حتى مر الوقت لتذهب ترنيم إلى والدة آدم وتعدها للخروج وهي التى مر وقت طويل على خروجها من المنزل منذ قدوم ترنيم ولم تضطر للذهاب إلى المشفى

خرجتا كلاهما وكان آدم ينتظرهما في السيارة في الخارج، صعدت كلاهما في الخلف وقاد هو إلى المشفى، هل كان ليخبرها ما يتمناه وأن تعدل عنه؟!

دخل ثلاثتهم المشفى تتوسطهما والدته وهي تتأبط ذراعهما

بدأ الجميع ينظر لترنيم وهم يريدون أن يهرولوا إليها ويسلمون عليها ولكنها كانت تشير لهم بأن يهدأوا

توجهوا إلى قسم الفحوصات والأشعة والتحاليل وبدأوا بعمل اللازم وكان الجميع يندهش عند رؤية ترنيم ويلوح لها

انتهوا من كل شيء وأخبرها الأطباء أنهم سيرسلون لها النتيجة عند الإنتهاء، أخبرت آدم أن يأخذ والدته وينتظرها في السيارة حتى يتسنى لها إلقاء التحية ومن ثَم بدأ الجميع بالهرولة إليها ومعانقتها والترحيب بها وسؤالها عن حالها والكثير والكثير من الأسئلة التي لا تنتهي

خرجت ترنيم مرة أخرى من المشفى مودعة لهم ربما تكون الأخيرة وربما لا، عاد بهم آدم إلى المنزل لتقضي بقية العيد بطريقتها الخاصة

انتهى العيد وعادت ترنيم لنمط حياتها القديم من الجامعة ووالدة آدم وبعض النقاشات التي لم تطل مع آدم

مرت الأيام وترنيم تنهي اختباراتها لهذه السنة وتتفرغ لوالدة آدم، كانت كل يوم تتمنى أن تعود لوطنها لقد افتقدته وافتقدت رائحته وانتمائها إليه وعناق والديها وطعام والدتها وعطر والدها افتقدت كل شيء حقًا، تمنت أن تسافر إليهم تراهم سريعًا وتعود، ولكن ما أسرع تحقق الأمنيات أحيانًا من جانب لا نعلمه

سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن