البارت العاشر

3.4K 287 10
                                    

-(داني...داني..استيقظ)
فتح داني عينيه بتثاقل على صوت محدثه الذي تابع (انهض قبل ان يأتي السيد شارل هيااا) نهض داني وفرك عينيه وهو يتثأب بتعب فما حدث ليلة البارحة جعله مستيقظا لوقت طويل
نظر لرامي الواقف امامه وقال (  كم الساعة ؟؟) اجاب ( الخامسة والربع...هيا اسرع ) نهض داني وبدل ملابسه واخذ العُدة لعمله
كان يعمل ببطء وعقله شارد في التفكير  بماحدث ليلة امس ، على جده ان يدري بما يحدث هنا ، ثم اي غباء هذا الذي يجعله يوظف شخصا لايعرف عنه شيئا وبكل بساطة يعطيه المال كلما قال ان احد الخيل قد نفق !!؟

جاء شارل اليهم وقال ( ليلة امس اصيب احد الاحصنة بالمرض واحضرت له الطبيب ولكن العلاج لم ينفعه ومات ...) لم يبدي اي احد تأثره بالامر فعلى مايبدؤ هم اعتادوا على هذا الامر
قال شارل مطمئنا ( لكن لاتقلقوا فسوف ياتي حصان اخر ...) قال داني ( لا...) نظر الجميع لداني فيما تابع ( لما لاتدع هذا المرض ينتهي اولا قبل ان تحضر احصنة اخرى فهم سوف يلاقون نفس المصير في النهاية ؟؟) اجاب ( لا...نحن نحتاج لتدريبها ) قال داني ( يمكن ان تدربها في اي وقت )
ضم شارل قبضته بغضب وقال ( هذا ليس من شأنك )  ثم تابع بحدة ( احدكم كان مستيقظا ليلة امس...من هو ؟؟) جحظت عينا داني وارتجفت يداه وانزلق المعول من بينهما
صوت سقوط المعول كان واضحا مما جعل الجميع يلتفت
كان داني قد امسك المعول قبل وصوله للارض ونظر باتجاه الصوت لذلك الشاب الاسمر الذي يبدؤ من اصول هندية ومعوله ساقط امامه فقال شارل ( اهذا انت ياسمار ؟؟) ارتعد الصبي وقال ( لالا ابدا...صدقني..) قال شارل ( اذا لما سقط معولك ؟!!) اجاب بتوتر ( لا ادري...) ثم رفعه من الارض بسرعة فيما قال شارل ( تابعوا عملكم )  ثم غادر
.
.
.
بقي داني مستيقظا حتى بعد منتصف الليل
ثم خرج بهدؤ خارج الغرفة
اتجه للاسطبل الذي كانت انواره مغلقة ويبدؤ ان لا احد فيه
فتحه بهدؤ ودخل ليرى تلك الخيول وهي وقفة
اتجه الى احدها ومسح على جسده بهدؤ وهو يقول بهمس (مرحبا...ساسعادكم على الخروج من هنا.....) 
اتجه لباب الاسطبل وفتحه على مصراعيه واخذ يفك رباط كل حصان ويضربه ليبدأ بالركض والصهيل

- ( ماذا يحدث هنا بحق السماء !!) جاءه صوت شارل من بعيد وهو يرى الاحصنة تركض بعيدا لتختفي من مجال رؤيته
اتجه لداني وامسكه من ياقته ورفعه عن الارض حتى يتقابل وجهيهما
احس داني بالاختناق فيما قال شارل من بين اسنانه ( ايها الحشرة...ماذا فعلت )
كان داني يحاول افلات نفسه ووجهه قد تحول للون الاحمر بسبب حاجته للهواء
كان يحرك قدميه في الهواء محاولا ابعاده عنه ولكنه اقوى منه بكثير ولا يتزحزح
بدأ داني يشعر بالخدر على يديه ورجليه مما جعل حركته تقل وقدماه توقفتا عن التحرك وكأنه يلفظ اخر انفاسه
-( دعك منه...الخيول هربت ولن نجدها ان لم نتحرك الان ) جاءه صوت صياح ذلك الطبيب الثلاثيني فرمى داني على الارض واسرع للطبيب قائلا ( اخبر اولئك الحمقى بان يسرعوا باحضارها ولكن لا يجب ان يشك احد بالامر...هيا بسرعة )
اخذ داني يدخل الهواء الى رئتيه بشده ليعود لون وجهه الطبيعي
كان يرتجف فقد اوشك على الموت
اقترب منه شارل ووجه محتقن بالدم من الغضب وقال ( اذا انت من كان هنا لليلة البارحة ) لم يقل داني شيئا فهو بالكاد يستطيع التنفس ووجهه يتصبب عرقا وعيونه فاترة تنم عن انه قد يفقد وعيه في اي لحظة ولكنه متماسك
تراجع داني للوراء عندما اقترب منه شارل اكثر  ولكن شارل كان اسرع منه فامسكه من ذراعه بقوة وجره خلفه
كان داني يحاول المقاومة بابعاد يد شارل الكبيرة عن ذراعه وهو يقول ( ابتعد عني ) ولكن شارل كمن لايسمع
اتجه به لغرفة في الطابق الثاني لمبنى المزرعة القديم ورماه في تلك الحجرة المظلمة واغلق عليه الباب
اسرع داني لطرق الباب وهو يصيح ( افتح الباب....اخرجني من هنا ...) ولكن لارد مما جعله يجلس على الارض وجبهته ملاصقة للباب وهو يرتجف فأي مأزق هو به الان ؟؟
اخذ ينظر حوله للغرفة الصغيرة وهي ممتلئةبالصناديب الكبيرة  وتفوح منها رائحة الجرذان القذرة
نظر لتلك النافذة المغلقة والتي في ارتفاع عال يصعب عليه الوصول اليها

-( تبا للمزرعة وتبا لفضولي وتبا لكل شئ ) كان يشتم وهو جالس على الارض لايعلم ماذا يفعل
وضع يديه على رأسه وقال ( انا المخطئ...انا السبب...لو انني لم اعطش تلك الليلة لما وصلت الى هنا )
اخذ يصك اسنانه مع بعضها بخوف وهو يفكر بما قد يفعله به فهذا الرجل لن يفكر مرتين قبل ان يتخذ قرار قتله ولولا ذلك الطبيب لكانت روحه الان تتجه للسماء

- ( اللعنة والف لعنة ) خرجت من فمه بصوت متألم وقد دفن وجهه بين قدميه
سيموت هنا دون ان يشعر به احد حتما...ما كان عليه ان يهتم بأمر تلك الخيول الغبية
.
.
.
فتح عينيه بسرعة على صوت وقع اقدام قادم نحو الغرفة مما جعله ينتفض خوفا فلو كان هذا شارل فسوف يكون هذا اخر صباح يشهده
انفتح الباب وهو يحدق به بخوف ليظهر شارل من خلفه والغضب قد اخذ جزاءه منه
ومن خلفه ذلك الطبيب
فقال شارل من خلفه اسنانه ( لقد فقدنا كل الاحصنة بسببك ايها المعتوه...) اقترب منه وضربات قلب داني تتسارع
قال شارل ( يجب ان تموت...) اصبح جسد داني كالثلج بعد تلك الجملة فها هي النهاية قد حانت
مد شارل يده ليمسك برقبة داني ليخنقه ولكنه توقف على صوت الطبيب ( توقف ..) نظر له باستنكار فيما تابع هو ( انه حفيد دوران...ماذا ستقول له ؟؟) قال شارل بغضب ( لايهمني...مايهمني الان ان اتخلص منه واُريح نفسي ) قال الطبيب ( لاتكن احمقا...فكر جيدا قبل ان تٌقدم على ذلك
فجده واولئك الاطفال يحتاجون لسبب مقنع لاختفائه....دعه الان وعندما تدبر كل شئ يمكنك فعل ما تشاء به )
نظر شارل بحقد لداني ولكنه تراجع وخرج وهو يدرك ان مايقوله الطبيب صحيح فلحظة غضب منه قد توقعه بمشكلة اكبر

تنهد داني براحة بعد خروجهما ولكنهما حتما سيعودان لقتله فكل ما فعلاه انهما اخرا موعد موته فقط

وقف داني باصرار على قدميه قائلا ( لن اقف هنا انتظر موتي...سوف اخرج...افضل الموت وانا اناضل )
نظر للاعلى حيث تلك النافذة  واخذ الصناديق ورفعها فوق بعضها وصعد عليها حتى وصل لتلك النافذة
فتحها ليبدأ شعره بالتحرك بعشوائية مع تيارات الهواء التي بذلك الارتفاع
ارتعش بخوف وهو يري تلك الارض البعيدة والتي بات النزول اليها حلما

- ( لا...) قالها بخوف وتابع ( لا استطيع فعلها ) غطى وجهه بكفيه وبدأت عيناه تدمعان فلا شئ امامه الان سوى انتظار موته

- ( هذا ليس الوقت المناسب للبكاء ) جاءه صوت ذلك الرجل في عقله وامامه ذلك الطفل الذي يبكي
-( انهض داني ولا تكن احمقا فالامور التي تتطلب السرعة لاتضع زمنك فيها بالبكاء ) قالها ذلك الرجل وهو يمد يده للطفل الذي يبكي امامه
نظر الطفل ليد والده ومد يده ليمسك بها وينهض فقال الرجل ( كن قويا داني فهذه الحياة لا تتحمل الضعفاء )

-( ابي..) همس بها داني ثم نهض وهو يقول ( معك حق )
اخذ يقلب بصره حوله لعله يجد اي شئ  يساعده على النزول ولكنه لم يجد
ضم قبضته بشدة وقد عزم على فعل ذلك
فتح النافذة مجددا واخرج جسده بها وتشبث بها حتى وجد فراغا لوضع قدمه فاخذ ينزل ببطء
- ( غبي...غبي ) اخذ ينعت نفسه بهذه الكلمات وهو يرى ان ما اقدم عليه كان غبيا جدا والارتفاع عال
انزلقت قدمه عندما لم يجد فراغا يضعها فيه مما جعله يهوي ساقطا وقد وضع يده على فمه ليمنع نفسه من الصراخ
حاول التشبت باي شئ كي يوقف انزلاق نفسه ولكنه ادى لجرح يده
سقط على قدمه التي التوت بشدة مما دفعه لمسكها بالم وقد بدى ذلك على وجهه ولكن المه لا يقارن بسعادته اذ انه وصل الارض اخيرا ولكن عليه التحرك بسرعة قبل ان يراه احد.

خلف الستار ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن