خلف الستار ( مكتملة )

البارت الثاني

شعر داني بالملل وهو يجلس على تلك الاريكة وقد حفظ كل انش بالغرفة فهو لاينظر لشئ غيرها
نظر للساعة الضخمة التي علقت على الحائط وقد اشارت الى السادسة مساءا
اي ذوق يملكون !! هو جالس هنا منذ الظهر منتظرا قدوم سيمبال الذي ذهب لاخبار سيد المنزل عن حضوره على حد قوله
تمدد داني على الاريكة بعد ان احس بالتعب بسبب جلوسه الطويل
اخذ يقاوم النعاس الذي بدأ يلعب باجفانه
يغمض عينيه ببطء ثم يفتحهما بسرعة لتقع عيناه على تلك المروحة التي تدور في منتصف الغرفة وهكذا... ، لم يستطع المقاومة اكثر واستسلم لرغبة جسده بالنوم وغط فيه بعمق
.
.
.

اخذ داني يفتح عينيه ببطء ليقع نظره على ذلك السقف البني اللون
نهض بسرعة فهذه ليست الغرفة التي كان فيها !! قلب بصره على المكان...غرفة كبيرة يتوسطها هذا السرير الكبير واريكة وضعت في مؤخرة السرير بنفس لونه الذهبي البراق والى الامام وضعت طاولة دراسة متوسطة الحجم وبقربها مكتبة صغيرة امتلأت بالكتب  وفي احدى زوايا الغرفة تقبع تلك الخزانة الفضية الكبيرة اتجه اليها وفتحها وقد كانت مليئة بالملابس التي في مثل مقاسه وهذا يفسر قولهم له انه لايحتاج لاخذ ملابسه معه
لفت انتباهه ذلك الباب الذي بداخل الغرفة فاتجه اليه وفتحه ليجده حماما كبير ناصع البياض ، اصابته الدهشة فهذه الغرفة وحدها بحجم منزله السابق
اتجه لتلك الستائر البنية الكبيرة وازاحها لتظهر من خلفها تلك النوافذ العملاقة التي لم يرى مثلها في حياته
وقع نظره على تلك الحديقة الكبيرة التي تطل عليها غرفته ، كان منظرها من الاعلى اجمل بكثير
نظر للساعة المعلقة فوق المكتبة وقد اشارت للسادسة صباحا ، من احضره الى هذه الغرفة وهو نائم ؟؟!! كان بامكانهم ان يوقظوه !!
دخل الحمام وجعل الماء الدافي ينزل على جسده ليزيل اخر اثار النوم من عليه ثم اتجه لتلك الخزنة واخرج منها بنطالا اسود وقميصا بلون كحلي وارتداها
خرج من غرفته واخذ يتلفت ، المنزل هادئ كالعادة ولاصوت سوى صوت وقع اقدامه في هذا الممر الطويل الذي امتلأ بالغرف
وقعت عيناه على ذلك السلم الابيض ويتوسطه سجاد احمر ففهم انه في الطابق الثاني
اخذ ينزل الدرج ببطء ولا زال المنزل في هدوئه وكأنه لايوجد احد به
اتجه لذلك الباب البني الكبير وفتحه لتظهر تلك الحديقة الكبيرة ولكنها ليست نفس الحديقة التي رأها من غرفته يبدوء انها حديقة خلفية
وقع نظره على ذلك الصبي الاشقر المماثل لعمره وهو يتدرب بعصي خشبية شبيهة بالسيوف
توقف الصبي عن التدريب عندما لاحظ لداني الذي يراقبه بشرود فقال له ( هذا انت ايها الخروف !!) تعجب داني من محدثه الذي ينعته بكلمة كهذه في اول لقاء  بينهما !!
ضحكة قوية خرجت من بين شفتي الصبي وهو يقول ( نعم خروف...عندما عدت وجدتك نائما في الاريكة وحاولت ايقاظك حتى انني صفعتك على وجهك مرتين ولكنك لم تستيقظ..) ثم اتبعها بضحكة ساخرة ، تعجب داني اذ انه لم يشعر باحد يوقظه
اتجه اليه داني وهو يقول ( ومنذ متى يتميز الخروف بنومه الثقيل ؟؟) وعندما اقترب منه رمى الصبي اليه احدى السيوف الخشبية
امسكها داني باستغراب وقبل ان يقول شيئا اتجه اليه الصبي ليهاجمه فما كان من داني إلا ان يضع سيفه بينه وبين سيف خصمه ليتصدى له وقال ( ا..ا..نتظ...) بتر جملته عندما اعاد الصبي محاولة ضربة ولكنه استطاع ان يصنع مسافة جيدة بينه وبين خصمه فقال داني ( أهكذا تستقبلون ضيوفكم ؟؟!) ابتسم الصبي قائلا ( انت لست ضيفا ) ثم تحرك باتجاهه مجددا فلم يكن من داني إلا ان يدافع وهو يقول ( توقف )
لم يجد داني اي فرصة في الهجوم فهذا الصبي سريع جدا
اخيرا حسم ذلك الصبي المعركة عندما سقط سيف داني بعيدا عنه ووجه الصبي حافة سيفه لعنق داني وقال مبتسما ( لقد فزت )
رمى الصبي بسيفه بعيدا واتجه لتلك الاريكة وحمل منها زجاجة ماء ورماها لداني واخذ هو الاخرى يشرب
فتح داني زجاجة الماء وشربها بسرعة وهو يتصبب عرقا ويلهث من التعب على عكس الصبي الذي ملأ وجهه بعض قطرات العرق ولم يبدوء عليه انه تأثر كثيرا
قال الصبي ( انت داني صحيح ؟ ابن العمة اليزابيث ؟) أوما داني ايجابا فكل من بالمنزل يعلم بحضوره
اتجه الصبي اليه ومد يده له مصافحا وقال ( انا اسمي كال...مرحبا بك بيننا داني واسف على ما اصاب والديك ) صافحه داني وهو مبتسم دون ان يقول  شيئا
التقط كال السيفين الخشبيين من الارض ووضعهما على الكرسي الخشبي
فقال داني ( لما المنزل فارغ هكذا ؟؟ اين هم افراد العائلة؟؟ )  قال كال ( لابد انهم الان قد اجتمعوا للافطار هيا بنا ) ودخل الى المنزل ومن خلفه داني
دخلا على غرفة كبيرة تتوسطها طاولة طعام كبيرة وحولها تلك الكراسي الذهبية التي امتلأت بافراد العائلة
قال كال ( مرحبا ) رد رجل اشقر وواضح انه والده ( اهلا ) القى الجميع نظرة سريعة على داني الذي كان متفاجئا فالمنزل قبل قليل كان هادئا تماما فمن اين ظهرو ؟؟
جلس كال قرب والده فيما قال سيمبال مخاطبا داني ( اجلس ) جلس داني قربه
وقد لاحظ لوجود بعض الكراسي الفارغة فقال كال مخاطبا والده ( ولكن اين جدي ؟؟ والعم دينام؟؟) اجاب والده (  جدك كان متعبا ليلة امس لذا سيأكل في غرفته  اما دينام فانت تعرفه لايحب الجلوس في المنزل بالتاكيد يتسكع في مكان ما ) قال كال بقلق واضح ( هل عاودت نوبة القلب جدي مجددا ؟؟) أوما له والده دون ان يقول شيئا
بدأ الجميع بالاكل بهدوء شديد ، اما داني فقد بدأ يقلب بصره عليهم
رجل اربعيني بشعر اسود وبشرة بيضاء وقربه صبيان تؤمان بشعر اسود يبدوان في الثامنة عشر ومقابل له قد جلس ذلك الرجل الذي يبدوء باواخر الثلاثين وقربه جلست طفلة بالثالثة عشر  ذات شعر اسود قصير وقربها تجلس تلك المرأة الثلاثينية صاحبة الشعر البني و مقابلا لها كان يجلس صبي في السابعة عشر واخر في العشرين ولهما شعر اسود وعيون زرقاء ويبدوء انهما اخوان وقربهما كان ذلك الكرسي الفارغ ويبدوء انه لذلك المدعو دينام
تعجب داني من ان احدا لم يسأله شيئا وكأنه فرد قديم في العائلة حقا انهم غرباء.