البارت السادس والعشرون

2.7K 242 28
                                    

شقت دمعاته طريقها من عينيه وهو ممسك بهاتف الكس ينظر لصورة تلك الفتاة ذات الشعر الاسود -امه- كما حكاه الكس
تنهد داني ووضع الهاتف على السرير قربه
ثم نظر  لالكس وقال ( افهم ان والدك ان علم من اكون انا....قد يقتلني ) أوما له الكس وقال ( لكنه لن يقتلك ) نهض داني واتجه لتلك النافذة ووقف قربها ينظر لتلك الحديقة الكبيرة
كل ماحدث كان كذبة ، مجرد كذبة...حياته...عائلته...كل شئ عاشه كان كذبة نكرا
ضرب يده على الحائط بالم وهو يحاول منع نفسه من البكاء فهذا لن يغير شيئا

اقترب الكس منه ولمس كتفه قبل ان يهمس ( داني...كل شئ سيكون بخير ..) التفت اليه داني وقد اقترب حاجباه بشدة ثم دفعه بيديه للوراء وصاح ( لا شئ سيكون بخير...انت تعلم هذا...انت تدرك ان كل شئ يقف عند الهاوية ومع ذلك تقول إن كل شئ سيكون بخير...) انزل رأسه وقد خرجت شهقاته ولم يستطع ايقاف دموعه
مدّ يده وامسك بقميص الكس ثم دفن وجهه به واخذ يبكي بصوت عالٍ وهو يقول ( لقد انتهى كل شئ...ماعاد لي مكان اذهب اليه بعد اليوم...الجميع تخلو عني...) تجمد الكس في مكانه وهو يسمع نحيب داني الذي غزا الالم كل جزء فيه
لم يستطع قول شئ فما يقوله داني صحيح
عائلة دوران من ناحية وعائلة فرنالد من ناحية اخرى...هم مستعدون لقتله من اجل الشرف كما يقولون
ضم الكس داني الذي يبكي بحرقه اليه اكثر وهمس قرب اذنه ( لن يلمسك احد حتى اموت داني  ....)
.
.
.
اتجه بخطوات راجفة لاتكاد قدماه تحملاه من شدة خوفه....
طرق باب تلك الغرفة ليفتح دينام الذي نظر بتعجب للواقف امامه وقال ( لما خرجت من غرفتك؟؟ احدث شئ ما ؟؟) لم يجب كال بل دخل للداخل واغلق الباب خلفه
ثم اتجه للنافذة وابعد الستار عنها واخذ ينظر للحديقة
لاحظ دينام ليد كال التي تضغط على الستار بقوة
فاحس بالقلق وبأن شيئا ما خاطئ
اتجه لكال وقال ( مالامر ؟؟) وازاح الستار اكثر ليرى
اتسعت عيناه وهو يشاهد برامان مع رجال اخرين يقفون داخل الحديقة وسرعان ما ركبو السيارة وتحركوا
انزل كال رأسه بحزن حتى غطت خصلات شعره عينيه وافلت الستار من بين يديه
كان واضحا لدينام انه يبكي من حركة اهتزاز كتفيه
رفع كال رأسه بسرعة ثم امسك بياقه دينام وقال وقد امتلأت عيناه بالدموع ( ساعده ارجوك...سيقتلونه ) بدت علامات الدهشة على دينام وهو يرى كال يبكي بصوت مرتفع وقد ابعد يديه منه
قال كال ( إخوتك كلهم يشاهدون...لا احد منهم يفعل شيئا....) ثم نظر لدينام بعيون مترجية وهو يقول ( ارجوك....هو ليس مخطئا...انه مجرد ضحية...ارجوك لاذنب له...انت الوحيد القادر على مساعدته )
امسك دينام بكال ووجهه الى السرير واجلسه عليه ثم جثى على ركبتيه امامه وامسك بيديه التان غطاهما الشاش وابتسم قائلا ( كال....لاتقلق...داني سيكون بخير...صدقني...انه ولد قوي..سيكون بخير وحده ) سحب كال يديه من بين يدي محدثه ونظر له بتفاجؤ فهو لم يتوقع اجابة كهذه منه وهمس ( الن تساعده ؟!!) اشاح دينام بوجهه بعيدا وقد بدى جليا حزنه وقلة حيلته فقال ( لا استطيع فعل شئ...فكرت كثيرا ولكن ما من طريقة...اريد حقا ان اساعده ولكن لا استطيع بل لا اعرف كيف !!) اعاد دينام نظره لكال وقال ( اين هو الان ؟؟ نحن لانعلم...ربما اصبح خارج المدينة الان !! ربما حدث له امر ما !! نحن لانعلم عنه شيئا ) همس كال ( ابحث عنه ) حرك دينام رأسه يمينا ويسارا وقال ( لقد فكرت بهذا...ولكن المدينة كبيرة جدا...البحث فيها صعب...لنتمنى فقط انه بخير ) نهض كال بغضب ودموعه تزداد انهمارا وصاح ( انت جبان....انا المخطئ لاني طلبت منك ذلك....انا المخطئ) ثم خرج من الباب مسرعا
نهض دينام من الارض وتنهد بقلة حيلة فلو كان يستطيع ان يتواصل مع داني على الاقل كان بامكانه مساعدته .
.
.
.
.
نهض فرنالد بفزع من كرسيه ونظر لالكس الواقف امامه بعيون واسعة وقال ( أأنت تعي ماتقوله ؟؟) أوما الكس وقال ( ااجل...كما اخبرتك...) قال فرنالد ( اذا فهو ابن سيلين !! ) أوما الكس دون ان ينطق بكلمة في الوقت الذي اخذ فرنالد يقترب منه وعندما اصبح قربه رفع يده وصفعه بقوة
اتسعت عينا الكس بصدمة ووضع يده على خده ونظر لوالده وهو غير مصدق لما حدث الان فهذه اول مرة يرفع والده يده عليه
قال فرنالد من خلف اسنانه ( كيف تفعل ذلك ؟؟ تُبقي هذا الولد هنا دون ان نعلم ؟؟...انه عار علينا ) صاح الكس ( لاتقل عنه عار...انه حفيدك في النهاية ...) صاح فرنالد ( لايشرفني ان يكون هذا الولد حفيدي ...) قال الكس ( ماذنبه ابي ؟!! ماذنبه اجبني ؟؟) لم يقل فرنالد شيئا بل ظل صامتا لمدة قبل ان يقول ( كان عليّ ان اقتله عندما سنحت لي الفرصة حتى لا ارى هذا اليوم بحياتي ....) اتسعت عينا الكس بسماعه لهذا الكلام وهمس ( انا ساعتني به ) صاح فرنالد بقوة ( لا يعني لا ...) ضرب بعصاته على الارض وصاح ( لا اريد ان ارى وجه ذلك الولد امامي اتفهم....تخلص منه اليوم قبل الغد وإلا تخلصت منه انا بطريقتي ) فتح الكس عيناه بتعجب وهمس ( ابي !!) فكيف يتخلص منه بهذه السهولة !! كيف يرميه ويعاقبه على ذنب هو لم يرتكبه !! بحقٍ كيف ؟؟

اتسعت عيناه ودقات قلبه تزداد وهو يستمع لحديث الكس ووالده من خلف الباب
امسك بمكان قلبه بقوة وحاول جاهدا عدم اخراج دموعه من عينيه فهو حقا لا يريد البكاء ولكن كل شئ حوله يُبكي ....
-( داني...عزيزي ) صوت انثوي متعب صدر من خلفه ليلتفت بسرعة ليجد امرأة شاحبة نحيفة تقف امامه فعرف بسرعة انها والدة الكس
رفعت يدها وتحسست وجهه بكفيها
وداني واقف ينظر لها بتعجب
حركت يدها لتمسح تلك الدمعة التي نزلت من عينيه وابتسمت ابتسامة باهتة وقالت ( انت تشبهه كثيرا....لاتبكي ) انعقد لسانه ولم يستطع التحدث
حركت يديها لكتفيه ووجهته اليها وضمته
كان داني متفاجئا لايعرف ماذا يفعل
اغمض عينيه وهو يتذكر والدته وهي تضمه وتغني له وتخرج معه للعب
هي ليست امه...لكنها ربته رغم انها تعلم انه ابن زوجها من امرأة اخرى فهي ببساطة تقبلته
ليس من اجل زوجها ولا من اجل صديقتها العزيزة بل لان لاذنب له فهو لايعرف شيئا
ابعدته عنها وتفاجأت برؤية دموعه تخرج اكثر فقالت ( ما الامر ؟؟ لما انت تبكي ؟؟) لم يجبها داني بل ابتعد عنها واتجه لغرفة الكس في الاعلى ، دخلها واغلق عليه الباب

لم يستطع الكس اقناع والده فخرج من غرفته منزعجا
تعجب عندما لم يجد داني في الخارج فهو قد طلب منه البقاء هنا
هو لم يتوقع ان تكون ردة فعل والده هكذا !! ظن انه سيوافق وتتحرك به غرائز الابوة قليلا
اتجه لغرفته وفتح بابها ببطء ليظهر له داني الذي يجلس على النافذة وبصره للخارج
اقترب منه وهمس ( داني...) لم يلتفت اليه داني بل تحدث قائلا ( استمع لوالدك...معه حق...انا لست سوى مجرد ع....) وضع الكس يده في فم داني مانعا اياه من نطق تلك الكلمة وقال ( انت لست كذلك....هذه الكلمة تحمل معانٍ اسواء بكثير مماتظن...انت داني...ولست شيئا اخر ) ابعد يده من فم داني وقال ( لاتهتم بما قاله والدي...هو فقط متفاجئ الان...اعطه بعض الوقت وسو....) قاطعه داني ( لا....انا لن انتظر منه موافقة...هو رفضني منذ البداية..) اقترب من الكس وامسك بقميصه وقال بحزن ( ارجوك...انا لا اريد البقاء هنا بعد اليوم...ارجوك....خلصني من هذا...خذني لاي مكان...ارجوك )
صمت الكس قليلا ثم اتجه لحقيبة داني رماها له وحمل مفتاح سيارته من الطاولة وقال ( اعرف مكانا سترتاح فيه...هيا ) ثم خرج
استوعب داني حديث الكس للتو وارتدى حقيبته بسرعة وخرج خلفه.

خلف الستار ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن