خلف الستار ( مكتملة )

البارت السابع

كان دينام جالسا على طرف السرير في غرفته يفكر فيما حدث في اللحظة التي انفتح فيها باب غرفته ليظهر برامان فقال دينام بضجر ( الا تعرف كيف تطرق الباب ؟) اجاب بحدة ( هذا ليس من شأنك ...) ثم امسكه من ياقته بسرعة وقال من خلف اسنانه ( لما فعلت ذلك ؟؟ لما اخذت الولد بدون علمنا ؟؟ من سمح لك ) ابتسم دينام وقال ( هذا ليس من شأنك ) افلته برامان وصفعه بسرعة على خده
امسك دينام خده بغير تصديق فبعد كل عمره  هذا برامان قد صفعه
نظر اليه وعيناه جاحظتان وقد جاء الى عقله حديث داني - في ذلك المنزل لافرق بين كبير وصغير جميعكم تعاملون بنفس الطريقة يحكمكم شخص واحد حتى التنفس بأمره - اطلق دينام ضحكة ساخرة وقال ( كان معه حق ...ذلك الولد )  جعلت من برامان يتعجب فهل اصابه الجنون ؟؟!!
قال برامان ( مافعلته مخالف للقوانين وتعرف عقابك ) ابتسم دينام بسخرية وقال ( لا احد يستطيع ان يعاقبني ..لا ابي ولا انت ...لا احد....انا حر بما افعل )
احس برامان بغيظ شديد وبشئ من الاهانة في حديث شقيقه فرفع يده ليضربه مجددا
إلا ان دينام قد امسك يد برامان قبل ان تصل اليه وقال بحدة ( انا لم اعد ذلك الصغير الذي تضربه كلما اخطأ....ابتعد عني سيكون افضل...) اقترب حاجبا برامان بشدة في الوقت الذي افلت فيه دينام يده وقال ( انا متعب فهلا...خرجت )
لم يكد برامان يصدق ما نطقت به شفتا دينام  ولكن معه حق فدينام لم يعد صغيرا حتى يستمع لاوامر اخيه  وهذا ما دفع برامان للخروج صاكا الباب خلفه بقوة.

في صباح اليوم التالي...
فتح سيمبال باب غرفة داني الذي اعتاد على هذه الطريقة في اقتحام غرفته
فقال له ( السيد يطلبك )
نهض داني بتكاسل وخرج وعينا سيمبال تتبعانه
طرق غرفة جده ودخل بعد ان سمع الاذن بالدخول
قال وهو موجه نظره للارض ( طلبتني ؟؟) نهض دوران من كرسيه وقال ( ارفع رأسك داني  وانظر الي) لم يستجب داني بسرعة فكانه يصارع رأسه ليرفع
اخذ يرفع رأسه ببطء ويدور بعينيه على الغرفة متحاشيا النظر لجده
رقعت عيناه على تلك الكتب والمجلدات في الارض  التي انزلتها السيارة في تلك الليلة 
اقترب دوران من داني ووضع يديه على كتفي داني الذي وجه نظره اليه فيما قال هو ( داني....اعذرني ان اغضبك الامر....لقد بعت كل ما بالمنزل وسابيع ارضه وماله سيعود اليك ان...) قطع حديثه وداني يتراجع للوراء مبعدا يدي جده عن كتفيه
فقال دوران بهمس ( داني...) صاح داني بألم ( من قال لك انني اريد المال ؟؟ لم يكن يهني...اردت ذلك المنزل ومافيه ...) تنهد دوران وقال ( حسنا ان كان هذا ما تريد فسوف اعيد بناء المنزل ) صاح داني ( لا اريد ....)  نظر دوران بعجب لداني الذي احتقن وجهه بالدماء غضبا وقال ( لااريد ان تعيد بناءه فهذا المنزل قد بناه والدي وبعد ان هدمته انت......) صمت داني وانزل راسه للاسفل وبدأت شهقاته المكتومة بالخروج
وقال بعد دقائق ( هل استطيع المغادرة؟؟ ) نظر دوران لداني المخفض نظره بأسى وقال ( نعم ) التفت داني وخرج
.
.
.
نهض داني في منتصف الليل وهو يشعر بالعطش
نظر الى ابريق الماء الفارغ واخذ يشتم بكل انواع الشتائم التي يعرفها

خرج من غرفته ليذهب الى المطبخ حتى يحضر الماء
كان المكان مظلما وهو يسير بين الممرات فحتى تلك النوافذ الكبيرة لم تدخل من ضوء القمر إلا القليل
اخذ يخطو اول خطواته نحو الدرج عندما لاحظ لضوء قوي يصدر من الاسفل
نزل بهدوء لعدة درجات لعله يفهم مايحدث.
كان دوران مع ابناءه الاربعة مجتمعين حول الطاولة وفي منتصف الطاولة تماما قبعت تلك الشمعة البيضاء الكبيرة وهي تشتعل
لم يفهم داني شيئا فلما هم مجتمعون الان ؟ ولما يستخدمون ضوء الشمعة بدلا من المصباح ؟؟
اخذ ينزل بضع درجات ببطء لعله يرضي فضوله بمعرفة حديثهم
- ( انتهى هذا الاجتماع ) قالها دوران ونهض لينهض ابناءه من خلفه
قال داني بنفسه ( تبا ) فهو لم يسمع ماكانو يقولونه
اخذ يتراجع ببطء للخلف عندما احس بانهم  سيتفرقون ولكنه تصلب عندما اصطدم ظهره بذلك الجسد الذي يفوقه طولا وحجما
جحظت عيناه وهو يتذكر ان لدوران خمسة اولاد ومن كانو حوله اربعة فقط والتنصت مخالف لقوانينهم الغريبة هذه
هو الان واقع في مشكلة كبيرة.