البارت الثلاثون

2.5K 224 6
                                    

اتجه بسرعة متخطيا ممرات منزله الكبيرة وهو يحمل هاتفه يعيد الاتصال بداني ولكن هاتفه لايزال مغلق وهذا يؤكد له حقا ان شحنه قد انتهى
تنهد بيأس وسار الى غرفته حمل منها حقيبة ظهر صغيرة ملأها بالطعام وبعض قوارير الماء وعندما همّ بالمغادرة توقف للحظة قرب الباب وكأنه يفكر وسرعان ما عاد راجعا داخل الغرفة واتجه الى تلك الطاولة الصغيرة التى امتلأت بالادراج
مدّ يده وفتح الدرج الثاني الذى كان ممتلئا بالكتب والاوراق فرفعها واخذ ذلك المسدس من تحتها
نظر اليه ليعكس بلمعانه الشديد جزء من ضوء الغرفة ويقع على عيني الكس مظهرا بذلك زرقتها الشديدة
اضطرب قلب الكس واخذ ينبض بقوة وهو ينظر للمسدس فهو لم يحتج لاستخدامه يوما ولكنه الان يشعر بانه سيحتاجه فلابد له من اخذه
وضعه في جيب سترته الداخلي واسرع بالركض خارجا بعد ان تناول مفتاح سيارته من الطاولة فمن يدري قد يغير والده رأيه إن تأخر
.
.
.
وضع يديه على ركبتيه وهو يلهث بتعب والعرق قد اغرق رأسه
مسح العرق من جبينه بكم قميصه الذي اصبح متسخا من كثرة مسحه له بعرقه
وضع يده على قلبه وهو يسمع قلبه ينبض بطريقة غير منتظمة فهذا بسبب ركضه لوقت طويل دون ان يتوقف
اخذ يتابع سيره ولكن بخطى مترنحة وعيناه ناعستان يشعر انه سيسقط في اي لحظة
نظر لحمالة المفاتيح بين يديه
ثم ابتسم بلا وعي وهو يتذكر كال
فكل شئ سئ مع كال يصبح جميلا رغم كل شئ وهذا هو حقا ما دفعه للاستمرار وهو ايجاد كال قبل ان يعلم برامان انهما هنا مما دفعه الى معاودة الركض مرة اخرى لعله يجد الكوخ الخشبي صدفة
.
.
.
ضغط على البنزين بقوة وقد اقترب حاجباه بشدة وهو يقود بطريقة جنونية وللمرة الثالثة كاد يتسبب في وقوع حادث وذلك لانه باله مشغول بداني
هو المخطئ فهو لم يتصل عليه طيلة الايام الماضيه ليخبره بتأخره بسبب انشغاله بوالدته المريضة وعندما قرر اخباره كان الهاتف مغلقا

توقف اخيرا في بداية تلك الغابة الكبيرة
واتجه بسرعة يركض بداخلها لعله يصل بسرعة ليطمئن على داني

اقترب من باب الكوخ وقلبه ينبض بسرعة بسبب ركضه 
ابتسم وهو يسمع حركة داخل الكوخ فداني لايزال بالداخل
ولكنه احس بخطأ ما وهو يسمع صوتين غريبين عنه مما دفعه لاخراج مسدسه وجعله في وضع استعداد لاطلاق النار وامتدت يده لتفتح باب الكوخ ببطء
دخل بسرعة واشهر المسدس في وجه ذلك الشاب الذي ارتعد ورفع يديه قائلا ( لا تطلق ارجوك ) نظر له الكس وقال بغضب ( من انت ؟؟ وماذا تفعل هنا ؟ اين داني ؟؟ تحدث وإلا افرغت مسدسي في رأسك ) اجاب بخوف ( اهدأ اهدأ ساجيبك فقط ابعد هذا الشئ)
-(سيد الكس)
التفت الكس للصوت الذي ناداه ليجد كال هناك فقال بتعجب ( كال...ماذا تفعل هنا ) قال دينام ( اذا تعرفان بعضكما ...ايمكنك ابعاد هذا الشئ قليلا ) واشار للمسدس فرمقه الكس بنظرة قاتلة دون ان يُنزل المسدس فقال كال ( لا بأس سيد الكس انه عمي دينام ) ارتخت ملامح الكس مع كلام كال وانزل مسدسه قائلا ( اعذرني ) ثم اعاده الى جيب سترته
قال كال ( لقد اتينا بحثا عن داني ولكننا لم نجده ) قال الكس ( كيف عرفتما مكانه ) همس كال ( هو اخبرنا .) ثم رفع يده التي تمسك بهاتف داني وقال ( لسوء حظنا انه لم يأخذ هاتفه معه والاسواء ان شحنه قد انتهى )  تنهد الكس بتعب ومرر يده على شعره بسرعة ليعيده للخلف فهو حقا قلق على داني
قال دينام مخاطبا الكس ( انت ابن فرنالد...انت شقيق والدة داني ...كيف تعرفت عليه ؟؟) اجاب الكس ببرود شديد ( وهل هذا يهم الان ) اشاح دينام بنظره بعيدا فهو يتعمد عدم اعطائه اي معلومة وكأنه عدو له وهذا يغضبه
انتفض دينام من مكانه وقال لالكس بغضب ( اين داني يفترض انه معك !!) قال الكس ( انا من يجب ان يسألك هذا فانا من وجدتكما هنا صحيح ) امسكه دينام من ياقته وقال من خلف اسنانه ( لما تركته وحده ؟؟ ماذا لو اصابه مكروه ) قال الكس ( ابعد يدك عني ) لم يستمع له دينام بل ظل ينظر اليه بغضب نظرات قاتلة
قال كال ( ارجوكما توقفا...علينا ان نبحث عن داني وهذا الاهم )
احس الكس بالغضب ودينام لايرغب بافلاته وهما ينظران بعيني بعضهما مما دفعه لرفع يده ووضعها على يد دينام التي تمسك به ناويا ضربه وابعاده عنه ولكن قبل ان يقوم باي حركة اندفع الباب وانفتح بقوة مما جعل الجميع ينظرون اليه بقلق

ابعد دينام يديه من الكس وهو ينظر صوب الباب بعدم تصديق في الوقت الذي اتسعت فيه عينا كال فهذا بالنسبة له كان امرا مستحيلا
اما الكس فقد كان مندهشا جدا ولكنه لم يبدئ ذلك
اخذ برامان يخطؤ الى داخل الكوخ وخلفه رجلان
كان يقلب بصره على المكان وهو يقول ( لا اصدق انه استطاع العيش في هذا المكان القذر كل هذا الوقت !!)  ثم وجه نظره الى الكس الذي يرمقه بنظرات غاضبه فابتسم له واقترب منه قائلا ( الكس فرنالد....لست مخطئا صحيح ؟!! ربما اكون قد قابلتك عندما كنت طفلا ولكن ملامح وجهك لم تتغير ) قال الكس ( اين داني ؟؟) ضحك دينام قائلا ( لا تقلق ستراه قريبا )
اقترب دينام منه وقال ( ماذا تفعل برامان ؟؟ اين داني...ولما هؤلاء الرجال مسلحون ؟؟ هل اصابك الجنون ؟؟) ابتسم برامان بسخرية وقال ( جنون ؟؟ ربما )
في الاتجاه الاخر كان كال يقف متصلبا قدماه حتى لاتقويان على حمله وقلبه مضطرب بشدة وكل ما يدور في رأسه الان هو كيف علم برامان بمكانهم ؟؟
اتسعت عيناه وهو يتذكر انه كتب اسم المكان في الورقة عندما تحدث مع داني  ،  لابد ان برامان قد دخل لغرفة دينام ورأها بعد خروجهما
وضع يده على رأسه بالم وهو يردد في نفسه ( مشكلة...) فبرامان حقا قد اصابه الجنون ، كرهه لداني قد يجعله يقتله...كيف ولا يفعل وهو قد قتل والده قبله!!
تحرك احد الرجلين واتجه الى الكس واشهر بندقيته في وجهه وقال امرا ( استدر ) لم يعترض الكس بل استدار حالا ليقيده ذلك الرجل بالحبال في يديه  وفتشه واخرج منه مسدسه الذي بجيب سترته واعطاه لبرامان
اخذ برامان ينظر للمسدس لوهلة ثم نظر لالكس وقال بسخرية ( لست هينا ياهذا )
هو لم يصعب عليه مواجهتهم ولكنهم سياخذونه الى داني قبل ان يصيبه مكروه
اتجه الرجل الاخر لدينام وكال امرا لهما بالتحرك في الوقت الذي دفع فيه الرجل الثاني الكس ليتقدم خارج الكوخ من خلف برامان.

خلف الستار ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن