البارت التاسع والعشرون

2.5K 237 14
                                    


ركض بسرعة وهو يحتضن حمالة المفاتيح بيده
اخذ ينادي لكال ودينام ولكن لا جواب ، فكر لما لم يتصلا عليه ولكنه تذكر انه قد وضع هاتفه في الكوخ ولابد انهما اتصلا كثيرا وهو قد نسي الطريق الى الكوخ
اخذ يتلفت حوله وهو ينادي واحيانا يصعد على فروع الاشجار ليرى لمدى بعيد ولكن بلا جدوى

انتكأ على احدى الاشجار وهو يلهث بتعب فقد انهك نفسه بالبحث فلم يجد كال ودينام ولم يجد الكوخ
مرر يده على جبينه ليمسح منه العرق الذي ملأه ليصل لمسمعه صوت ذئاب
احس برعشة تسرى في جسده وهو يسمع صوت العواء فقرر التراجع والعودة لمكانه والبحث من اتجاه اخر
ولكن منذ ان خطى اول خطواته حتى ظهرت له تلك العيون الحمراء التي تمتلئ بالغضب
تقدم ذلك الذئب ببطء فيما اخذ داني يتراجع للخلف بخطوات هادئة وعرقه يكاد يغرقه
فتح ذلك الذئب الهزيل الذي بدى عليه الجوع فمه كاشفا عن انيابه الكبيرة والحادة التي غطاها لعابه اللزج
فتح داني عيناه على وسعهما وهو يسمع هذا الذئب يرفع رأسه ويبدأ بالعواء كما لو انه ينادي لاقرانه بانه قد وجد وجبة تكفيهم جميعا
اخرج داني السكين واشهرها امامه وقد اقترب حاجباه بشدة وهو يقول ( تراجع ايها الحيوان القذر....تراجع وإلا قتلتك ) لم تكن كلماته ذات نفع في اثناء الذئب عن التقدم ببطء الى الامام مما اشعر داني بالخوف فايهام الخصم بالقوة لاتنفع مع هذا الذئب
اخذ يتراجع للوراء وعيناه مثبتتان على الذئب فهو يشعر انه سينقض عليه بسرعة كبيرة فلا يمكنه مجارأة ذئب ابدا
رغم خوفه الكبير إلا انه ظلّ ممسكا بالسكين شاهرا لها امام الذئب ويردد كلمة ( لا تقترب ) وفي يده الاخرى قد احتضن حمالّة المفاتيح بقوة
احس بالالم يغزو قلبه فهو سيموت...ودون ان يقابل كال ودينام
بصدق هو ليس خائفا من الموت فهذا مصير الجميع في النهاية ولكنه يريد ان يموت على فراشه في منزله وقرب تلك الدفاية الكبيرة وحوله احفاده وابناءه
ابتسم بسخرية على هذا الحلم التافه فيبدؤ انه لن يتحقق يوما
انتبه لذلك الذئب الذي اخذ يتحرك للامام بسرعة اكبر ثم قفز باتجاه داني
توسعت عينا داني وراى الموت امام عينيه
فهو سيموت ليعيش هذا الذئب
صوت دوي قوي خرج من قرب داني
كل شئ حدث بسرعة كبيرة ولم يعي إلا والذئب على الارض وقد اخترقت رصاصة جسده وبدأ باخراج اصوات متألمة غريبة قبل ان يسكن وعيناه مفتوحتان
بدأ قلب داني يضطرب ويطرق بشدة ونظر خلفه ليجد برامان ومعه ثلاثة رجال يحملون بنادق
ازداد ذعره وتمنى لو ان الذئب قد قتله بدلا من هذا
انزل برامان البندقية وقال لداني ( هذا سئ ....كاد يقتلك...) اقترب حاجبا داني بشدة فهو يدرك ان برامان لن ينقذه ابدا فلما فعل الان
قال داني ( لما انقذتني منه ؟؟ كان سيقتلني وترتاح ) ضحك برامان وقال ( هذا بدلا من ان تشكرني....) لم يقل داني شيئا بل بقي مثبتا نظره على برامان الذي اقترب منه اكثر وعندما اصبح قريبا منه
انحنى اليه وهمس باذنه ( اريد ان احظى بشرف قتلك ) توسعت عينا داني بكلام محدثه فبالتاكيد برامان لم يصبح طيبا
ولكنه لم يفكر كثيرا وبسرعة مرر سكينه على وجه برامان الذي اطلق صرخة تألم ووضع يده اسفل عينه حيث رسمت السكين ذلك الخط الطويل حتى بداية عنقه
اخذ داني يركض في الاتجاه المعاكس مما دفع الرجال الثلاثة لاشهار بنادقهم والبدء باطلاق النار.ولكن برامان اوقفهم وصاح بهم ( اريده حيا...اسرعو ) ليبدؤ بالركض خلفه
اطلق برامان تاوهات متالمة وهو يلمس جرحه العميق ثم نظر ليده التي امتلأت بالدماء وقال من خلف اسنانه بغضب ( ستندم داني....)
.
.
.
وضع يده على فمه وهو ينظر للاسفل من اعلى الشجرة لاؤلئك الرجال الثلاثة وهم يسيرونحول المنطقة ويتحدثون فيما بينهم ثم ابتعدوا
مسح ذلك العرق من جبينه وتنهد براحة ثم نزل ببطء عندما تاكد بانهم قد ابتعدؤ
هو لن يشعر بالامان بعد الان فحوله قتلة يريدونه بالاضافة لتلك الحيوانات الجائعة وهو قد اضاع طريق العودة
تنهد بيأس كبير وحاول جاهد معرفة الطريقة التي عرف بها برامان مكانه ....لا يمكن ان يكون كال ودينام قد اخبراه !!
تحرك بسرعة في اتجاه لايعلم الى اين ياخذه ....
.
.
.
اخذ يسير بين ممرات منزله وهو يعيد الاتصال بداني للمرة الالف ولكنه لايجيب
اعاد الاتصال مرة اخرى ليجد ان الهاتف مغلق ، رمى هاتفه بالسرير بغضب وفكر ( لابد ان شحنه قد انتهى ..) وضع يده على رأسه يفكر بقلق فهذا اليوم الرابع وهو لم يذهب لداني ولاشك في انه جائع جدا وعطش ايضا
جاءت تلك الخادمة تركض بفزع وقالت ( سيد الكس اسرع ارجوك السيدة متعبة جدا ) اتسعت عيناه بخوف واسرع لغرفة والدته فهي متعبة منذ اسبوع كامل ولكن الامر اشتد عليها الان
جثى قربها وامسك بيديها وهو يراها تتألم وتتطلق تاوهات فقال بحزن ( امي..ارجوكي...دعينا نذهب للمشفى ) حركت رأسها نفيا فتابع هو ( ولكن...الطبيب مشغول جدا لن ياتي الى هنا ) حركت راسها نفيا مجددا وهي غير قادرة على الحديث
وجهت نظرها الى الكس وقالت ( اعد...اعده...د..ان..ي ي ) توسعت عيناه بما يسمع فهل سبب مرض امه هو رحيل داني !!
نظر الكس خلفه عندما سمع صوت وقع اقدام ليجد والده يقف ينظر لزوجته بشئ من الاسى ، رغم قسوته فهي كانت شريكة حياته التى اختارها ويصعب عليه رؤيتها هكذا
نهض الكس واتجه لوالده وقال ( ابي ارجوك ...اخبر امي ان تذهب للمشفى...ارجوك...) لم يرد عليه والده بل اتجه للداخل متجاوزا الكس ووقف قرب زوجته وقال ( اهذا ما تريدينه ؟؟ ) لم يفهم الكس مايقصده والده ولكن يبدؤ ان امه قد فهمت قصده وحركت رأسها ايجابا
خرجت تنهدة عميقة من فم فرنالد قبل ان يقول ( انا لم اكرها يوما....احببتها ولكنها قتلت ثقتي بشدة عندما اخبرتني بانها حامل....قتلت كل مارفيني فاغضبتني...انتي لا تعلمين كيف كنت انظر لصورتها بأسى حتى يتقطع قلبي واجد نفسي ابكي بشدة
نعم احببتها ولكنني لم اتخيل ان تفعل هذا يوما ، انا لم اكره ذلك الطفل...ولكنني كلما نظرت اليه تذكرت الثقة التي قتلتها ابنتي فيني... انا لا اعارض على بقاءه..إن كنتي ستكونين بخير بذلك...لكي ما اردتي )
اتجه الى الكس الذي يستمع للحديث وقال له ( اذهب واحضره الكس...اعرف انك اخذته لمكان ما....اذهب...فهو كان ولا يزال واحدا منا ) اتسعت عينا الكس بما سمع فهو لم يتوقع من والده قول هذا
رسم ابتسام واسعة على شفتيه ثم قال ( شكرا لك...لن انسى لك هذا ابي ) ابتسم فرنالد بهدؤ وخرج .

خلف الستار ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن