البارت التاسع

3.5K 273 14
                                    

- ( استييييقظ ايها الكسوووول )
انتفض داني من سريره بفزع على ذلك الصوت الاجش
نظر لشارل الواقف امامه ويرمقه بنظرات حادة
فرك عينيه بتعب وقال ( كم الساعة ؟؟)
اجاب بخلف اسنانه ( ساعة العمل ) ثم امسكه من ذراعه ودفعه لينزل من السرير وقال ( الاسطبل يحتاج الى تنظيف...هيا اذهب ) قال داني بتوتر ( لم انظف اسطبلا من قبل ..) قال شارل ( تصرف..انه ليس بالعمل الشاق...والان اخرج والحق البقية )
خرج داني بتعب فالساعة الان الخامسة صباحا وهو لم يعتد على الاستيقاظ في مثل هذا الوقت
خرج ليجد مجموعة اولاد بمثل عمره وقليل اكبر منه
كانو يحملون ادوات الزراعة ويزرعون وهم يتحدثون بمرح واضح وكأنهم يستمتعون بعملهم
اتجه داني الى الاسطبل
كان كبيرا جدا وعدد جيد من الخيول فيه
كان متسخا بشدة
القش الذي ملأ المكان وفضلات الخيول وتلك الرائحة الخانقة التي لاتتحملها انفه كأنهم كانو ينتظرونه لينظفه

- ( انت داني ؟؟) جاءه صوت من خلفه فالتفت ليرى شابا بالثامنة عشر بشعر اسود مجعد وبشرة قمحية وقد كان وجهه وملابسه متسخين من اثر العمل
أوما داني فقال الشاب ( انا رامي...هذه الادوات اللازمة لتنظيف الاسطبل...طلب مني السيد شارل ان اعطيك اياها )
ووضع امامه دلوا كبيرا ومكنسة طويلة وادوات غريبة لم يفهم داني فيما تستخدم

اخذ الادوات وبدأ ينظف ، كان الامر مقززا جدا ولكن خوفة من تأنيب شارل له جعله ينظفه
بدأ جسده يتصبب عرقا فقد انهكه التعب وهو لم ينجز الكثير وذلك لانه يعمل وحده
مسح العرق عن جبينه بكم قميصه المتسخ ليتحول جبينه وخده للون الاسود
تابع عمله مجددا وهو يلهث من التعب ولكن عليه ان ينتهي

اسرع رامي الى الاسطبل وقال لداني ( داني اسرع...تعال لرؤية هذا ) لم يفهم داني شيئا بل ركض خلفه ليجد جميع الاولاد جالسين فوق سطح المنزل
فصعد رامي واعطى داني يده ليساعده على الصعود فهو غير معتاد على تسلق المباني

اتسعت عيناه وهما تشاهدان الشمس التي بدأت بالشروق
لونها الاصفر المائل للون البرتقالي وشعاعها البارد الذي ارسلته ليضئ هذه المزرعة الكبيرة جاعلا من تلك المزروعات الخضراء ذات لون ذهبي جميل ...كان كما الخيال
قال رامي ( انه جميل صحيح...نحن دائما نستيقظ مبكرا لنرى هذا المشهد الذي يبعث الراحة في النفس )
أوما داني مبتسما فالبرغم من انه قد عاش كل حياته في الريف إلا ان هذه اول مرة يشهد شروق الشمس ومن ارتفاع كهذا

- ( يكفي تأملا لقد انتهي الامر...انزلوا )
كان هذا صوت شارل من الاسفل فنزلوا جميعا واتجهوا الى غرفة الطعام الصغيرة ليتناولو طعام الافطار والذي كان عبارة عن صحن ارز ...لم يستطع داني تناوله فهو لايحب الارز ابدا ولكنه احس بالجوع الشديد ولا يوجد شئ اخر
ادخل يده بالصحن فلا وجود للملاعق واكل
رغم انه وجد صعوبة في البداية إلا انه اعتاد عليه

خلف الستار ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن