البارت الرابع والعشرون

2.7K 254 4
                                    

انتكأ على تلك الشجرة الكبيرة وهو يلتقط انفاسه
نظر حوله اذ بدأت الشمس تغيب وهو لايزال عالقا بهذه الغابة لايدري اي طريق يسلك ليُخرجه أمنا
نظر الى فروع هذه الشجرة الكبيرة وحاول الوصول اليها ولكنه لم يعتد على تسلق الاشجار ابدا مما جعل الامر صعبا عليه
وبعد جهد جهيد استطاع الوصول لاول فرع في الشجرة ومنه صعد للفرع الثاني ثم الثالث بسهولة
نظر للاسفل ليبدأ رأسه بالدوران فالمسافة بعيدة جدا
دبّ الخوف في اوصاله وبدأ يرتجف فرفع بصره للسماء متحاشيا النظر للارض
جلس على الفرع وانتكأ بظهره على الجذع الاصل للشجرة واخذ ينظر لذلك القمر المكتمل وابتسم....هو لايعلم حقا لما يبتسم
هل بسبب جمال هذا المنظر ؟؟ ام ان هذه لم تكن سوى ابتسامة ساخرة بسبب ماهو عليه الان ؟!!
لم يستطع اغماض عينيه فهو خائف جدا والجوء بارد وهذه اول مرة ينام فيها على شجرة
بدأت عيناه تدمعان وشهقاته العالية تخرج وهو يشعر بالخوف...يريد شخصا معه ، فقط شخصا يشعره بالامان ولو قليلا
صمت وهو يسمع صوتا مثل دوس الاقدام على اوراق الشجر والاغصان الجافة
وضع يده في فمه ليمنع نفسه من اخراج شهقاته
اغمض عينيه بخوف وهو يحاول طرد فكرة وجود حيوانات مفترسة من رأسه
اخيرا انزل يديه من فمه واغمض عينيه ونام
.
.
.
ضغط على تلك الرسالة بيده وعقله يكاد ينفجر من التفكير ومما قراءه هنا
أيعقل ان داني ليس ابن اخته ؟؟ ولما والده اخفى هذا الامر كل هذا الوقت ؟؟ لما لم يخبر احدا سوى برامان ؟؟!
نهض من السرير بغضب وقال (ابي...عندما اردت ان تخبر احدا اخبرت برامان !! برامان الذي يتصرف بتلقائية ودون تفكير !! لو اخبرت مارك او سيمبال كان افضل ...) حرك اصابعه في شعره مفسدا تسريحته ويكاد يجن بسبب التفكير
نظر للساعة التي اشارت للتاسعة مساءا واحس بقلق شديد يغزوه وهو يتسأل اين يمكن ان يكون داني الان وماذا يفعل واين سينام ؟!!
تنهد بعمق واستلقى على السرير بظهره وطرق رأسه بيده وهو يقول ( فكر دينام...فكر...لابد من وجود حلّ ما...) شرد بتلك المروحة التي تدور في منتصف السقف وهو يرجع بذاكرته للوراء عندما قابل داني اول مرة في حديقة المنزل وعندما ادخله للقبو وعندما اخذه لمنزله وكيف كان مرحا يحب الحديث وحكاية القصص
ابتسم بتلقائيةوهو يتذكر ذلك فبالرغم من وجود اطفال بعمره في المنزل إلا انه وحده من ترك بصمته فيه...
نهض كالملسوع من السرير وقال ( لا...حتى وإن لم يكن ابن اختي فهو قد عاش معنا في هذا المنزل....رغم كل شئ هو واحد منا.....سابحث عنه...) ضم قبضته اليه بقوة وقال ( داني....كن بخير هذا اليوم ارجوك ).
.
.
.
فتح عينيه بثقل على صوت زقزة العصافير القوية
نظر فوقه وهو يتثأب ليرى اسراب كثيرة من الطيور
( كم هذا مزعج....فلتصمتي ) خرجت منه هذه الكلمات بتأفف فصوتها مزعج بحق
احس بالم في ظهره وهذا طبيعي بعد نومه جالسا في فرع شجرة صلب
اخذ ينزل ببطء شديد خوفا من ان يسقط ،
وضع يده على مكان قلبه وتنهد براحة عندما لامست قدماه الارض
اخذ يسير مجددا والخوف يعتريه وهو يتذكر صوت الخطوات البارحة فهل كانت لشخص ما ام حيوان

خلف الستار ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن