اتجه داني الى غرفته وجلس على السرير بملل فكل شئ في هذا المنزل يدعو للملل
تذكر في تلك اللحظة الكتب التي اعطاها جده اياه ففتح درج المكتبة الصغيرة واخرج الكتابين
فتح البوم الصور واخذ يقلب بصره بين صفحاته
كانت معظم الصور لأمه وهي صغيرة ولافراد العائلة
لفتت احدى الصور انتباهه
رجل اشقر وقربه امرأة بشعر اسود طويل وتحمل بين يديها طفلا صغير وذلك الرجل يحمل تلك الفتاة الوحيدة فوق رقبته وبينهم قد توزع اربعة اطفال اكبرهم كان بالسابعة عشر
حتما هذه الصورة التقطت قبل مدة من وفاة والدتهم
اخذ يحدق في صورة الرجل الاشقر ، عجبا من كان يتخيل ان هذا العجوز قد كان بهذا الشكل الجذاب !!
اغلق الالبوم بعد ان انتهى من تصفحه وفتح الدفتر الوردي والذي لم يكن سوى يوميات لها سبعة عشر عاما تقريبا
فتح اول صفحاتها ليجد
( الاول من يناير :
ذهبت الى محل الزهور مجددا اليوم ....
لن اكذب على نفسي فانا كنت استرق النظر بين الحين والاخر لذلك الشاب الذي يعمل فيه اعترف بانه قد اخذ ناظري
اليوم تحدثت اليه طويلا وعلمت عنه الكثير مما زادني اعجابا به)
اخذ يقلب الصفحات
( الثالث من مارس :
لقد كذبت على والدي اليوم انها اول مرة اكذب فيها عليه
اخبرته انني سأتاخر لان لدي محاضرة اضافية ولكنني ذهبت لمتجر الزهور لمقابلة مينول ..اعلم انني قد اقترفت ذنبا )
اخذ يقلب مجددا فلم يكن فيها امر مهم تتحدث عن جامعتها ورحلاتها حتى وصل
( السابع من اغسطس :
لقد علم مينول بكل شئ ولكنه لم يتركني ، اعتقدت انه قد ينهي كل شئ بمجرد معرفته بهذا الامر ولكنه اخبرني ان كل شئ سيكون بخير )
لم يفهم داني عما تتحدث والدته بالضبط فالصفحة السابقة لها ممزقة
اخذ يقلب الصفحات ويقرأها وكلها كانت تتكلم عن نفس الشخص وهو مينول وكيف تقضي وقتها معه وكيف تقابله دون علم والدها واخوتها وكيفية اعتراضهم عندما علموا بعلاقتها معه
وصل اخيراا للصفحة الاخيرة
( الثلاثون من ديسمبر :
اخبرت مينول بانه لابد ان نهرب معا ولكنه رفض وقال انه سيقطع العلاقة معي بما ان عائلتي غير موافقة
ان عائلتي لاتريد شخصا بمستوى اقل من مستوانا المعيشي ولكن اي قانون هذا!! فالحب لا يعرف فقيرا او غنيا
لقد حسمت امري وساقنع مينول غدا )
اغلق داني الدفتر فهذا اخر ماكتبته قبل مغادرتها المنزل...ولكن...
نظر الي التاريخ مجددا وفكر ( الثلاثون من ديسمبر ولكن شهر ديسمبر به واحد وثلاثون يوما...هنالك ورقة مفقودة...) لم يفهم داني من هذا الذي مزق الاوراق أهي امه نفسها ؟ ام جده ؟؟ ولكن ماذا يوجد في تلك الصفحات حتى يمزقها ؟!!
:
:
:
اعاد داني الدفتر الى درج المكتبة وخرج ليقابل جده لعله يجد جوابا شافيا لاسئلته
اتجه الى الحديقة الامامية بدلا من غرفة جده فهو خائف جدا إذ انه لم يعتد على الكلام معه بعد
اتجه الى تلك الشجرة الكبيرة التي كانت تقبع في طرف الحديقة
ذات اوراق شديدة الخضرة ويبدؤ من حجمها انها كبيرة في السن
اخذ يدور حولها وهو يتفحصها وعندما اصبح خلفها لمح تلك السيارة السوداء التي تستخدم في نقل المؤن وهي تدخل عبر ذلك السور الابيض
ظل داني خلف الشجرة يراقب عن بعد في الوقت الذي خرج فيه دوران وبرامان من باب المنزل
اتسعت عينا داني فماذا يحدث هنا ولما هما فقط ؟؟
نزل من تلك السيارة رجل خمسيني واخر عشريني يرتديان ملابس خاصة بالعمال واخذا يخرجان من السيارة مجموعة كتب وملفات واغلفة وورق كثير
توسعت عينا داني وقد ميز ذلك المغلف الاحمر الذي يخص والده وتلك الكتب الكثيرة الخاصة بالازهار والتي كان يحتفظ بها والده
انتهى العاملان من تفريغ ما في السيارة وكان برامان ياخذها لغرفة والده
دخل برامان ودوران واغلقا الباب في الوقت الذي صعد العاملان الى السيارة للخروج
عندما تأكد داني من دخول جده وخاله اتجه مسرعا وواوقف صاحب السيارة ( توقف..توقف ) توقفت السيارة وترجل منها الرجل الخمسيني وقال ( كيف يمكنني خدمتك ايها السيد الصغير ؟) قال داني ( من اين احضرتم تلك الاشياء؟) قال الرجل ( من منزل بعيد لما ما الامر ؟؟) قال داني ( انها تخص والدي ) قال الرجل ( اذا ذلك المنزل منزلك !! انه منزل في قرية بعيدة غرب المدينة لقد كلفنا بمهمة ل...) بتر جملته عندما سمع صوت بوق السيارة وصاح الشاب من داخلها ( ابي..هذه المعلومات لايجب اعطائها لشخص اخر ، عملنا مع السيد دوران ) قال الرجل ( معك حق ) وعدل قبعته وصعد السيارة التي غادرت في الحال
اتجه داني الى الباب الرئيسي ليدخل ولكنه سمع صوت الباب ينفتح
فكر داني بانه لابد ان يكون برامان او جده وقد سمع صوت بوق السيارة وإن رأوه هنا فسيكون في مشكلة حقيقية
اخذ يتلفت حوله بسرعة لايوجد مكان ليختبئ فيه والشجرة الكبيرة غدت بعيدة عنه والاشجار التي قربه صغيرة وملتصقة بالحائط ولن تخبئه
اخذ الباب ينفتح ببطء ودقات قلب داني تزداد وفي تلك اللحظة انفتح باب صغير ملتصق مع الحائط وقد غطت تلك الشجيرات ابوابه فلا يظهر للعيان
ظهر دينام من ذلك الدرج السفلي وقال بهمس ( داني..هيا بسرعة ) لم يصدق داني مارأه فاسرع ونزل للدرج في الوقت الذي اغلق فيه دينام الباب ببطء
تنهد داني براحة وقد احس بالامان وقال ( شكرا ) قال دينام بغضب ( هل اصابك الجنون...ماذا كنت تفعل في الخارج برب السماء لو رآك اخي او ابي كنت ستكون في خبر كان ولكن الحمد لله جأت سليمة ) قال داني وهو يتلفت حوله ( ماهذا المكان ) قال دينام ( انه القبو ...لايعرفه الكثير هنا ) نظر داني لبوابة القبو ثم وجه نظره لدينام وقال ( أكنت تراقب ؟؟) ظهرت علامات التوتر على دينام وقال ( الامر ليس كما تظن...انه فقط...قل لي ماذا كنت تفعل هنا؟؟ ) قال داني وهو يتذكر مابداخل السيارة ( تلك الكتب والملفات تخص والدي انا واثق...) ثم التفت الى دينام وقال ( اريد الذهاب الى منزلي ...اريد ان ارأه ) قال دينام ( هل انت مجنون بحق ؟؟ بالطبع لايمكنك ذلك ...انت بالذات لن يسمح لك بالخروج ) قال داني ( خذني الى هناك...ارجوك ) قال دينام ( اعذرني لا استطيع هذا مخالف للقوانين ) صاح داني( اي قوانين سخيفة هذه ؟؟ انت جبان فلا تذهب معي ساذهب وحدي ومن بعد اليوم لن يغدو هذا القبو سريا ) ثم تحرك باتجاه السلم للخروج فامسك دينام بذراعه وقال ( حسنا...ساذهب معك ولكن اياك ان تخبر احدا بذهابنا او يشعر بذلك ، سوف اخذك غدا في الصباح الباكر فالمكان بعيد ولكن سيبقى امر هذا القبو سرا ) ابتسم داني بنصر وقال ( حسنا اتفقنا ) وتابع طريقه نحو السلالم فاوقفه دينام ( توقف..) توقف داني ونظر لمحدثه الذي تابع ( اخرج من الباب الاخر انه متصل مع ارضية مخزن المؤن سيكون افضل من خروجك من هنا فهذا سيعرضك للمسألات ) أوما له داني وخرج بذلك الباب الذي اشار اليه ولحسن حظه كان المخزن فارغا
ضرب دينام على راسه وهو يقول ( لقد تورطت...جنيت على نفسي ).
أنت تقرأ
خلف الستار ( مكتملة )
Maceraبعد وفاة والدي داني يذهب للعيش مع عائلة امه التي لايعرف عنها شيئا ولم يرهم من قبل عائلة كبيرة ذات قوانين صارمة ولكنه هناك يكتشف اشياء كثيرة تسبب له المشاكل