البارت التاسع عشر

3K 252 22
                                    

ضرب على رأسه بقوة وهو يردد
( غبي....احمق....لا اصدق انني فعلت ذلك!!) تنهد بقلة حيلة ونظر لداني وكال الذان يجلسان بسيارته وقال لنفسه ( كيف استطاعا اقناعي!! لا اصدق ) لمس جبينه وقال ( انا لست مصابا بالحمى...انا بخير...اذا كيف بحق السماء وافقت لهما !!)
اوقف السيارة وقال ( اسمعا....ثلاثة ايام فقط...بعدها برامان وسيمبال ومارك سيعودون من سفرة عملهم....إن تأخرتم عن ذلك يوما فلكم الرحمة....هيا انزلوا ) نزل كال وابتسم قائلا ( شكرا عمي دينام...) قال دينام ( لاتقل لي عمي...انت تشعرني بانني عجوز !) ضحك كال وقال ( حسنا...)
نزل دينام من سيارته وقال ( ابقيا الهاتف مفتوحا دوما حتى استطيع التواصل معكما...) ثم نظر لداني وقال ( أأنت واثق من انك ستجد صديقك....يجب ان تجدا منزلا تبقيا فيه ...) قال داني ( اطمئن...انا واثق من صديقي....سنبقى معه في منزله فهو يعيش وحيدا مع شقيقه الكبير ) حرك دينام يده الى شعره وبعثره قائلا (حسنا....ارجوكما....لاتجعلاني اندم ) أوما داني مبتسما وقال ( لن تفعل صدقني )
صعد دينام لسيارته وتحرك مغادرا فيما لبس كال وداني حقيبة ظهريهما وسارا
ابتسم كال وهو يوزع نظره على المكان وقال ( إذا....هذه هي القرية التي عشت بها !!) أوما داني وهو يبتسم فهو يتذكر كل حياته هنا....لقد كانت جميلة جدا
اخذ كال نفسا عميقا وصاح ( يا سلااااام هواء الريف افضل بكثير من هواء المدينة...لا اصدق انني خرجت من المنزل...هذه اول مرة )
سارا داخل القرية وهما يقابلان الناس بين الحين والاخر وتلك البقالات التي كان لابد لداني من التوقف بها والقاء التحية على اصحابها فهو يعرفهم

توقف امام ذلك المنزل الصغير واخذ يطرق الباب بشدة وهو يصيح ( ساي....سااااي ) ابتسامة واسعة شقت طريقها الى شفتي داني وهو يتخيل كيف سيتفاجأ ساي بعودته وكيف ولا وهو صديق طفولته !
طرق الباب مجددا ولكن لا رد
قال كال ( يبدؤ انه لا احد هنا )  حرك داني رأسه وقال ( لالا...ليس له مكان اخر يذهب اليه...انا واثق انه موجود ) ثم اعاد الطرق بقوة اكبر....ولكن لا احد يجيب
سكنت ذراعه على الباب وطأطا رأسه حزنا فاين يمكن ان يكون قد ذهب !! تنهد بيأس وهو يحاول طرد تلك الافكار السيئة التي تسللت الى عقله....
-( داني !!! ) جاء صوت انثوي من خلفهم ليلتفت كلامها لتلك الفتاة صاحبة الشعر الاسود القصير والتي تبدؤ بمثل عمرهم
تفاجأ داني برؤيتها وشرد بها قبل ان يتمتم ( م..مينا !!)
.
.
.
.
-( اذا هو قد رحل ؟؟) سأل كال فأجابت مينا وهي تصب الشاي  ( اجل....فبعد وفاة اخيه لم يعد هنالك من يعتني به فذهب مع اقربائه...القرابة بعيدة ولكن هذا افضل له )
كان داني يستمع وهو ينظر لكوب الشاي بين يديه وقد بدى الحزن على محياه
نظرت مينا اليه وقالت ( كان دائما مايسأل عنك فانت اختفيت بطريقة مفاجئة ...) قال داني بهمس ( حتى انا لم اتوقع ذلك ) ابتسمت مينا وقالت ( المهم انك عدت الان...اين ستقضي ايامك هذه ) نظر اليها وقال ( لا ادري ) قالت بسرعة ( ما رايكما ان تقضياه معنا في المنزل...انا ووالدي فقط....انه يملك مزرعة صغيرة وقريبة من هنا....ارجوكما...) كانت تقول هذا وهي تتلهف لاجابة ترضيها فقال كال بسرعة ( أيمكننا العمل بالمزرعة ؟؟) نظرت اليه بتعجب لترى لمعان عينيه الذي يترجاها لتوافق فقالت ( اتريد العمل بالمزرعة ؟؟) أوما في الوقت الذي دخل رجل كبير وقال ( من هذا الذي يريد العمل في المزرعة ؟؟)
خلع الرجل حذائه في الوقت الذي نهضت مينا وحملت له معطفه وذلك الكيس بين يديه وقالت ( ابي....انه داني...لقد عاد ) نهض داني والقى التحية على والد مينا فهو له معرفة سابقة به
جلس قربهم واخذ يسألهم عن حالهم وتلك الاسئلة التقليدية ثم ختموا جلستهم هذه بتناول الطعام

جلسا على ذلك السرير الذي يتوسط تلك الغرفة الصغيرة
قال كال ( سننام كلانا بسرير واحد !!؟ ) تمدد داني على السرير وقال ( لاتكن جاحدا
لقد اعطتنا مينا غرفتها وذهبت للنوم مع والدها....) تمدد كال قرب داني واخذ ينظر للسقف وبالذات لتلك المروحة التي تدور ببطء وبالكاد يصل هوائها اليهم قال كال ( ما اشد بساطتهم.....) ابتسم داني وقال ( كل اهالي القرية بسطاء...هذه هي حياتهم...لم يحلموا باكثر من ذلك ) ثم التفت للناحية الاخرى معطيا كال ظهره وقال ( هيا نّمْ فغدا سنذهب للمزرعة )

استيقظا في الصباح على صوت طرق على باب الغرفة ومينا تنادي لداني
نهض بتثاقل واتجه الى الباب وفتحه ليرى مينا خلفه وقال بتثاؤب ( ماذا ؟؟؟) قالت مينا ( الم تقولا انكما ترغبان بالذهاب الى المزرعة !! اسرعا لناكل شيئا قبل الخروج وايقظ صديقك )
أوما لها واتجه لكال الذي بدأ يفتح عينيه بتعب
نهض ووضع يده على مؤخرة ظهره وتأوه بألم فهو لم يعتد على النوم هكذا

بدّلا ملابسهما بسرعة وخرجا لتناول الطعام
كانو يتحدثون ويضحكون وهم يأكلون عدا كال الذي اخذ يقلب بصره عليهم بتعجب فالكلام عند الاكل ممنوع بمنزلهم
ابتسم وهو يراهم يضحكون فالكلام اثناء الاكل ممتع اكثر

اتجهوا لتلك المزرعة الصغيرة والتي لم تكن تبعد عنهم كثيرا
اخذوا يعملون على حسب ما قال لهم والد مينا....
كان كال مستمتعا بالعمل فهو قد عمل بمزرعة جده من قبل وقد اعجبه عمل المزرعة رغم ثقله فالاعتناء بالحيوانات وزراعة الارض المحروثة وقطف مانضج من الثمار ثم التباري في الوصول الى المنزل والاستحمام اولا ....كان ذلك الاروع

عاد داني يترنح من التعب ورمى نفسه في السرير وغطى في نوم عميق
دخل من خلفه كال فوجده قد اخذ مساحة السرير كاملة
ضربه وصاح ( دع لي مكانا للنوم معك...) لم يجد جوابا فتأفف بضجر واحضر غطاء وفرشه على الارض ونام

فتح داني عينيه على صوت صراخ ليرى كال يرقص كالهنود الحمر بمنتصف الغرفة وهو يصرخ
نهض داني وقال بضجر ( ماالامر ؟!!) صاح به كال ( لم تخبرني ان الارض مليئة بالحشرات !) ضحك داني بصوت عال وقال ( اهداء انت لست فتاتا لتصرخ هكذا...اخلع القميص )
بدأ كال يخلع القميص وهو معطي داني ظهره واخذ يضربه لاخراج الحشرة منه
اتسعتا عينا داني وهما مثبتتان على ظهر كال ونهض ببطء ووضع يده على ظهر كال
الذي تجمد وهو يشعر بيد داني تسير من بداية ظهره الى نهايته وهو يقول ( ماهذا ؟؟)
سحق كال ذلك الصرصور الذي نزل من قميصه تحت قدميه وارتدى قميصه وسار قائلا ( اسرع...لايجب ان نتأخر  على مينا ووالدها )
وقف داني شاردا بالباب الذي خرج منه كال
احس بان كال لا يريد ان يجيبه فيبدؤ ان هذا يزعجه
حرك كتفيه بلا مبالاة وغادر .

خلف الستار ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن