البارت الثالث والعشرون

2.7K 251 13
                                    

ازدادت دقات قلبه وبدأ العرق يشق طريقه من جبينه وهو يرى برامان يقترب منه
(ارجو ان تكون بخير )  اتسعت عينا داني بهذا فهل هو حقا هنا ليسأله عن حاله ؟!!
اجاب بصوت منخفض (بخير )
اتجه برامان لتلك المكتبة الصغيرة واخذ كتابا وبدأ يقلب بين صفحاته وهو يقول( بسببك انت كاد كال ان يموت...) همس ( اعلم...)  ابتسم برامان ونظر لداني وقال ( لقد خلفت كل قاعدة في هذا المنزل ...ومع ذلك انت لم تعاقب ولو لمرة واحدة ولاتزال قابعا بهذا المنزل ) توسعت عينا داني بهذا الكلام فهل هو يقصد انه كان من المفترض طرده من المنزل
ابتسم داني بسخرية وقال ( حقا ان القطيع يَهمِل عند غياب الراعي ) التفت وجهه بسرعة للناحية الاخرى اثر صفع برامان له
لم يبدؤ عليه التأثر فكأنه انتظر هذه الصفعة
ادار وجهه لبرامان وقال ( عذرا....وهل قلت شيئا خاطئاً ؟!!)
طوقت يد برامان عنقه بقوة وهو يتحدث من خلف اسنانه ( انتبه داني...انت لاتعني لي شيئا وإن اردت قتلك ساقتلك ) كان داني يضع يده فوق يد برامان يحاول ازاحتها ولكن بلا فائدة
افلته برامان ورماه بعيدا على الارض
نهض وهو يسعل ويتحسس رقبته التي اضحت تؤلمه
نظر نحو برامان بغضب وقال ( انت لاتملك الحق بفعل اي شئ لي وانت تعلم ذلك ) اطلق برامان ضحكة ساخرة وقال ( انت حقا تضحكني داني...انت لاتمد لهذا المنزل او لاصحابه باي قرابة....) ثم اقترب من داني اكثر وقال ( ان الدم الذي يجري بعروقك دم ملوث....ليس دمنا نحن ) صاح داني اذ اغضبه الحديث ( بما تهذي انت!! دم امي يجري بعروقي ) قال برامان ( اجل...دم امك وليس دم اختي ...) اتسعت عينا داني وهو يسمع هذا الكلام فيما تابع الاخر( انت لست ابن اليزابيث ولن تكون ابنها يوما فاختي لن تنجب شخصا مثلك....انت ابن رجل خائن....لم يعرف للحياة معنى...) كادت عينا داني تخرجان من محجريهما فباي لعنة يتحدث برامان الان !!
ضم قبضته اليه وصاح ( اياك ان تنعت والدي بالخائن....) ضحك برامان وقال ( هذا مايناسبه فهو حقا خائن ) اقترب من داني الذي رجع خطوة للوراء وقال ( انت لست سوى ولد غير شرعي وغير موجود بسجلات المدنين...في الواقع انت تعتبر غير موجود في هذه الحياة....وان اختفيت عن وجه هذه الكرة لن يشعر بك احد ) تلك الكلمات كانت صادمة لداني...ماذا يقول ؟؟ اوليست امه هي شقيقة برامان!!!
صاح به ( بما تتحدث انت ؟؟ انت تطعن بعرضك قبل الجميع )  ضحك برامان وقال ( أأنت غبي بحق ؟!!! لقد اخبرتك...انت لست ابن اختي ولن تكون...ابي اراد ابقائك معه لان ابنته قد ربتك هي ولكن بعد موته نحن لن نتحمل عبئا على ظهورنا ) صك داني على اسنانه بقوة ودفع برامان الذي تزحزح قليلا وصاح ( توقف عن قول هذا انت لاتملك دليلا على كلامك ) ظهرت على شفتي برامان نصف ابتسامة لم يفهمها داني ومد يده لجيبه واخرج حزمة الرسائل التي كانت بخزانة داني
اتسعت عينا داني وهو يرى الرسائل ، اذا برامان هو من جاء الى غرفته واخذ الرسائل
اغمض داني عينيه عندما اصطدمت تلك الرسائل بوجهه واخذت تتطاير حوله عندما رماه بها برامان وصاح ( اقرائها ان كنت لاتصدق...اقرائها وتاكد...انها رسائل كانت ترسلها اليزابيث بين الحين والاخر..لها خمسة عشر عاما ) امسك داني باحدى الرسائل وفتحها ( ابي....اعلم اني قد اقترفت خطأً ولكن ارجوك....حاول ان تسامحني...ادرك انك غاضب الان ولكن انت كنت تقول لي دائما إنك تحب ان تراني سعيدة وانا الان كذلك....ساعيش هذه الحياة البسيطة ، الجميلة ، وحولي اشخاص طيبون واولهم مينول...ابي...اتمنى لو كانت امي موجودة معنا اليوم..كانت ستفهمني وما اشعر به...اتمنى ان اجد منك درا على رسالتي )
فتح الثانية ويداه ترتجفان ( ابي...رغم انك لم ترد على اي من رسائلي ولكنني واثقة انك تحتفظ بها....
لقد قلت لنفسي دائما انني ساندم يوما ما على حبي لمينول ولكن لم اتوقع هذا ابدا
لقد مرت سنة واحدة يا والدي وانا لم استطيع الانجاب
فوجئت بمينول يدخل علي وهو يحمل رضيعا بين يديه...لم يلبث ان اعترف لي بكل شئ...نعم ابي...هو بكل بساطة خانني..مع صديقتي التي كنت اخذها معي عندما ا ذهب لمقابلته
انا لا استطيع ان اكتب اكثر فعيناي قد امتلأت بالدموع ورؤيتي غير واضحة...اعذرني ابي...اعذرني لطالما كنت انت على حق.)
ارتجفت يدا داني وامسك بمكان قلبه وهو يتعرق ، سرى الم فظيع في جسده
امسك برسالة اخرى وفتحها ليجد نفس المنوال ، داني ليس ابن اليزابيث بل هو ابن مينول من علاقة غير شرعية
اسقط داني تلك الرسائل من بين يديه واخذت الدموع تشق طريقها من عينيه فكيف له ان يصدق امرا كهذا !! كيف ؟ أكانت حياته مجرد كذبة ؟؟!
( هل صدقت الان !) نظر لمحدثه وهو مشوش بسبب بكائه
صاح برامان ( هل صدقت الان ؟؟ نعم اختي كانت مصابة بمرض سيقتلها ولكنه لم يفعل....هي قتلت نفسها بسبب ما عانته من مينول...) اتسعت عينا داني بهذا الحديث فهو يتلقى مع كل كلمة من برامان صدمة من نوع مختلف
تابع برامان ( لذلك كان لابد ان يتم التخلص من مينول....كان لابد ان ننتقم لحياة اختي التي ضاعت سدى ....) علقت تلك الغصة بحلق داني ولم يستطع الكلام ...
قال برامان ( ولكنني كنت غبيا واقترفت خطأً فادحا....كان علي ان اقتلك معه...) اتسعت عينا داني وازدادت ضربات قلبه
اقترب منه برامان ومد يده اليه
حاول التحرك والهرب ولكن حركته قد شلت تماما....هو لايستطيع
اطبقت يد برامان على عنق داني ورفعه للاعلى
امسك داني بيد برامان محاولا ابعاده ولكن هذا صعب
قال برامان من خلف اسنانه ( انت لاتعني لهذه العائلة شيئا....لاتوجد اي صلة بيننا....الدم الذي يجري بعروقك دم ملوث....يجب ان تموت داني....ساريحك من حياتك البائسة هذه فحتى ان بقيت حيا ستعيش حياتك مشردا بين الشوارع ) كان داني يحرك قدميه محاولا الخروج من بيت يدي برامان ولكنه قد اطبق عليه بقوة ولا يستطيع
احس داني بتلك الدمعة تخرج من عينه اليسرى والم اجتاح قلبه قبل نفسه فما هذا الذي يحدث هنا !! كيف حدث هذا !!

ابتعد عن الباب بخطوات بطيئة ودقات قلبه تزداد مما سمعه داخل الغرفة وكان لابد له ان يتصرف
وضع يده على رأسه الذي غطاه الضماد الابيض وركع على الارض واخذ يصرخ ( راااااسي....بسرعة...ااااااااه رااااااسي ..) اسقط برامان داني من بين يديه عند سماعه لصوت كال واتجه للخارج ليجد كال ساقطا على الارض ممسكا برأسه يصيح بألم
امسك داني بعنقه واخذ يسعل بقوة وهو يرتجف
نظر امامه والباب مفتوح ليرى كال وهو يصيح ( بسرعة....بسرعة...) وهو ممسك برأسه وحوله افراد العائلة الذين يحاولون فهم مايحدث له
احس داني بالالم فهو السبب بحال كال هذه
انتفض من مكانه وهو ينتبه لكلمة ( بسرعة ) التي يرددها كال
وعلم ان كال يقصده هو وليس هم
اسرع واخذ حقيبة ظهره ارتداها واراد الخروج ولكنهم قرب الباب ولايستطيع الخروج
اتجه للنافذة الكبيرة وفتحها لينظر للارض البعيدة نسبيا
احس ببعض الخوف فقد يكسر قدمه إن قفز من هنا ولكن لا حل اخر
هو قد قفز من ارتفاع اعلى عندما كان بالمزرعة
نظر باتجاه الباب وابتسم وقال ( شكرا كال) ثم قفز من النافذة
سقط على قدميه ولكنه تدحرج مرة اخرى بعد ان لامس الارض
احس وكان كهرباء ما قد سرت من اخمص قدميه الى نهاية رأسه بسبب هذه القفزة
حرك قدميه بصعوبة واخذ يركض حتى اصبح خارج السور
اتجه لطريق الغابة ففيه لن يتم العثور عليه بسهولة

دخل برامان الى داخل الغرفة واخذ يقلب بصره عليها وقد اتسعت عيناه عندما لم يرى داني
اتجه لتلك النافذة المفتوحة واخذ ينظر منها لعله يرى داني ولكن لا...اغلقها واتجه للخارج بسرعة وامسك كال من ياقته ورفعه وقال من خلفه اسنانه ( ماذا تظن نفسك فاعلاً؟؟ مثلت علينا حتى تدعه يهرب !!) لم يبدي كال اي خوف وسط تعجب البقية الذين لايفهمون شيئا فقال كال ( لن ادعك تؤذيه...هو خاطر بحياته لانقاذي من النهر...وانا مستعد لاقدم حياتي من اجله ) اقترب حاجبا برامان بشدة من الغضب ولكنه سرعان ما ارخى ملامحه وابعد يديه عن كال وقال ( تذكر كلامي كال.....ساحضره واقتله امام عينيك ..)وغادر تاركا كال كمن وقعت عليه صاعقة ، وضع يده على مكان قلبه وقال ( داني....ارجوك كن بخير ).

خلف الستار ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن