اخذت تلك السيارة الفارهة تشق طريقها بين شوارع المدينة وقد انتصبت الشمس في كبد السماء
انتكأ ذلك الصبي صاحب الشعر البني ابن الخمسة عشر عاما على زجاج السيارة شاردا يقلب عينيه الزرقاوين في الطريق
تنهد بعمق وهو يتذكر ذلك الحادث المريع الذي توفى فيه والده وبسبب ذلك هو الان في هذه السيارة مع غرباء يدعون انهم اقربائهم
لكنه لايعرف عنهم شيئا فوالده لم يحدثه يوما عن عائلته او عائلة امه وهو لم يسأله عن هذا ابدا فهو يرى حياته جميلة هكذا دون تدخل اشخاص اخرين
-( لاتفكر بالامر كثيرا..) خرجت هذه الكلمات من فم ذلك الرجل الثلاثيني صاحب الشعر الاشقر الذي يجلس بجواره وهو يرتدي بذلة رسمية وقد بدت عليه علامات الهيبة والثراء
لم يقل الصبي شيئا فما زال يعشعش في قلبه خوف منهم
ادرك الرجل خوف الصبي فقال مطمئنا ( عائلة جوناريلد عائلة كبيرة تتبع التقاليد ولاداعي لهذا الخوف فانت ابن العائلة )
همهم الصبي دليلا على فهمه ومازال مصرا على عدم الحديث
تنهد الرجل بيأس بعد ان فشل في جعله يطمئن لهم ويتحدث قليلا وعندما اقتربو قال الرجل ( انظر داني هناك بيت العائلة ) نظر داني للامام حيث ظهر من بين الاشجار الكثيفة ذلك المنزل الابيض الكبير كان واضحا جدا اذ انه قد بني على مرتفع من الارض وسط اشجار كثيفة تحيط به وتبدوء كانها غابة
كان داني رغم خوفه متحمسا لدخول هذا المنزل الكبير وبالرغم من كل الاسئلة التي تدور في ذهنه ....لماذا بنى مالك المنزل منزله في مكان بعيد عن منازل المدينة؟؟!! ولما بذلك المرتفع ؟؟ ولما هنا بالذات ؟!!
اخيراا بعد صمت طويل تحدث داني مخاطبا الرجل ( ذكرني ما اسمك؟) اجاب ( في الواقع انا لم اقل لك اسمي بعد ، ولكن لابأس....اسمي سيمبال ...) قال داني ( حسنا سيد سيمبال من هو مالك هذا المنزل ؟) اجاب ( السيد دوران...جدك ) نطر داني باستغراب لمحدثه فلماذا والده لم يحدثه عن جده من قبل ولماذا لم يزوروه ابدا ؟؟ ايعقل ان هنالك عداوة بينهم ؟!!
توقفت السيارة اخيراا خلف ذلك السور الكبير الذي احاط بالمنزل احاطة تامة
ترجل سيمبال ومن خلفه داني الذي صدمه حقا منظر الحديقة وحدها فهي كبيرة جدا وذات جمال خيالي لم يره من قبل
القى ذلك البستاني الذي يعمل في الحديقة التحية لسيمبال الذي رد له بتحريك رأسه دون ان يقول كلمة واحدة
توقف سيمبال امام باب المنزل الكبير وامسك بمقبض الباب ونظر لداني الذي بدى متحمسا لمعرفة مايوجد خلف هذا الباب فقال له ( اسمعني جيدا...منذ اليوم انت فرد من عائلة جوناريلد ، اتبع القوانين وكل شئ سيكون بخير) ثم فتح الباب ودخل
لم يفهم داني ماكان يقصده سيمبال بكلامه هذا ولم يفكر بالامر كثيرا ودخل خلفه مباشرة وعلى عكس ماتوقع فقد استقبلهم ثلاثة خدم القوا عليهم التحية وادخلوهما
كان داني متعجبا جدا فقصر كهذا لابد ان يكون مليئا بالخدم والحرس
قال سيمبال وهو يسير امامه ( لن يكون منزل العائلة ان كان هكذا ) اتسعت عينا داني بكلام سيمبال وفكر ( هل يقرأ افكاري ؟؟!!)
اخذ داني يقلب عينيه على المنزل ...طرازه ليس حديثا تماما وقد خلا من اللمسات النسائية ، كان العديد من اللوحات قد علقت على الحائط ولم تكن سوى مجرد فن تشكيلي بلا معنى فقط الوان متداخلة ببعضها وتماثيل الحيوانات قد وزعت على اركان المنزل ولم تكن به صورة لاحد افراد المنزل او حتى لمالكه العجوز
جلس داني على الاريكة في غرفة استقبال الضيوف كما طلب منه سيمبال
كانت الاريكة مريحة بشكل كبير وليس مثل اريكة منزلهم الصلبة
رغم ان اثاثات المنزل لم تكن ذات طراز حديث إلا انها قد رتبت بشكل عكس جمال المنزل
اكثر ما اثار استغراب داني انه قد علم من حديث سيمبال ان افراد هذه العائلة كثر ومع ذلك كان المنزل هادئا كانه خال من الحياة
احس داني بضيق في انفاسه وراوده شعور انه لن يكون سعيدا في المنزل لسبب ما.
أنت تقرأ
خلف الستار ( مكتملة )
Pertualanganبعد وفاة والدي داني يذهب للعيش مع عائلة امه التي لايعرف عنها شيئا ولم يرهم من قبل عائلة كبيرة ذات قوانين صارمة ولكنه هناك يكتشف اشياء كثيرة تسبب له المشاكل