البارت السابع عشر

2.9K 262 18
                                    

اتجه داني بخطوات ثابتة رغم خوفه الذي حاول جاهدا اخفائه
سار متجاوزا برامان وفتح الباب وخرج تاركا الاخر واقفا مصدوما فأمره قد كشف حقا
اتجه برامان الى السرير وجلس عليه دون ان يبدئ اي قلق وكأنه واثق ان معرفة داني بهذا لن تغير شيئا

اتجه داني الى غرفته وقدماه لاتقويان على حمله من شدة خوفه
دخل غرفته واغلق خلفه الباب وهو يتنفس باضطراب
ضغط بيده على مكان قلبه وهو يردد ( هذا مؤلم...مؤلم جدا...) 
خرجت دمعه من عينه اليسرى ولكنه سرعان مامسحها
هو يعيش مع مجرم قتل والده لانه فقط تزوج من اخته دون رضاهم ! اي قلب يملك !!
بقي جالسا طوال الليل على سريره يفكر بقلق والخوف قد اخذ جزائه منه
لم يعرف ماذا يفعل!! أيخبرهم بما سمع من برامان ؟؟ هل سيصدقونه ؟؟ لا لن يفعلوا  فهم في ابسط الامور لن يصدقوه فكيف يصدقونه هكذا !!
لم ينم طوال الليل حتى الصباح فعقله انشغل بالتفكير
.
.
.
جلس داني على طرف السرير وبدنه يقشعر خوفا...لما هو يرتجف؟ لايدري ..لماهو خائف؟ لايدري
انفتح باب غرفته فجأة ليظهر برامان من خلفه وبدون كلمة دخل واغلق خلفه الباب بالمفتاح
انتفض داني من مكانه وتراجع للوراء وقلبه ينبض بسرعة فمايفكر فيه برامان يصعب توقعه
اخذ يتراجع للوراء مع كل خطوة يخطوها برامان نحوه حتى لامس ظهره طاولة الدراسة الصغيرة ، ارتعش جسده ،  لايعلم اهو بسبب برودة الطاولة ام بسبب خوفه
اشاح ببصره بعيدا عن برامان فما عاد التراجع للوراء ينفع
امتدت يد برامان وامسك بذقن داني وادار وجهه اليه ليتقابل بصرهما ورفعه للاعلى قليلا بسبب فارق الطويل بينهما
اراد داني ابعاد يده عنه ولكن الخوف قد جمد اوصاله اضافة الى ان برامان يضغط على ذقنه بشدة مانعا له من تحريك رأسه
تحدث برامان بوجه خلا من الملامح ( اتمنى ان تكون قد ورثت ذكاء والدك كما ورثت شكله ...) لم يقل داني شيئا فلسانه اصبح ثقيلا لايستطيع تحريكه والخوف قد شلّ جسده بالكامل
تابع برامان ( كن ذكيا داني حتى لاتعرض نفسك للمشاكل...ماسمعته  سيبقى داخل رأسك ان لم ترد الموت....وان خالفت ذلك فاعدك بانني ساجعلك تقابل والديك بالجحيم ...) هذه الكلمات زادته خوفا وبدأت دقات قلبه تقل وجسده اصبح باردا فهو لم يعتقد ابدا انه قد يصل لمرحلة كهذه
قال برامان ( مفهوم ؟؟!!) لم يجب داني فزاد برامان ضغطه على وجه داني الذي احس ان فكه سيسقط من مكانه فقال بصعوبة ( اجل..) قال برامان ولازال يضغط على فك داني ( لم اسمعك )  احس داني بألم كبير فرفع صوته  ( اجل...حسنا...لن اخبر احدا...ارجوك اتركني ) خفض برامان ضغطه على وجه داني قبل ان يبعد يده عنه في الوقت الذي اخذ داني يتحسس فكه فما يشعر به من ألم ليس عاديا
رفع رأسه ليقابل برامان الذي يرمقه بنظرات جعلته ينزل بصره للارض خوفا
لم يكد يعرف نفسه...هذا الخوف اوصله الى حد سئ جدا لم يتخيله ابدا وهذا القدّر قد لعب معه لعبة صعبة، خسارته فيها مضمونة والرهان بها حياته فهو في نظرهم عديم الفائدة وببساطة يمكنهم رميه في الشوارع ليكمل حياته كمتشرد لايُعرف اصله من فصله وهذا ماجعله ينفذ ما يُقال له بدون اعتراض
انتبه داني لصوت فتح الباب وخروج برامان فاتجه بسرعة نحو الباب واغلقه واتكأ عليه بظهره وعلامات الخوف قد ظهرت جليا في وجهه هو الان في مأزق كبير ولاتوجد طريقة للخروج منه
جلس على الارض وظهره مستند على الباب وقد اخفى وجهه بين قدميه
لم يستطع منع شهقاته من الخروج وهو يشعر بألم بقلبه قبل جسده
امه وابيه وحياته السابقة، كانت رائعة جدا لدرجة لم تجعله يلحظ ذلك والان هو فقط يتمنى ان يعود به الزمن وليوم الحادث بالتحديد ليمنع والده من الخروج
ولكن مافائدة التمني الان !! هذا لن يحدث ابدا
.
.
.

فتح عينيه على صوت طرق الباب فيبدؤ انه قد نام في مكانه
جاءه صوت من خلف الباب ( داني...داني..افتح ...)
نهض داني بعد ان تعرف على صوت كال وفتح له الباب
شرد كال بوجه داني وقال ( أأنت بخير ؟؟) اجاب ( اجل ) حدّق كال بوجه داني اكثر وقال ( أكنت تبكي ؟!!)
لمس داني خده لعل دموعه لازالت به وقال ( لا....كنت نائما ..) ابتسم كال قائلا ( لقد اقنعت والدي بصعوبة حتى يدعنا نخرج
هيا لنذهب )
انزل داني رأسه بحزن وقال ( لا...لااريد )
بدت علامات الضجر  على وجه كال وقال ( لماذا...هيا ارجوك )
- ( الى اين انتم ذاهبون ؟؟)
اتسعت عينا داني وهو يرى برامان خلف كال الذي التفت اليه وقال ( الى الحديقة ) قال برامان ( اليس لديك واجبات ...اذهب واهتم بها ) قال كال ( لقد انجزتها كلها )
قال برامان ( لن تخرج اليوم ) صاح كال ( لماذا ؟؟)  نظر له برامان بطرف عينه نظرة مرعبة وقال ( انت ذاهب لترى امك صحيح ؟) علت الدهشة وجهيهما ليتابع برامان ( انا اعلم انك ذهبت قبلا لمقابلتها...انا لست غبيا...علاقة العائلة مع تلك المرأة انتهت ...) حرك كال رأسه يمينا ويسارا نافيا ( لا...لااريد الذهاب اليها....اريد الخروج من هذا المنزل قليلا ) قال برامان ( لا...يعني لا ..)
احس كال بالغضب وبان ذلك من قبضته التي ضمها بشدة وصاح ( ابي قد وافق ...ثم ماشأنك انت لتعلمني ماذا افع...) قطع جملته بعد تلك الصفعة التي تلقاها من برامان
جحظت عينا داني من الصدمة وهو يرى كال منزلا رأسه للاسفل وقد اختفت عيناه تحت خصلات شعره
تحرك كال مغادرا دون ان يقول كلمة
احس داني بظلم شديد في هذا المنزل وهو يرى كال يبتعد بترنح وكأنه لايقوى على حمل جسده
لم يستطع داني رفع بصره وهو يشعر بنظرات برامان تخترقه فما كان منه إلا ان دخل غرفته واغلق الباب وهو يسمع صوت خطوات برامان تبتعد.

خلف الستار ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن