الفصل الخامس بعنوان : صُدفة لِقاء

2.4K 35 3
                                    





ولازالت هالة تتراقص داخل شاشة ذلك الحاسوب , و ما بين تصادم نظراته الملتهبة بنظراتها الحزينة لحظة صمت , لقد أهانت رجولته بتلك الصفعة المفاجئة , وأهان هو شرفها وشرف عائلتها باطلاعه على فحوى ذلك القرص , أنفاسها تتصاعد بخوف , عيناها غارقتان بالدموع , يدها ترتجف غير مصدقة ما ارتكبته للتو , من أين لها الجرأة لتقوم بصفعة ؟ وهي الآن ترتجف لمجرد طريقة نظره اليها, لقد كانت لحظة غضب , لحظة انفجار , وحركة غير مدروسة أدت الى هذه العاقبة الوخيمة .

أما هو ينظر اليها شزرا , ملامحه تنطق بالغضب الشديد , هجم عليها, ممسكاً بمعصمها بقوة وهي ترتجف , لوى ذراعها خلف ظهرها فانطلقت منها آه عالية , أغمضت عينيها وهي

تتوقع صفعة على وجهها ولكن لا شيء !!!!!, اخترق سمعها صوته القاسي المتوعد : أنا في حياتي كلها ما رفعت ايدي على مراة , لا تخليني اكسر هالقاعدة يا نور

نظر الى عينيها الخائفتين و

رمى بها على الأريكة وجسدها كله يهتز اهتزازاً عنيفاً بزفيرها وشهيقها وهي تبكي ودموعها تزداد انهماراً , قال لها بلهجة التهديد ذاتها وهو يضغط على اسنانه بقوة : بتندمين والله بتندمين

أمسك بمفتاح سيارته وخرج من الشقة وهو يحترق غضباً , وقبل أن يخرج رمى بتلك التحفة الفخارية بقوة , فتساقطت حطاماً على الأرض , اغلق الباب خلفه وهو ينطق بكلمات غاضبة متوعدة , أما هي فاستسلمت لبكائها الهستيري الذي اختلط مع صوت بكاء طفلتها .



كنت اتمنى ان تحارب من أجلي الظروف .. لكنك حاربتني بحجة الظروف



،

إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى
نفس أخرى تماثلها بالشعور و تشاركها بالإحساس
مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن
وطنهما..
فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا
تفرقها بهجة الأفراح و بهرجتها .
فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة و
السرور .

جبران خليل جبران



في تلك الغرفة الضيقة , جميع الفتيات اجتمعن فيها الآن , فالساعة تشير الى التاسعة مساءً , لقد حان وقت النوم وصوت أم حمزة وهي تنادي على أن يلزم الجميع غرفهن ويخلدن للنوم , كانت هالة على السرير تفكر بكلام نور , اختها هي الوحيدة التي وقفت بجانبها وصدقتها حيث خذلها الجميع , ستحاول أن تكون قوية لأجلها , ستصبر وتتحمل فهذا الوضع مؤقت

حتماً ستأتي نور مجدداً لتأخذها من هنا ومنصور سيتحرى وراء تلك الصور ليعرف حقيقة براءتها , كانت تصبر نفسها بتلك الكلمات وهي تجهل عن واقع اختها المر , قطع تيار افكارها صوت احدى الفتيات : أشوفك اليوم متغيرة ؟ هاذي اختك اللي جت اليوم ؟

و هل ينتهي الحُــــب ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن