ولازالت هالة تتراقص داخل شاشة ذلك الحاسوب , و ما بين تصادم نظراته الملتهبة بنظراتها الحزينة لحظة صمت , لقد أهانت رجولته بتلك الصفعة المفاجئة , وأهان هو شرفها وشرف عائلتها باطلاعه على فحوى ذلك القرص , أنفاسها تتصاعد بخوف , عيناها غارقتان بالدموع , يدها ترتجف غير مصدقة ما ارتكبته للتو , من أين لها الجرأة لتقوم بصفعة ؟ وهي الآن ترتجف لمجرد طريقة نظره اليها, لقد كانت لحظة غضب , لحظة انفجار , وحركة غير مدروسة أدت الى هذه العاقبة الوخيمة .أما هو ينظر اليها شزرا , ملامحه تنطق بالغضب الشديد , هجم عليها, ممسكاً بمعصمها بقوة وهي ترتجف , لوى ذراعها خلف ظهرها فانطلقت منها آه عالية , أغمضت عينيها وهي
تتوقع صفعة على وجهها ولكن لا شيء !!!!!, اخترق سمعها صوته القاسي المتوعد : أنا في حياتي كلها ما رفعت ايدي على مراة , لا تخليني اكسر هالقاعدة يا نور
نظر الى عينيها الخائفتين و
رمى بها على الأريكة وجسدها كله يهتز اهتزازاً عنيفاً بزفيرها وشهيقها وهي تبكي ودموعها تزداد انهماراً , قال لها بلهجة التهديد ذاتها وهو يضغط على اسنانه بقوة : بتندمين والله بتندمين
أمسك بمفتاح سيارته وخرج من الشقة وهو يحترق غضباً , وقبل أن يخرج رمى بتلك التحفة الفخارية بقوة , فتساقطت حطاماً على الأرض , اغلق الباب خلفه وهو ينطق بكلمات غاضبة متوعدة , أما هي فاستسلمت لبكائها الهستيري الذي اختلط مع صوت بكاء طفلتها .
كنت اتمنى ان تحارب من أجلي الظروف .. لكنك حاربتني بحجة الظروف
،إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى
نفس أخرى تماثلها بالشعور و تشاركها بالإحساس
مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن
وطنهما..
فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا
تفرقها بهجة الأفراح و بهرجتها .
فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة و
السرور .جبران خليل جبران
في تلك الغرفة الضيقة , جميع الفتيات اجتمعن فيها الآن , فالساعة تشير الى التاسعة مساءً , لقد حان وقت النوم وصوت أم حمزة وهي تنادي على أن يلزم الجميع غرفهن ويخلدن للنوم , كانت هالة على السرير تفكر بكلام نور , اختها هي الوحيدة التي وقفت بجانبها وصدقتها حيث خذلها الجميع , ستحاول أن تكون قوية لأجلها , ستصبر وتتحمل فهذا الوضع مؤقتحتماً ستأتي نور مجدداً لتأخذها من هنا ومنصور سيتحرى وراء تلك الصور ليعرف حقيقة براءتها , كانت تصبر نفسها بتلك الكلمات وهي تجهل عن واقع اختها المر , قطع تيار افكارها صوت احدى الفتيات : أشوفك اليوم متغيرة ؟ هاذي اختك اللي جت اليوم ؟
أنت تقرأ
و هل ينتهي الحُــــب ؟
Romanceعندما تمر بموقف سيء ,حادث مؤلم ,ستحاول ان تتجاوزه بهدوء, ان تسيطر عليه او ان يخفف عنك احدهم, ان ينتهي بك الأمر الي نسيانه وأنها فترة وستمضي ولكن ماذا لو كان ذلك الموقف سيقلب حياتك رأساً على عقب وان لا تعود الحياة بعده كما كانت تتلبسك تهمة بشعه...