الفصل السابع و العشرون

2.1K 29 0
                                    

المجتمع كالغابة .. حتى الأرنب يتحول فيه الى مسخ .. و الوردة تُقطف و تداس لأن نبتة الخربق النتنة شعرت بالغيرة .

في اللية السابقة ... بقيت هالة تأن في الغرفة وحدها .. و حامد انقلب على نفسه خاسراً بعد أن آيس من فهم الحقيقة .. و عنفه لم يزد هالة الا صمتاً .. الهنوف جلبتها الصدفة الى المنزل لترسم ملامح الذعر على وجهها عندما قابلت حامد و فهمت انه لم يسافر قط .. سمعته و هو يهذي و يكلم نفسه كالمجنون .. نادته بخوف " حامد ليه ما سافرت ؟ وش فيه انت وش قاعد تقول ؟ "

حينها رفع رأسه نحوها و قال بصوت متقطع يُبين مدى توهانه و تأثره " روحي فوق شوفيها .. انا يمكن قتلتها !! "

شهقت بصدمة و ركبت الى غرفة هالة لتجدها مرمية على الأرض تأن بصوت منخفض .. تملأ الكدمات وجهها و حتى عينيها احمرتا من أثر الضرب .

احاطتها بذراعيها و ساعدتها على الوقوف ثم جعلتها تستلقي على السرير .. ناولتها كأساً من الماء

و حاولت تهدئتها .. غادرت الغرفة لتجلب لها طعاماً يقويها و ثلجاً تضعه على وجهها .. و عندما عادت اليها وجدتها تصرخ بـ " انتِ كذابة !! انتِ كذابة .. كذبتي علي و كلكم كذابين !! ما سامحني .. ليه قلتي انه سامحني ؟؟ "

حاولت الهنوف تهدئتها و لكن هالة قامت بدفعها عنها بضربات خفيفة كانت ما تبقى من قواها التي خارت .

*

في بريطانيا .. و تحديداً في لندن

دفع بها الى الغرفة و الكلمات تنفلت من فمها كالرشاش " انتم ما تخافون الله ؟؟ الله يسلط عليك و ينتقم منك يا ظالم " و عيني عمها تحتدان و ووجه يتقلب و لا تُبالي فهي لم تعد تكترث لاحد

و صالح ذاق ذرعاً منها و من تصرفاتها .. في المطار رفضت ان تركب الى الطائرة و اعتزلت في الزاوية لتجري المكالمات و ترسل الرسائل و مر الوقت و الرحلة اعلنت نداءها الاخير و ابنة اخيه

لا زالت تعبث بهاتفها لذلك اضطر بان يأخذ منها الهاتف النقال عنوة و يسحبها معه وانصاعت رغماً عنها و عندما صعدت الى الطائرة و استقرت في مقعدها دخلت في نوبة بكاء طويلة ثم بدأت بالدعاء عليه بصوت مرتفع

و الى الآن لم تتوقف !!

لقد ادخل اخيه المشلول الى المشفى و استقرت اوضاعه هناك و نور بعد ان اطمأنت على وضع ابيها عادت لاثارة الضجيج و كأن بها مس من الجن فهي منذ يومين لا تعرف عن اختها شيء !!

" حسبي الله و نعم الوكيل فيك يا ظالم يا مجرم .. تستقوون على بنت !! تطلعون رجولتكم و قوتكم على بنت ضعيفة يا مرضى " رفعت صوتها " عطيني جواالي حسبي الله عليك "

اجابها و قد اعتاد على سماع هذه الكلمات منها .. اعتاد على تقليل أدبها و لسانها الطويل المنفلت منذ الطائرة الى الان " لا تخليني امد ايدي عليك يا بنت "

و هل ينتهي الحُــــب ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن