المجتمع كالغابة .. حتى الأرنب يتحول فيه الى مسخ .. و الوردة تُقطف و تداس لأن نبتة الخربق النتنة شعرت بالغيرة .
في اللية السابقة ... بقيت هالة تأن في الغرفة وحدها .. و حامد انقلب على نفسه خاسراً بعد أن آيس من فهم الحقيقة .. و عنفه لم يزد هالة الا صمتاً .. الهنوف جلبتها الصدفة الى المنزل لترسم ملامح الذعر على وجهها عندما قابلت حامد و فهمت انه لم يسافر قط .. سمعته و هو يهذي و يكلم نفسه كالمجنون .. نادته بخوف " حامد ليه ما سافرت ؟ وش فيه انت وش قاعد تقول ؟ "
حينها رفع رأسه نحوها و قال بصوت متقطع يُبين مدى توهانه و تأثره " روحي فوق شوفيها .. انا يمكن قتلتها !! "
شهقت بصدمة و ركبت الى غرفة هالة لتجدها مرمية على الأرض تأن بصوت منخفض .. تملأ الكدمات وجهها و حتى عينيها احمرتا من أثر الضرب .
احاطتها بذراعيها و ساعدتها على الوقوف ثم جعلتها تستلقي على السرير .. ناولتها كأساً من الماء
و حاولت تهدئتها .. غادرت الغرفة لتجلب لها طعاماً يقويها و ثلجاً تضعه على وجهها .. و عندما عادت اليها وجدتها تصرخ بـ " انتِ كذابة !! انتِ كذابة .. كذبتي علي و كلكم كذابين !! ما سامحني .. ليه قلتي انه سامحني ؟؟ "
حاولت الهنوف تهدئتها و لكن هالة قامت بدفعها عنها بضربات خفيفة كانت ما تبقى من قواها التي خارت .
*
في بريطانيا .. و تحديداً في لندن
دفع بها الى الغرفة و الكلمات تنفلت من فمها كالرشاش " انتم ما تخافون الله ؟؟ الله يسلط عليك و ينتقم منك يا ظالم " و عيني عمها تحتدان و ووجه يتقلب و لا تُبالي فهي لم تعد تكترث لاحد
و صالح ذاق ذرعاً منها و من تصرفاتها .. في المطار رفضت ان تركب الى الطائرة و اعتزلت في الزاوية لتجري المكالمات و ترسل الرسائل و مر الوقت و الرحلة اعلنت نداءها الاخير و ابنة اخيه
لا زالت تعبث بهاتفها لذلك اضطر بان يأخذ منها الهاتف النقال عنوة و يسحبها معه وانصاعت رغماً عنها و عندما صعدت الى الطائرة و استقرت في مقعدها دخلت في نوبة بكاء طويلة ثم بدأت بالدعاء عليه بصوت مرتفع
و الى الآن لم تتوقف !!
لقد ادخل اخيه المشلول الى المشفى و استقرت اوضاعه هناك و نور بعد ان اطمأنت على وضع ابيها عادت لاثارة الضجيج و كأن بها مس من الجن فهي منذ يومين لا تعرف عن اختها شيء !!
" حسبي الله و نعم الوكيل فيك يا ظالم يا مجرم .. تستقوون على بنت !! تطلعون رجولتكم و قوتكم على بنت ضعيفة يا مرضى " رفعت صوتها " عطيني جواالي حسبي الله عليك "
اجابها و قد اعتاد على سماع هذه الكلمات منها .. اعتاد على تقليل أدبها و لسانها الطويل المنفلت منذ الطائرة الى الان " لا تخليني امد ايدي عليك يا بنت "
أنت تقرأ
و هل ينتهي الحُــــب ؟
Romanceعندما تمر بموقف سيء ,حادث مؤلم ,ستحاول ان تتجاوزه بهدوء, ان تسيطر عليه او ان يخفف عنك احدهم, ان ينتهي بك الأمر الي نسيانه وأنها فترة وستمضي ولكن ماذا لو كان ذلك الموقف سيقلب حياتك رأساً على عقب وان لا تعود الحياة بعده كما كانت تتلبسك تهمة بشعه...