تتململ فى جلستها .. تنظر حولها للأعين المتفحصه بضيق تكره أن تكون كالدميه المعروضه فى محال الأطفال .. على الرغم من طبيعه عملها واعتيادها على الكاميرات ولكنها لا تدرى لمَ فى هذا اليوم تريد ركل المصور ... نظر لها بتعجب ومال عليها هامساً : مالك بتبصى للراجل كده ليه حاسس انك عاوزة تقتليه ثم أشار براسه ناحيه المصور وتابع : بصى الراجل خايف منك إزاى .. نظرت للمصور وحاولت منع أبتسامتها دون جدوى ثم نظرت للجالس جوارها ومالت نحوه هامسه بدورها : مش عارفه ليه مش حابه أتصور ثم نظرت لفستانها الوردى الأنيق واكملت وانا بالمنظر ده ثم نظرت حولها للوجوه المتفحصه بفضول وتابعت : وبص الناس مبحلقين فيا إزاى حاسه انى قاعده فى مزاد والناس بتقيمنى
ضيق بين عينيه وهمس : الغريب انك انتى بالذات تقولى كده أمال لو مكونتيش صحفيه
حلا محركه كتفها : كصحفيه التركيز بيبقي على الحدث مش عليا انما انا نفسي دلوقتى بقيت الحدث
ضحك بخفه وهمس : طب خلى بالك الوشوشه دى مش هتنفع بعد شويه لأننا كمان مش هنسمع بعض من الدوشه ثم أردف برفق مربتاً على يدها : ومتقلقيش انا جنبك انسي التصوير واعتبرى نفسك معزومه فى حفله
أومأت برأسها موافقه وحاولت أخذ شهيق وزفره لتهدئه نفسها ثم همست لنفسها بخفوت : انا مالى انا ومال جو الخطوبه والجواز والهم ده
نظرت للجالس بجوارها فلاحظت إبتسامته التى نبهتها لانه إستمع لحديثها الأخير لنفسها .......
------------------------------------------------
بمجرد أن دلف من باب الدوار ركض حيدر الى حيث غرفه أمه .. تلقفته هنيه بلهفه وقبلت وجهه الحبيب الذى يشبه وجه أسدها الحبيب وزوجها حمزة !
حيدر بحماس : اتوحشتك ياما
إبتسمت له بحنان وقرصت وجنته برفق هامسه بتعب : وانى يا ولدى اتوحشتك جوى .. إحكيلى بجى عملت إيه عند جدك ثم اضافت بوعيد مصطنع : إوعاك تكون تعبتهم معاك أم رابحه إشتكتلى منك جبل سابج
إبتسم حمزة وإقترب مقبلاً جبهتها ثم جلس محتضناً كتفها بحنان ناظراً لولده يحثه على المتابعه
حيدر بنفى : لا والله ياما ما عملت حاجه انى جعدت ألعب مع خاله ندى و أكلتنى معاها ثم أردف : طيبه جوى ياما وجالتلى هتجيبلى لعب كتير نلعبوا بيها سوا جبل ما تعاود مصر تانى
أومأت له بابتسامه فهتف حمزه ناهظاً : طيب هم غير خلجاتك المتربه دى ونام تلجاك مفرهد من كتر اللعب
أومأ له حيدر وإقترب مقبلاً وجنه أمه ثم ركض الى الخارج
نظرت هنيه لحمزة : هم عيال عمامى جم ميتى
حمزة : معارفش بس انى شوفت الست ندى دى وكانت عاوزة حيدر يبيت حداها وانى موافجتش
هنيه بلين : إوعاك تكون زعلتها يا حمزة
حمزة ناهضاً : كيف يعنى زعلتها هو انى لازمن أوافج ابيت ولدى برات الدار
هنيه : لا يا جلبى مجصدش إكده بس ندى بنت عمى حساسه بزياده
حمزة خالعاً جلبابه : لا مزعلتهاش الحج ميزعلش حد وحجى أجبل أو أوافق ان ابنى يبيت بعيد عن حضنى
نظرت لظهره الذى أولاها إياه متوجهاً لحمام الغرفه بحزن يمزقها حاله وحال ولدها وحياتهم مع زوجه وأم مريضه لا تستطيع خدمه نفسها زفرت باستسلام وهمست بخفوت : الحمد لله على كل حال
------------------------------------------------
خرج من غرفه مكتبه فى الفيلا بعد أن انهى كل ترتيباته للسفر بعد تأكيد جده عليه بالحضور لقرائه فاتحه مها
نظر لتلك الجالسه تتابع التلفاز باهتمام ثم إقترب ناظراً للشاشه
محمد مشيراً للتلفاز : إيه الى بتتفرجى عليه ده هندى !!
أجابت بدون النظر إليه : ده ارناف
محمد بتساؤل ساخر : مين ياختى !!
ليلى بضيق : استتى بس هيعرف انه ظلمها ثم ربتت على المقعد بجوارها وهتفت : تعالا اتفرج هيعجبك أوى
محمد جالساً على أحد المقاعد بعيداً عنها : لا مليش فى الهندى
رفعت ليلى كتفيها بلا مبالاه وتابعت المشاهده بتركيز
جلس ينظر لتعابير وجهها وهى تتبدل من ضيق لسعاده فانتابه الفضول
نظر الى الشاشه متابعاً للأحداث وبمجرد ان ضرب البطل زوج أخته هبت واقفه تصفق بحماس هاتفه : أحسن إديلو ربنا نصرها
ضحك من منظرها فتخصرت ناظره له : بتضحك على إيه شايف أراجوز قدامك
محمد محاولا السيطره على نوبه الضحك التى انتابته : لا أبداً بس انتى فرحتى اوى انه ضربه
ليلى بتأكيد : طبعاً لازم أفرح ما انت مش متابع فمش هتفهم
محمد برفق : فهمينى يا ستى
جلست ليلى وهتفت بحماس : إلى ضربه ده يبقي جوز أخته وجوز أخته ده خطب البت كوشي قبل ارناف ما يتجوزها ولما عرفت انه جوز انجالى فسخت الخطوبه بس إبن الحرام شيام الكلب فضل يوقع بينهم ويفهمه انه هيسيب اخته علشان بيحب كوشي راح أرناف إتجوزها عافيه وبقي يعاملها وحش اوى راح شيام بقي سلط ناس تخطفه وهى أنقذته وعرف الحقيقه انه ظلمها وراح ضربه
محمد بعدم فهم : ها !!
ليلى بلا مبالاه : هو إيه الى ها اشرحلك تانى !
محمد رافعاً يده بإستسلام : لا لا خلاص كفايه كده المهم جهزى نفسك علشان ننزل
ليلى بتساؤل : ننزل فين
محمد برفق : احنا بكره مسافرين عند أهلى الصعيد هشتريلك شويه لبس علشان كمان الحبه الى هنقعدهم أختى هتتجوز هناك
ليلى بتساؤل : هى أختك مخطوبه !
محمد : لا لسه
ليلى مضيقه بين حاجبيها : أمال هتتجوز من غير خطوبه !
محمد : عادى يعنى إبن عمها وأولى بيها يلا إجهزى قبل الماحيلات ما تقفل
رفعت جانبها هاتفه بسخريه وهى تهم بالإنصراف : وانا الى كنت فاكره ان بنات الأكابر بيتجوزوا بمزاجهم مسم
نظر محمد فى إثرها بضيق يعلم ان كلامها صحيح ولكنه قرار كبير العائله ولا رجعه فيه !!!
------------------------------------------------
عادت الى غرفتها تمشي كالدميه لا حياه فيها فبعد أن أخبرها جدها ان أخاها سيأتى بالغد لبدأ الإستعداد لزواجها وهى فقدت القدرة على الإحساس .. تشعر وكأنها جثه تسير على قدمين همست لنفسها ساخره : هبقي جثه أول ما تتعرف فضيحتى وسيرتهم هتبقي على كل لسان
جلست على سريرها واضعه رأسها بين يديهل وأجهشت بالبكاء فها هى ستدفع ثمن الغالى الذى فرطت فيه بأرخص الأتمان !!!
------------------------------------------------
أبيه إيدك على ٨٠٠ جنيه
باسم : بتوع إيه !
هاجر : فلوس الدروس يا أبيه انت نسيت !
باسم بإدراك : اه والله نسيت رغم ان صاحب السنتر كلمنى خلاص تعالى
أقبلت عليه فنقدها المبلغ
قبلت وجنته هاتفه : ربنا يخليك لينا يا أبيه
باسم ضاحكاً : ايوه إبلفينى ثم أضاف محذراً مش هتنازل عن طب فاهمه ؟
ادت التحيه العسكريه بمزاح وهتفت : تمام يا فندم
قاطعهم نادر : وانا مليش نصيب
باسم : فى إيه فى البوس !
نادر : فى الفلوس طبعا بوس أيه انا بقرف
هاجر متخصره : نعم ياسي نادر قرفان من مين !
نادر مغيظا : منك طبعا ً هو ده سؤال !!
ضحكت فاطمه : طب يلا علشان تتعشوا ثم اشارت لهاجر : يلا يا جوجو نحضر العشا سوا
هاجر : عيونى يا مامتى ثم نظرت لباسم وأخرجت لسانها مغيظه بحركه طفوليه
إلتفت باسم لأخاه : وانت عاوز فلوس ليه
نادر : حبيبي يا بوووس عاوز أجيب طقمين جداد لزوم الوجاهه
ضحك باسم باستمتاع وهم بالرد .. صوت رنين هاتفه قاطعه فنظر للرقم واشار لنادر هاتفاً : ثوانى وجايلك
نادر : خد راحتك يا بوس
خرج باسم الى حديقه الفيلا وفتح هاتفه
باسم : طمنى عملت إيه !
الطرف الآخر : ولا حاجه منفعش
باسم بانفعال : هو إيه الى منفعش
الطرف الآخر : البت غيرت أقوالها ولسه لازم يتأكدا لان ده تلبس انت نسيت ولا إيه
باسم : والعمل انا عاوز الواد بكره ضرورى
الطرف الآخر : مستحيل مش أقل من إسبوع علشان يخلى سبيله
باسم بذهول : ايه !
الطرف الآخر : زى ما بقولك كده ده أصلا لو عرفوا يثبتوا ان سمعته طيبه والى عرفته ان الجيران كانوا بيشتكوا انه بيجيب بنات علطول فى شقته يعنى التهمه لابساه لابساه وحتى بعد إسبوع مش هيخرج
باسم بضيق : خلاص إقفل انت انا هتصرف
أغلق باسم الخط وجلس على مقعد بالحديقه يرغى ويزبد نظر الى هاتفه ثم قلب بين الأرقام و ضغط زر الإتصال
باسم : ألو
صوت شهقات خافته ولا رد
باسم بقلق : فى إيه يا مها !
مها من بين دموعها : إلحقنى يا باسم فاتحتى بكره ........
------------------------------------------------
دلفت الى مكتبها وسط تبريكات الزملاء و التهانى التى امطروها بها
هند : صباح الخير يا أستاذه الف مبروك
حلا بابتسامه : الله يبارك فيكى يا هند مجيتيش ليه إمبارح
هند بحرج : معلش إبنى كان سخن شويه فضلت جنبه طول الليل ويادوب حرارته نزلت بعد الفجر بشويه
حلا : ألف سلامه عليه خلاص روحيله اكيد مراحش المدرسه
هند : بصراحه آه سايباه نايم وقولت آجى استأذنك فى أجازة يومين
حلا : ولا يهمك المهم هبقي اتصل بيكى اتطمن عليه ولو عاوزة اى حاجه كلمينى علطول
أومأت لها هند باسمه وأردفت : واشكريلى أستاذ يوسف
حلا بتساؤل : ليه !
هند : رفعلى القضيه ورفض خالص ياخد أى اتعاب
نظرت لها حلا بذهول يوسف حقاً شخص محير رغم إخباره لها بانه سيقف بجوار هند الأ انها ظنته مجرد كلام يبدو ان أمامها لغز كبير يحتاج لفك طلاسمه ولن تكون حلا حتى تفعلها
قاطعهم صوت طرقات خفيفه على باب المكتب
نظرت حلا للفتاه القادمه التى تكلمت بخفوت : عاوزة استاذه حلا
حلا بهدوء : انا حلا إتفضلى
إستأذنت هند وانصرفت .... جلست حلا خلف مكتبها مشبكه يداها فوق مكتبها : خير
الفتاه بقلق : انا جايه لحضرتك فى قضيه رأى عام
ضيقت حلا بين حاجبيها بتساؤل : قضيه إيه !
الفتاه : بس ارجوكى إسمى ميظهرش فى حاجه أهلى منعونى أتكلم خايفين
حلا : معلش ممكن توضحى أكتر
إبتلعت الفتاه ريقها وبدأت الدموع تتجمع فى مآقيها : الدكتور بتاعى فى الجامعه إ إغتصبنى تحت تهديد السلاح !!
هبت حلا واقفه وهى تهتف : إيه ؟
الفتاه ببكاء : زى ما بقولك كده
ناولتها حلا كوب من الماء : طب إشربى وكملى
إرتشفت الفتاه بضع قطرات ووضعت الكوب على المكتب وبدأت فى الحديث : أنا فى سنه تالته إعلام الدكتور حسين أمين كان بيطلب مننا هدايا علشان ينجحنا فى الاول كنت بدفع ثم أضافت ساخره أهلى علمونى امشي جنب الحيط وأوطى للموجه علشان تعدى ثم تبدلت ملامحها للحزن وأردفت بس للأسف وطيت أكتر من اللازم والموجه غرقتنى
وقفت حلا والتفت حول مكتبها وجلسا أمامها مربته على كتفها برفق وحثتها لتكمل
الفتاه : من شهر جالى بعد المحاضره عند البنش وقالى تعالى اتدربى فى مكتبى وهشغلك عندى لما تتخرجى يأما مش هتعدى من مادتى عمرك
حلا : ها وبعدين
الفتاه فاركه يدها بتوتر : رروحتلها ووو ثم عاودتها نوبه البكاء
انتظرت حلا حتى هدأت وحثتها على المتابعه
الفتاه : روحت مكتبه فى المعاد الى قالى عليه لقيته بيتحرش بيا ..
إتسعت حدقتا حلا فتابعت الفتاه : ط طلب منى أقلع ولما مرضيتش إإغتصبنى ووبعدها هددنى بالسلاح وخلانى اكتب ورقه انه مقربليش وانى بفترى عليه وعمره ما عاملنى اكتر من أب ووقعت برقم البطاقه
كانت عينا حلا تكاد تخرج من محجريها وملامحها تتأرجح بين الذهول والضيق والإنفعال حتى أنهت الفتاه حديثها فهبت حلا واقفه ونظرت لها هاتفه : تعالى معايا .......
أنت تقرأ
خلخال ( الجزء الأول من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceروايه إجتماعيه تناقش معاناه المرأه فى المجتمع الشرقى ( قيد التعديل )