بعد أن انصرف حمزة مصطحباً حيدر اسرعت ليلى لغرفة ندى للإطمئنان عليها .. طرقت الباب ففتح لها محمد .. نظرت لندى النائمة وهمست بتساؤل قلق : هى عاملة ايه دلوقتى .. عاد محمد بنظره لتلك النائمه وهمس : الدكتور إدالها حقنة ونامت ثم اعاد نظره لها وهمس : عاوز اتكلم معاكى شوية فى الجنينة ممكن !
أومأت برأسها ايجاباً و تحركت امامه ....
وقف يفرك يديه ببعضهما بتوتر فنظرت له ليلى بتساؤل وهتفت : لا بقولك ايه انا راجعة تعبانة وعاوزة انام انجز
تحرك محمد جالساً بجوارها وهمس : آسف
ليلى مضيقة عينيها : مش فاهمه
محمد بهدوء : عارف انى ظلمتك معايا يا ليلى وكان لازم اتأسفلك يمكن كنتى فاكرنى هردك بس
ليلى ساخرة : حيلك حيلك ترد مين انت نسيت ان انا الى طلبت الطلاق
محمد بتأكيد : عارف علشان ندى حملت وكان لازم وقتها افهم ده بس غضبى عمانى
ليلى بمهادنة : محصلش حاجه لده كله انا وانت فعلا مننفعش لبعض مش شبه بعض وبصراحه رغم انى مستخسرة الست ندى الى زى البلسم دى فيك بس هقول ايه الحب وسنينه الله يقطعه
محمد بتساؤل : يعنى انتى مش زعلانة منى
ليلى بشموخ : لا طبعا ولو كنت طلبت تردنى كنت هرفض بردو ثم همست بتساؤل : بس الى هيجننى انت يعنى لامؤاخذة البعيد اعمى
محمد بضيق : نعم !
ليلى موضحة : يعنى اصل حب الست ندى ليك الأعمى يشوفه مش بس بالكلام مفيش ست تتحمل الى هى اتحملته بس هى عملت كل ده لسبب واحد
محمد بتساؤل : سبب ايه
ليلى بضيق : ياباى على الغباء السبب انها بتحبك واتحملت كل ده علشان انت تبقي مبسوط حتى لو ده على حسابها فهمت !
محمد بشرود : فهمت
زفرت ليلى بارتياح وتابعت : أخيراً ثم إعتدلت فى جلستها ونظرت له متسائلة : وانت
محمد ببلاهه : انا ايه !
ليلى هاتفة : صبرنى يارب .. انت هى بالنسبالك ايه
محمد ناظراً للفراغ : مش عارف يا ليلى لما يعنى حصل الى حصل بيننا حسيت بالذنب ناحيتها رغم انى اتجوزت اكتر من مرة يمكن علشان المرة دى كان بعلمها و و دلوقتى ... وصمت شارداً
ليلى بحماس : ودلوقتى ايه كمل بقي هتشل فى ايدك
محمد : مش عارف يا ليلى لما دخلت ولقيتها فى الأرض مفكرتش فى الجنين كل الى كان شاغلنى انى ممكن اخسرها اخسر حنيتها وقلبها الكبير . اخسر رقتها و طيبتها ثم نظر لها وتابع : حسيت ان روحى بتتسحب منى
ليلى مصفقه بحماس : الله اكبر الحجر نطق
محمد بتساؤل : قصدك ايه !
ليلى موضحة : قصدى انك بتحبها وبتموت فيها يمكن اكتر ما هى بتحبك بس للاسف غرورك كان عاميك عن الحب ده علشان عارف بحبها ليك وتخيلت ان عمرك ما هتخسرها لحد ما حصل الى حصل وحسيت انها بتروح منك .
محمد بتساؤل : تفتكرى
ليلى بثقة : متأكده ثم مالت عليه ودندنت : والى يحب يبان فى عينيه ثم لكزته فى كتفه وتابعت غامزة : ومدام تحب بتنكر ليه !!
قهقه محمد بصوت مرتفع لفت انظار ذلك الذى عاد بصحبة إبنه الذى نسي إحدى العابه واصر على العودة لإحضارها
حمزة بانفعال : ايه المسخرة الى بتوحصول اهنه
اجفلت ليلى من صوته والتفتت له بتساؤل : ايه الى بيحصل !
حمزة من بين اسنانه : معارفاش جاعده تتسامرى مع طليجك الى مرته عيانة وتتمسخرى بجلة حيا
محمد بانفعال : وانت ايه دخلك
حمزة مقترباً منه بخطورة : هعرفك دخلى عاد طالما مفيش اخلاج والبندر نساك عاداتنا اياك
ليلى مندفعة بينهما بصراخ : بس بس انتوا هتتخانقوا انا ماشية وانتوا ولعوا فى بعض وتكتهم وانصرفت .. نظر حمزة فى إثرها بضيق وتابع محمد نظراته بفهم فابتسم ابتسامه جانبية وتنحنح جاذباً أنظار ذلك العاشق الغيور وهتف بجدية مصطنعه : وانت متعصب كده ليه انت متعرفش انى هردها
حمزة طاحناً اسنانه : تردها كيف !
محمد محاولاً آخفاء ضحكته : زى الناس انت نسيت انها لسه فى عدتها !!
نظر له حمزة ببلاهه فتابع : عرفت بقي ان هزارنا مفيهوش أى غلط
نظر حمزة لولده بضيق وهتف : هم يا حيدر
حيدر بانزعاج : ولعبتى
حمزة بشرود : ابجى اجيبلك غيرها ثم نظر لمحمد بغيظ وتابع : دى راحت لصاحب نصيبها ......
------------------------------------------------
نامت مها فى احضان الحاجة فاطمة فبتسمت لها بحنان وهمست محدثة باسم الجالس على كرسي بأحد أركان غرفة حماته المصون : تعالا دخلها اوضتكوا انا هستنى جنب مامتها
باسم : مش هتنامى
فاطمه : لما اعوز انام همدد جنبها يلا خد مراتك ثم رفعت سبابتها محذرة : واوعا تزعلها كفاية الى هى فيه
زفر بضيق فتابعت : مراتك قلبها زى الدهب حافظ عليها يابنى ولو فى اى زعل بينكم اتصافوا البت بتحبك
باسم مجفلاً : بتحبنى !
فاطمه بابتسامة حنون : جدااا الشيبة دى مش من فراغ يا باسم .. يلا شيل مراتك متصحيهاش
أومأ لها وتناول مها من يدها حاملاً لها كطفلته قرب قلبه .. مددها على سريرهما وهم بالانصراف فتمسكت به هامسه بأعين مغلقه ودموعها تنساب على وجنتيها : متسبنيش انا بحبك يا باسم
ضيق بين عينيه ونظر لها بتفحص .. هل تهذى بإسمه فى نومها !!
تمدد جوارها فاندست فى احضانه كقطه مطيعه اجفل من فعلتها تلك فنظر لملامحها بتفحص شارداً .. هل حقاً ندمت ! هل ستكون حياتهما طبيعية . لما يشعر وكأنها ابنته التى بحاجه للإهتمام والرعاية صدمتها فى والدتها كادت تلقى بها الى اعماق الجحيم .. هل حقاً ترغب الموت . هل عذبها ... هل هل حقاً تحبه !! .. إبتسم لآخر فكره ناظراً لملامحها القريبة بحنان وإستند برأسه على رأسها وذهب معها الى عالم الأحلام .... رآها تغرق وتتشبث بيده وكأنه طوق نجاتها الوحيد تبتلع الماء وتختفى تحته لثوانى وتعاود التشبث به بلا كلل وكأن حياتها تعتمد عليه .....
------------------------------------------------
فى الصباح على طاولة الإفطار
نظرت ليلى لمقعد جمالات الفارغ وهمست لنفسها : والله وجالك يوم يا حيزبون الكلب
إبتسم بلال الجالس بجانبها فابتسمت له بإدراك .. نظرت لمحمد الجالس يتناول افطاره بهدوء وتسائلت : الست ندى عاملة ايه دلوقتى !!
محمد : الحمد لله كويسه بس العلاج بتاع الدكتور بينيمها .. غمزته بمزاح : معلش شوية وتصحى لحقت توحشك
محمد ضاحكاً : والله انتى فقرة
ليلى بشموخ : طول عمرى
بلال بابتسامه حنون : بنت أصول يا بتى عمر نظرتى فى الخلج ما تخيب أبداً
إبتسمت له بسعاده فحول وجهه جهه نادر وتسائل : كيفه عريسنا
نادر ضاحكاً : ربنا يخليك لينا يا حاج والله لولا انك جيت معايا كانت الجوازة باظت
ضحك بلال باستمتاع وهتف : مكانتش هتبوظ يا ولدى ولا حاجة أبوها شديد بس زين الرجال وحمزة ميتخيرش عنيه .. لم يفته تلك التى إحمرت وجنتاها وغصت بالطعام عندما ذكر إسمه .. تبادل ومحمد النظرات المستمتعه فهبت هاتفة بمزاح مصطنع : احم الحمد لله اما اروح احسن آخد دى دى تى يجيبنى الأرض ....
------------------------------------------------
ركض حيدر تجاهها بسعادة عندما وصلت للمزرعة .. تلقفته بسعادة وهتفت مقبلة وجنته : والله وحشتنى مشاغبتك يا أوزعة
حيدر بضيق مصطنع : ما جولنا بلاش أوزعه دى بكرة اكبر وتشوفينى كيف هبجى كيف ابويا إكده .. صمتت لدقيقة ثم سألته متلفتة حولها : امال هو فين صحيح
حيدر مشيراً للبعيد : ركب رماح
تركته ليلى يكمل لعبه وتحركت باحثة عن ذلك الأسد الغاضب ...
يزرع الأرض بفرسه كما يفعل دوماً كلما شعر بضيق .. والفرس يعدو بكل سرعته وكأنه يفهم صاحبه .. لامست نسمات الهواء العليل قسماته فأغمض عيناه فارداً ذراعاه وتاركاً لفرسه القياده .. صوت صرخه اجفلته ففتح عيناه بجزع وتلفت خلفه لتلك التى سقطت ارضاً عندما دفعها الفرس اثناء ركضه .. سحب لجام فرسه يستوقفه وترجل عنه راكضاً نحو تلك التى دوماً وابداً توقع نفسها فى المصائب .. حمزة ممسكاً كتفها بقلق : إنتى كويسة !!
تفلت ليلى كومه الأتربة التى إبتلعتها وهتفت بغيظ : كويسه ازاى وانت شاطح بالتنين بتاعك ولا سائل فى خلق الله الى بتدوسوا عليهم
تظاهر بالجدية وهتف : انتى الى ما عشوفيش جصاد منيكى حد يجف إجصاد فرس بيرمح !
ليلى بانزعاج : مهو البعيد مغمض عينه فاكر نفسه سي جاك وواخد روز على ضهر المركب
حمزة مضيقاً عينية : بتجولى إيه يا حورمة مين جاك إوروز دول
ليلى ساخرة : إوزوز بتسلم عليك وبتقولك احيه
حمزة بغضب : إتحشمى يا مرة أيه الى بتجوليه ده وجيتى ليه مجعدتيش ليه جار جوزك !
ليلى باستنكار : جوزى هو انا اتجوزت وانا معرفش
حمزة بغضب : معحبش سهوكه الحريم دهى ومليون مرة جلتلك إخلعى الحدوة دهى بتكفيكى على وشك كيف اللطخ
ليلى ناهضة : بس بس هى وصلت للطخ
حمزة ناظراً لوجهها بتفحص محاولاً كتم ضحكته : طب إمسحى إمسحى الهباب الى فى وشك دى وبتزعلنى لما نجولك يا حورمه يامو شنب
إتسعت حدقتا ليلى وبدأت تمسح شاربها بعجاله فقهقه ضاحكاً : بجى شنب إودجن يا مرة يا دكر .......
أنت تقرأ
خلخال ( الجزء الأول من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceروايه إجتماعيه تناقش معاناه المرأه فى المجتمع الشرقى ( قيد التعديل )