انهى باسم الإتصال مع الحاج بلال وتقدم الى غرفه صديقه حيث حضر والد حلا بعد أن هاتفته وطلبت منه أن يأتى لأمر هام ....
باسم ماداً يده بالمصافحه : تشرفت بحضرتك يا عمى
حامد العمرى : الشرف ليا يا إبنى .. حلا قالت انك عاوزنى فى موضوع مهم ثم ضيق بين عينيه بتساؤل : خير !
باسم بهدوء : طبعاً حضرتك شوفت الى حصل ليوسف من دكتور الجامعه الى هو وآنسه حلا بيهاجموه فى الصحافه والمحاكم
اومأ حامد بهدوء فتابع باسم : أنا عندى إقتراح كويس أوى اتمنى حضرتك توافقنى عليه ثم نظر لهم وعاد بنظره له : وتقنعهم معايا بيه كنوع من الحمايه ليهم
حامد بفضول : إيه هو !
باسم : أنا بقول ينزلوا معايا البلد ويرجعوا على ميعاد القضيه وآنسه حلا هتقدر تتابع شغلها من هناك ولو فى مقاله تبعتها عن طريق الإيميل ويوسف يجهز للقضيه من غير قلق ومتقلقش هناك امان ليهم ومحدش هيقدر يلمسهم وهم فى حمايه الحاج بلال
حامد بانفعال : إزاى عاوزها تسافر معاه وتقعد عند ناس منعرفهاش .. ثم اضاف بلوم : هى دى الاصول بردو !
نظر كل من حلا ويوسف لبعضهم ثم اعادوا نظرهم له ...
باسم بابتسامه واثقه : مهو ده السبب الى طلبت مقابله حضرتك علشانه
حامد : مش فاهم
باسم : هفهم حضرتك .......
------------------------------------------------
جالسه فى حديقه الفيلا بغرورها المعتاد تتحدث بثقه مع الحاجه فاطمه التى تشاركها إحتساء كوب الشاى الصباحى
تقدمت منهم بهدوء فلاحظتها فاطمه التى كانت تجلس مقابله لها ... حركت فاطمه راسها نفياً فى محاوله يائسه منها لمنعها عما تنتوى فعله بتلك الغافله عما يدور حولها .. إبتسمت بمكر واقتربت من أذن جمالات ثم هتفت : بتعملى إيه يا حماتى وحشتينى يا غاليه
إنتفضت جمالات مفزوعه وسقطت محتويات الفنجان الذى بيدها على عبائتها فصرخت بها وهى تنفض عبائتها
جمالات : اااااه الله يخربيتك اتحرقت انتى عاوزة منى إيه
نظرت لها فاطمه بلوم ثم تحركت جهه جمالات تحاول مساعدتها
جمالات بصراخ : شايفه البت الملعونه الى معرفش جابوهالى من انهى خرابه
ليلى متخصره : انا بردو الى جايه من خرابه يا مرات أبو الهول
تقدم محمد مسرعاً بعد أن إستمع لصراخ والدته .. واستمع لما قالته ليلى
محمد صارخاً : ليلى
ليلى هامسه بتهكم : أهو الزغلول الصغير وصل
محمد مقترباً من والدته : مالك يا امى حصل إيه
جمالات بخبث : شايف يا محمد مراتك بهدلتنى إزاى دلقت عليا الشاى وهو سخن
نظر لها محمد بغضب وهمس من بين أسنانه : إمشي على أوضتك دلوقتى وانا جايلك
ليلى بعناد : مش رايحه فى حته وهخرج اتمشي كمان
ترك محمد يد والدته وتحرك نحوها ثم قبض على معصمها وهتف محدثاً والدته : شويه وراجعلك يا أمى
وسحبها خلفه غافلاً عن النظره المتشفيه التى رمقتها بها جمالات ....
فتح باب الغرفه ودفعها بعنف فسقطت على الأرض
ليلى بتألم : أى إيه الغباء ده حد يزق حد كده
أغلق محمد الباب وتقدم منها والشرر يتطاير من عيناه : إنتى لسه شوفتى غباء هى حصلت تدلقى الشاى السخن عليها ثم تابع بصراخ : انتى مالك ومالها أصلاً
وقفت ليلى وهتفت باستفزاز : مممم كل العصبيه دى بسبب أمك ثم أشارت برأسها جهه الأريكه الكبيره بآخر الغرفه وتابعت : ولا علشان ضهرك وجعك من نومه الكنبه بتاعه إمبارح
محمد بانفعال : وهو انتى بعبطك فاكره ان انتى الى خليتينى انام على الكنبه ده بمزاجى
ليلى باستفزاز : مهو واضح .. ثم شمخت بأنفها وكتفت ذراعاها أمام صدرها وهتفت : ودلوقتى المطلوب إيه
محمد وقد إقترب بخطورة محركاً سبابته امام وجهها : أمى متقربيلهاش ولا حتى تناوليها حاجه انتى فاهمه
ليلى بلا مبالاه : فاهمه أى اوامر تانيه !!
ترك يدها وتحرك نحو باب الغرفه هاتفاً دون النظر لها : وخروج من باب القصر مفيش ... ثم خرج وصفق الباب خلفه
ليلى محدثه نفسها بضيق : ياباى عليك وانت شبه أمك كده انا عارفه الست ندى بتحب فيك إيه .......
------------------------------------------------
فى المساء
إجتمع الجميع بناءاً على رغبه الحاج بلال فى مضيفه القصر
جلس بلال متوسطاً المجلس وأدار نظره بين الحاضرين
بلال : آنى جمعتكم جبل ما باسم يوصل لسبب مهم
مها باندفاع : هو باسم راجع انهارده
أومأ لها بلال وتابع : جاى ومعاه ضيوف من مصر
أومأ له محمد الذى كان على علم بكل شئ قبل الإجتماع فتسائلت ليلى بفضول : ضيوف مين يا عم الحاج !
بلال : واحد صاحبه وأمه وخطيبته وأبوها والسكرتيره بتاعتها وابنها
مها : مين دول وليه يعنى معزومين على الفرح !!
بلال : لع عيتجوزوا إمعاكوا هنيه ويكون فى معلومكوا محدش منيكم هيسيب إهنيه اليامين دول واصل ومحمد وباسم هيتدلوا مصر يخلصوا شغلهم ويعاودوا
ندى بتساؤل : يتجوزوا فين وليه كل ده يا جدو
بلال : دى امور تخصهم ملكيش صالح بيها يا ندى يا بتى ثم نظر لجمالات وأضاف محذراً : دول إضيوفى آنى شحصياً والى يمسهم يمسنى فاهمين !
أومأ له الجميع بموافقه فتابع : هم على وصول دلوك الى جولته إن حد جصر فيه مش هيحصله طيب فاهمين
الجميع : فاهمين .......
------------------------------------------------
أوقف باسم سيارته وتبعته حلا بسيارتها فى مدخل القصر وترجل الجميع من السيارات ...
إقترب منهم الحاج بلال مرحباً وبجواره محمد وخلفه كل من فاطمه وجمالات ومعهم البقيه لإستقبال الضيوف
بهتت ملامح فاطمه فور أن شاهدت تلك التى تمسك بطفلها وتقف بجوار باسم ولم يكن نادر وهاجر بأقل دهشه وإنزعاج منها
لاحظت مها بهوت ملامح فاطمه فاقتربت من هاجر
مها : مال مامتك يا هاجر ثم نظرت لها بتمعن وانتى ونادر فى إيه وشكوا قلب ليه كده
هاجر ببلاهه : ها لا لا مفيش إحنا كويسين أهو
مها بشك : شكلكوا ميقولش كده
هاجر بابتسامه مصطنعه : لا إحنا كويسين
إقتربت هند من فاطمه بخجل ومدت يدها للمصافحه : نظرت لها فاطمه ولطفلها بيدها ثم بادلتها بمصافحه بارده ليست كترحيبها بالبقيه ... غافله عن زوج من الأعين يتابع بهدوء ......
------------------------------------------------
جلس بلال بصحبه حامد مرحباً : منور يا حاج حامد والله
حامد بهدوء : تسلم يا حاج ومتشكر أوى لموقف حضرتك
بلال : متجولش إكده انتوا إمنوريننا وفوج روسنا
إقتربت ليلى من حلا وجلست بجوارها متسائله : منورة يا ست حلا ثم أشارت برأسها ناحيه هند المنكمشه على نفسها بعد أن ذهب إبنها للعب مع حيدر واضافت : إنتى عندك سكرتيره ليه هو انتى شغاله إيه !!
حلا بابتسامه ودود : أنا صحافيه
إتسعت حدقتا ليلى وهتفت بحماس : بجد زى الى بيطلعوا فى النشره كده
ضحكت حلا : يعنى حاجه زى كده بس أنا مهتمه بقضايا المرأه أكتر
ليلى متشدقه : والله أصيله الستات دول غلابه أوى
حلا : الستات مش غلابه الست قادره تبقي قويه المجتمع الى بيضعفها للأسف بس هى قويه وعندها إراده مش عند رجاله كتير أوى
ليلى بعدم فهم : بصراحه كلامك كبير أوى عليا فهمينى بس بالراحه الله يسترك
حلا ضاحكه : يعنى الست مش ضعيفه ظروفها الى بتخليها ضعيفه بس جواها قوى
ليلى بإدراك : آه ياختى والله ظروفنا متنيله بستين نيله ثم نظرت لجمالات وهمست : وبنشوف أشكال تسد النفس .....
------------------------------------------------
إيه الى جابها هنا يا باسم أنا ما صدقت بقي خلصنا وهتشوف حياتك وتتجوز تقوم تجيبهالى بابنها عاوز منها إيه فهمنى
باسم : يا أمى بالراحه والله هفهمك أقعدى بس
جلست فاطمه بهدوء وبدأ باسم فى سرد ما حدث على اسماعها وملامحها تتأرجح بين الإنفعال والضيق والذهول
أنهى باسم حديثه فهتفت : ياساتر يارب فيه شر كده
أومأ باسم برأسه : فى يا أمى وأكتر حلا دى بتشوف بلاوى ويوسف متبنى قضايا المرأه كمان مش عارف ليه فجأه كده بقي مهتم بالقضيه وقلب لنصير المرأه .
فاطمه : ربنا يكرمه زى ما بيقف جنب كل واحده ضعيفه بس بردو ليه جبت الى اسمها هند دى هنا
باسم بضيق : يعنى جبت يوسف وحلا علشان أحميهم وعاوزانى أرمى دى بابنها وتبقي هى كبش الفدا ليهم يرضيكى يعنى
طأطئت فاطمه رأسها وحركتها نفيا : لا يابنى ميرضينيش انا أم والى مرضاهوش لبنتى مرضاهوش لبنات الناس
باسم مقبلاً رأسها : حبيبه قلبى يا بطوط بقلبك الى زى الدهب ده
إبتسمت له ثم رفعت سبابتها محذرة : بس خلاص مش هنرجع للى فات الحاج بلال قال بكره كتب الكتاب علشان الحاج حامد عاوز يرجع مصر .. ثم ربتت على كتفه بحنان واردفت حط مراتك فى عينك يابنى بنات الأصول المتربيين بقوا قليلين أوى وانت معاك جوهرة
ظهرت ملامح الألم على وجهه وحرك رأسه موافقاً وهمس بشرود : معاكى حق يا أمى معايا جوهرة ........
------------------------------------------------
وقف محمد فى حديقه القصر يدخن سيجاراً ويزفر دخانه فى الهواء بضيق ناظراً للفراغ المظلم أمامه
باسم : إنت يابنى بتدخن من امتى ان شاء الله
إلتفت محمد لصديقه وحرك كتفيه بلا معنى : عادى
جلس باسم وعاد بجسده للأمام مستنداً بمرفقيه على ركبتيه : لا مهو واضح .. تعالا أقعد يا محمد فهمنى مالك ..
زفر محمد بضيق وجلس بجوار صديقه
إعتدل باسم فى جلسته وهتف : ها إرغى بقي
محمد : اتخنقت يا باسم مشاكل مشاكل أمى وليلى زى القط والفار طول اليوم مناقره وليلى دماغها حجر وانهارده اتعصبت عليها زقيتها وانت عارف انى مبحترمش الراجل الى يمد إيده على ست
باسم بتفهم مربتاً على كتف صاحبه : طب معتذرتلهاش !
محمد باقتضاب : لا
باسم بتساؤل : ليه ؟
محمد بانفعال : مستفزة يا باسم بتطلعنى من شعورى
باسم برفق : طب وندى
محمد وقد لانت ملامحه : ندى دى ملاك انت بتقول إيه بس دى فرحتها بابن هنيه نسيتها كل حاجه حتى أنا
باسم باستفهام : وده حلو ولا وحش !
محمد : حلو ووحش حلو لأنها بتحاول تمارس امومتها حتى لو على طفل مش من دمها ووحش لانى متعودتش منها عدم الإهتمام .. ثم إعتدل فى جلسته وأردف : تخيل دى مخليه الواد يبات فى اوضتها ومعندهاش أى مشكله أبات عند ليلى
باسم ضاحكاً : والله وبقالك شريك فيها يا محمد
محمد بلوم : إنت بتتريق
باسم بتساؤل : عاوز منها ايه يا محمد هى جت على نفسها وجوزتك علشان تخلف مطلوب منها إيه تانى
محمد : معرفش
باسم مصححاً : لا عارف بس مش عاوز تعترف .. إنت أنانى يا محمد ومتملك
نظر له محمد بضيق فتابع : أه انانى ومتملك ولو مقولتلكش كده وفوقتك مبقاش صاحبك الى قلبه عليك .. ثم وقف وغادرا وأضاف : حاول يا محمد تتخلص من أنانيتك دى شويه تصبح على خير يا صاحبى
محمد بشرود : وانت من أهله ....
زفر محاولاً إخراج ما بداخله يلهب روحه بجحيم مستعر صنعته يداه .. باسم على حق حقاً أنانيته سبب تعاسته لم يحاول أن يحب ندى يوماً إعتادها دوماً محبه ، شغوفه ، حنون ولكنه لم يعتد أن تبادله إهماله بإهمال .. لم يحاول فهمها أو الشعور بوجعها ولكنه بكل أنانيه فكر فى ما أفتقدته نفسه دون لحظه تفكير فيما إفتقدته هى الأخرى بجانب شعورها بالنقص !!!!
------------------------------------------------
فى صباح اليوم التالى
الإستعدادات تتم على قدم وساق بعد تقديم ميعاد كتب الكتاب الجماعى ... الفتايات تتابع تجهيز غرف العرائس .. والشباب يتابعون تجهيزات الحفل .. والامهات تتابع الخادمات لإعداد الولائم بعد ان تم ذبح الذبائح والحاج بلال ومعه الحاج حامد يتابعان توزيع اللحم على الفقراء فى البلده
..... أقترب موعد الحفل وتجمع الاهل والأقارب فى إنتظار مأذون البلده لإتمام عقد القران
إجتمعت النساء فى غرفه منفصله عن الرجال وبدأت النساء فى غناء بعض الأغانى الفولكلوريه المعروفه لأهل الصعيد وندى تتابع بابتسامه هادئه بينما ليلى و هاجر تصفقان بحماس بينما حلا شارده فى زواجها المفاجئ .....
تم عقد القران وبدأت الفتايات فى الغناء والرقص والشباب فى ممارسه هوايه التحطيب
محمد غامزا باسم : ليك فى التحطيب ولا هتعرنا !
باسم بفخر : عيب يابنى تقول كلام زى ده
تدخل نادر فى الحوار هاتفاً بمزاح : هتعرنا طبعاً
ضحك كل من باسم ومحمد وبدأوا فى التحطيب .... انتهى محمد وباسم فاقترب حمزة بعد دعوة الحاج بلال له للتحطيب أمام العريس
حمزة مازحاً : متواخذنيش يا عريسنا ثم أشار برأسه جهه بلال الواقف ينظر جهتهم باستمتاع وأضاف : حكم الجوى
ضحك باسم وهتف : نحن لها يا أخ حمزة ولا يهمك إحنا رجال أفعال لا أقوال
تسلل نادر فى الخفاء لمناداه هاجر حتى يطمئن على مفاجأته لأخيه ويتأكد من وضعها له بغرفته ... لم يستطع الإقتراب أكثر فهو يعلم بإحتفالات النساء وقف حائراً يتلفت حوله باحثاً عن أحد الخدم ... فشاهدها .. حوريه وقد تخلت عن خيمتها السمراء كما يسميها .. إقترب منها وهتف حتى تستطيع سماعه
نادر : بس يا آنسه
أجفلت رحمه وإلتفتت له ثم ظهرت ملامح الضيق على وجهها وهتفت : انت إيييييه الى جايبك عند الحريم يا جدع انت
نادر بذهول : جدع انت ! إنتى بتكلمينى أنا يا إسمك إيه
تخصرت رحمه وهتفت من بين أسنانها : إسمى رحمه
نادر وكأنه يتذوق حلاوة إسمها بين شفتاه : رحمه
رحمه بانزعاج : فسح إكده خلينى أعدى
نادر عاقداً حاجبيه بتساؤل : أفسح إزاى !
دفعته رحمه منصرفه وهى تهتف : إكده ...
نادر لاحقاً بها : إستنى بس يا رحمه ممكن تناديلى اختى من جوة
نظرت له بتفحص وتسائلت : إسمها إيه أختك دى !
نادر : اسمها هاجر
رحمه منصرفه : طيب !!
إستند نادر على الجدار خلفه شارداً فى تلك الحوريه التى إختفت من امام ناظريه ....
ركض حيدر جهه والده مقبلاً له فحمله حمزة متسائلاً : مزهجتش من إهنه متوحشتناش !
حيدر : إتوحشتكوا جوى يابوى إنت وأمى
حمزة : زين تعالا إنسلم على العرسان و نرجع دارنا
أومأ له حيدر فأنزله حمزة ليسير جواره وتحرك جهه الحاج بلال
حمزة : ألف مبروك يا حاج بالإذن أنى أحسن البت باتعه زمانتها زهجت من الجعده وزهجت هنيه
ضحك الحاج بلال بانطلاق : خلاص يا ولدى إ................
قاطع حديثه قدوم باتعه تركض جهتهم وهى تجهش بالبكاء
باتعه : يا حاج بلال يا سي حمزة إلحجووووونى
إلتفت لها حمزة بسرعه وهتف : فى إيه يا بت مالك وكيف تهملى ستك هنيه لحالها
باتعه : الست هنيه .............
أنت تقرأ
خلخال ( الجزء الأول من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceروايه إجتماعيه تناقش معاناه المرأه فى المجتمع الشرقى ( قيد التعديل )