فى الصباح توجهت ليلى بصحبه أحد الغفر الى مزرعه الأسيوطى للخيول كما طلب منها الحاج بلال بعد إنتهاء وجبة الإفطار ... كما رأته أول مرة بهيئة المصارعين التى تشعرها بالضئاله بجواره لمحها فشمخت بأنفها بكبرياء وتقدمت نحوه .. ليلى : جدى قالى إنى هشتغل هنا
حمزة مضيقاً عينيه باستفهام : جدك !
ليلى بتأكيد : أيوة جدى بلال فيها حاجه دى
حمزة : لع مفيهاش
ليلى متلفته حولها : أنا شايفه إن المكان كله أحصنه هو انا هشتغل إيه هنا !
حمزة : إنتى هتوبجى التومرجيه إبتاعتى
ليلى بسخريه : تومرجيه وبتاعتك و هو انت دكتور
حمزة : إيوة داكتور وهمى معايا هنكشف على فرحانة
ليلى : فرحانة وإيه الى مفرح بسلامتها
حمزة باقتضاب متحركاً صوب الإسطبل : ورايا
ليلى مقلده له بهمس : ورايا
حمزة ملتفتاً لها : جولتى حاجه
ليلى بابتسامه سمجه : لا يا بلدينا ماقولتش إتكل على الله
حمزة مكملاً طريقه : يارب ماجتلهاش الحورمه دى
دلفا الى إسطبل الخيول وأقترب حمزة من فرسة بيضاء مربتاً على ظهرها برفق .. ثم هتف : لافينى عده الكشف
ليلى ببلاهه : عده إيه !
حمزة بنفاذ صبر مشيراً لحقيبه سوداء موضوعه فى أحد الأركان : أهى جارك همى
هرولت ليلى الى الحقيبه وحملتها ثم هتفت : هى تقيلة كده ليه إنت حاطت فيها إيه ظلط !
تناول حمزة الحقيبه فاتحاً لها دون رد وأخرج منها حقنه كبيرة وأشار لها لتقترب
ليلى رافعه يدها بخوف : أنا متطعمه على فكره
حمزة : دى مش ليكى دى لفرحانه همى إمسكيهالى
ليلى مقتربة : أمسكها إزاى
حمزة : إسندى راسها على كتفك إكده
ليلى مبتعده كمن لدغتها حيه : أسند راسها وعلى كتفى انت بتهزر صح
حمزة بانفعال : جلت إمسكى راسها معاوزش كتر حديت
ليلى مقتربه بخوف وفور أن همت بإمساك رأس الفرسة زمجرت فرحانه فابتعدت ليلى راكضه لخارج الإسطبل : يماااااااااا الحقووووونى
حمزة ولم يستطع كتم ضحكته : الله يسامحك يا حاج بلال جبتلى بلوة ....
------------------------------------------------
إختفت بعد حديثها مع جده . لم يعتد مراقبتها ولكن هدوء القصر لم يريحه .. أقبل على جده مقبلاً يده باحترام ثم جلس جواه متسائلاً : أمال ليلى فين مش سامعلها حس تكونش عقلت والعياذ بالله
بلال بإقتضاب : راحت شغلها
محمد بتساؤل ذاهلاً : شغلها !
بلال موضحاً : إيوة ليلى نفسها عزيزة وكان لازمن تشتغل علشان توافج تجعد فشغلتها فى مزرعه الأسيوطى
محمد واقفاً بغضب : وهتشتغل إيه فى مزرعه الأسيوطى
بلال بهدوء يخفى حيرته : عتشتغل ممرضه للداكتور حمزة
محمد طاحناً أسنانه : حمزة جوز هنيه
بلال بتأكيد : إيوة هو
محمد بانفعال : وتشتغل عنده ليه هى مزرعتنا مفيهاش شغل
بلال : لازمن تشتغل عند حد غيرنا علشان متفكرهاش صدجه منينا
كانت ندى قد إستمعت لحوارهما مصادفة وهى تبحث عن حيدر فاندفعت الى الغرفه وعيناها تقدحان شرراً : وإنت بتسأل ليه يا باشمهندس
محمد وقد أجفله دخولها المفاجئ : آآآبداً سؤال عادى يعنى
ندى بانفعال : والله عادى سبحان الله الى يشوفك يقول هترتكب جناية فى حمزة
نظر محمد لجده مناشداً العون فهتف بلال : تعالى يا ندى يا بتى جوزك كان بيسأل عادى متكبريش الموضوع دى برضك ضيفه عندينا
ندى بضيق : ده منظر واحد بيسأل عادى ثم وجهت حديثها لمحمد وقد ترقرقت العبرات فى عينيها : لو وحشاك أوى كده ردها مستنى إيه وبدون إنتظار رد إندفعت خارجه من الغرفه تسبقها دموعها
بلال بلوم : روح حصل مرتك يا ولدى ومتخربش على روحك
ثم نظر له نظرة ذات مغزى وهتف : الحمل الى كنت عاوزه وحوصل وليلى وطلجتها بكيفك محدش غصبك تطلجها
ثم إقترب مربتاً على كتفه : روح راضى مرتك والمأذون آنى كلمته علشان طلاجك من ليلى يوبجى رسمى
نظر له محمد بضيق ثم إندفع خارجاً من الغرفه
جلس بلال شارداً يفكر فى أحوال عائلته التى لا ترضيه يعلم محمد جيداً فهو متملك لأقصى درجه قد لا يحب ليلى ولكنه أبداً لن يرضى أن تكون لغيره .. وذلك بعد حمل ندى أبداً لا يبشر بخير ......
------------------------------------------------
نظر لسام من شرفة غرفته يطالعه بأسى وكأن جزء من روحه يفارقه كلما رآه ووالدته .. يحاول تجنبها منذ أتت كلما نظر لطفلها شعر بالحقد نحوها ووالدها .. ذلك الطفل كان له لولا ما فعله والدها .. وهى !
نعم يلومها كيف إستطاعت أن تمنح نفسها لغيره . كيف قبلت أن يحمل رحمها طفل لغيره . كيف !!
تربيتة على كتفه إيقظته من شروده فالتفت مواجهاً لها ... مها !! تلك التى لا يعلم ماهية علاقته بها
مها مشيرة برأسها لسام : إسمه باسم على فكرة
باسم بذهول : بتقولى إيه !
مها : بقولك إسمه باسم ثم صمتت قليلاً وتابعت : كنت بتحبها صح
نظر لها بصمت ثم أشاح ببصره فتابعت : مش لازم تقول بس عينيك وعينيها بيقولوا
إلتفت لها فابتسمت بأسى : أنا هساعدك يا باسم
باسم مضيقاً بين عينيه بشك : يعنى إيه !
يعنى قرب إنت منها رجعوا الى فات لسه الوقت مفاتش ويمكن ربنا جمعكوا تانى علشان ليكوا نصيب فى بعض
باسم مشيحاً ببصره : معادش ينفع يا مها
مها برفق : هند بتحبك يا باسم الأعمى هيشوف حبها فى عينيها وبعدين فكر شويه ليه خبت عنك إسم إبنها ... شرد فى الفراغ فتابعت : ولو عليا متقلقش أنا الى هطلب الطلاق هفهمهم انى مش عاوزاك واننا مختلفين عن بعض ومش مرتاحين سوا
باسم : إنتى مجنونه فى واحده تقول لجوزها كده !
مها بحزن : أنا مش زى أى زوجه يا باسم ولا ده جواز وانت متستاهلش كده
ثم إبتسمت له بامتنان وهتفت : الى عملته معايا عمرى ما هنساهولك أبداً وجه وقت رد الجميل
باسم بضيق : جميل !
مها بتأكيد : طبعاً جميل إنت سترتنى وأنقذتنى من الموت وأهلى من الفضيحه لما ده مش جميل أمال إيه الى يتسمى جميل ثم تصنعت المرح هاتفه : وبعدين كده هنعرف نحدد شكل لعلاقتنا وشكل أجمل وأنبل ثم مدت يدها باسمه : ها أصحاب !
بادلها باسم الإبتسامه ماداً يده : أصحاب
نظرت مها للأسفل ثم غمزته : حبيبه القلب لوحدها أهى فرصه روح وواجهها بكل الى جواك إتعاتبوا وإتصافوا وأنا هخلى بالى من هنا علشان محدش يشك
إبتسم لها باسم بإمتنان وهرول لخارج الغرفه
نظرت لتلك الجالسه تراقب إبنها بإبتسامه باهته . لم يعد من حقها أن تحلم ، لم يعد من حقها أن تشعر ، ما فرطت به قبلاً دون وعى ستدفع ثمنه من إحتراق روحها ونيران جحيمها الأبدى ، لن يكون لها زوجاً ولكنها أبداً لن تفرط فى صداقه مثله !!
------------------------------------------------
جلست حلا تكتب فى مدونتها على موقع التواصل ( كونى قويه ، عزيزة ، آسرة ، كونى مصدر العطاء ومنبع الأمان ، كونى رمز العزة والكبرياء ، كونى ما خلقتى عليه ، لا ما أرادوا أن تكونين ، اصرخى ، كسري القيود حول معصمك والاغلال التى تخنقك ، كونى قوية بربك لا بخلقه ، وتوكلى على الله فهو وحده حسبك ونعم الوكيل )
يوسف مصفقاً : الله قولى كمان يا ست لولو إشجينى
ضحكت حلا بإستمتاع وهتفت : هقول وأقول وجو حبيبي ورفيق كفاحى هيقول معايا
ضحكا باستمتاع فقاطعتهم طرقات منتظمه على باب الغرفه
يوسف : أدخل
دلفت ندى على إستحياء وهمست : أنا أسفه بس كنت عاوزة حلا شويه ممكن !
حلا بترحاب : طبعاً إتفضلى
يوسف متنحنحاً : طيب عن إذنكوا أنا هشوف باسم ثم خرج وأغلق الباب خلفه
حلا باسمه : واقفه ليه تعالى أقعدى يا ندى دى أول مره تدخلى أوضتى
ندى بتوتر : ك كنت عاوزة آخد رأيك فى حاجه
حلا بإهتمام وقد إعتدلت فى جلستها : خير !
ندى فاركة يدها : ب بصراحه إنتى أكيد عارفه ظروفى
أومأت لها حلا فأكملت بحزن : مش عارفه يا حلا حساه زعلان إنه طلقها من يومها حساه بعيد وسرحان والآخر سمعته بيكلم جدى النهارده ومتعصب جداً انها هتشتغل مع حمزة ابو حيدر
حلا بلوم : للأسف إنتى السبب
ندى بذهول : أنا
أومأت لها حلا : أيوة إنتى انا سمعت حكايتك كامله من يوسف انتى قبلتى تعرفى إنه إتجوز مرة ورا مرة وتعرفيه كمان إنك عرفتى وفى الآخر بنفسك جايباله عروسة !!ومستغربة إنه جاف معاكى
ندى بحزن : كنت فاكره إنى مش بخلف و...
حلا مقاطعة : وإيه يعنى مبتخلفيش هو بإيدك ولا إنتى الى منعتى نفسك ده قضاء ربنا وبعدين إفرضى هو مكانش بيخلف كنتى هتعملى إيه
ندى : والله كنت هتحمل علشانه وكان ممكن أتبنى معاه طفل واحمد ربنا على كده
حلا : بالظبط التفانى ثم اضافت برفق : إننى متفانيه زياده عن اللزوم يا ندى
ندى متسائلة : طب والعمل
حلا : إدى أد ما تاخدى يا ندى الحياه أخد وعطاء مش عطاء و بس ولا أخد بس هما كفتين مينفعش واحده تتطب لازم يبقوا فى نفس المستوى ثم همست بتساؤل : فاهمانى
ندى بإقتناع : فاهماكى ....
------------------------------------------------
تحرك خلفها بضيق ينتوى إيصالها للقصر ولكنها تركض امامه كفرسه تعدو فى سباق
إستوقفها هاتفاً : إخلعى الهباب الى فى رجلك دى حاسس كإنى برمح ورا فرسه حدوتها مفكوكه منيها
ليلى بغرور : ده خلخال إيش فهمك إنت يا أخو كين فى الحاجات دى
حمزة بإستفهام : كين !!
ليلى متخصرة : إيه متعرفهوش
حمزة بإستخفاف : لا معارفهوش يا أمو المفهومية
ليلى متخصرة : بتتريق ده واحد ضخم شبهك وتحسه قفل كده شب .. وإبتلعت باقى كلمتها عندما إقترب منها فجأه قابضاً على معصمها وهتف من بين أسنانه : بصى بجى لو أهلك مربوكيش على إنك تحترمى الراجل الى جدامك ولا جوزك لهفك جلمين نزل صف إسنانك فى بجك وده خلاكى سايجه فيها ف لحد عندى وتجفى فاهمه ولا أعيد !
ليلى نافضه يده بغضب : لا مش فاهمه وورينى هتعمل إيه
حمزة بغضب : إتجى شرى أحسنلك
ليلى : خلاص أنا هسكت بس مش علشانك
حمزة بتساؤل : أمال علشان إيه !
ليلى مغيظه له : علشان إنت ضخم وممكن تضرنى ... وقبل أن ينطق كانت قد إختفت عن أنظاره ...
------------------------------------------------
جالسه تتابع النظرات المستتره بينهم بحزن داخلى ولا مبالاه ظاهريه تمزح مع الجميع وكأنها عروس سعيد
دلف نادر الى القصر بحماسه المعتاد وهتف مساء الخير يا أهل الدار
رد الجميع التحيه فاقترب نادر من اخاه وهمس : أمال فين بطوط
باسم : فى أوضتها ليه !
نادر : عاوزك فى موضوع مهم إنت وهى
باسم : خير !
نادر هامساً : لأ مش هنا تعالا فى أوضه بطوط
إستأذنا من الجميع وتحركا الى غرفه والدتهما
فى داخل الغرفه جلس باسم بجوار والدته على السرير ثم هتف بتساؤل : ها أدي بطوط أهى إتفضل إتكلم
نادر : بصوا بقى بصراحه كده ومن الآخر أنا نويت اخطب
تبادل كل من باسم ووالدته النظرات ثم أعاد باسم نظره له هاتفاً : طيب ما نستنى لما نرجع مصر ملقيتش غير هنا تفاتحنا فى الموضوع ده
نادر : علشان العروسه من هنا
باسم بذهول : نعم إنت لحقت
نادر بحركه مسرحية : الحب يا بسوم يدق الابواب فى أى وقت زى الإدمان بالظبط
باسم مازحاً : ومين تعيسة الحظ الى أمها داعية عليها دى فى ليلة القدر
نادر معاتباً : الله يسامحك على فكرة
باسم ضاحكاً : إخلص يا غلس
نادر : رحمه أخت حمزة الإسيوطى ..
أنت تقرأ
خلخال ( الجزء الأول من سلسلة ألحان حوائية )
Romantizmروايه إجتماعيه تناقش معاناه المرأه فى المجتمع الشرقى ( قيد التعديل )