ذاهله ناظره امامها بشرود بعد ان خرج كل من ليلى والطبيب من غرفتها تتلمس بطنها وتسترجع كلام الطبيب معها
فلاش باك
تبادلت كل من ندى وليلى النظرات الذاهله ... أعادت نظرها للطبيب وهتفت : إزاى
الطبيب مستفهماً : إيه الى إزاى !
ندى مبتلعه ريقها : إزاى حامل انا مبخلفش !
الطبيب : مين قال لحضرتك انت مبتخلفيش !
ندى : انا بقالى سنين متجوزة وعملت كل المحاولات علشان اخلف مفيش اى حاجه جابت نتيجه معايا حتى الحقن المجهرى فشل
الطبيب بابتسامه هادئه : وده الى فهم حضرتك انك مبتخلفيش ؟
اومأت له ندى فتابع : حضرتك معندكيش موانع للحمل بدليل انك حامل دلوقتى كل الموضوع نصيب ومعاد ربنا كاتبه ومحدش يعلم الغيب غيره
ندى برجاء : حضرتك متأكد يعنى من الحمل
الطبيب بهدوء : طبعاً متأكد من الى بقوله لحضرتك وياريت تشرفينى فى العياده هنعمل سونار وتشوفي البيبي بنفسك
ندى بسعاده محتضنه بطنها : ح حاضر يا دكتور ربنا يخليك انا متشكره أوى مش عارفه أقولك ايه انت رديتلى روحى تانى
الطبيب بابتسامه ودود : الف مبروك يا مدام ندى
باك
إقتحم محمد الغرفه منتشلاً لها من شرودها ... إقترب منها مسرعاً وأحتضنها معتصراً لها بين يديه هاتفاً : أخيراً يا ندى الحمد لله
إعتصرت ندى قميصه وبدأت فى البكاء هاتفه من بين دموعها : مش قادره أصدق يا محمد انا كنت فقدت الأمل انا فرحانه أوى حاسه قلبى هيقف من الفرحه
أبعها محمد عنه برفق ووضع سبابته على شفتيها وهمس لها : متقوليش كده ربنا يخليكى ليا ثم نظر لبطنها المسطح وتلمسه بيده وأردف : ربنا يخليكوا ليا .....
كانت ليلى تتابع المشهد من فتحه صغيره فى باب الغرفه بعد ان انصرف الجميع بأعين دامعه . لم تحب محمد يوماً تعلم ذلك جيداً وسعيده تكاد تطير فرحاً من أجل ندى التى من الله عليها أخيراً ولكن !! لا تعلم لمَ تلك الغصه التى تقبض على انفاسها وكانها تقتلع روحها من جسدها . إبتعدت عن الباب بهدوء وسارت شارده بين الجمع السعيد بخبر حمل ندى حتى إرتطمت بأحدهم فهمت بالإعتذار
ليلى : أ أسفه
جمالات بتشفى : ضرتك الى مكانتش بتخلف حامل أهى وانتى ثم نظرت لها من أعلى لأسفل وتابعت بحقد : هتبقي بره ..
بلال صارخاً : جمالات !!
إنتفضت كل منهما على اثر صيحته المفاجئه
جمالات بتلعثم : ع عمى اإنت هنا من إمتى
بلال بغضب : من أول حديتك الماسخ مع البنيه يلا همى من جدامى شوفى ولدك وندى
تحركت جمالات مسرعه مبتعده عن ذلك البركان الذى كان على وشك الإنفجار فى وجهها ...
أشار بلال لليلى الباكيه بهدوء : تعالى يا بنيتى عاوز أتحدت معاكى
أومأت له ليلى وإتبعته حتى وصلا للمضيفه
جلس بلال واشار لها لتجلس بجواره
ربت على كتفها بحنان أبوى : متزعليش يا بتى من جمالات هى إكده لسانها متبرى منيها بس جلبها طيب صدجينى
ليلى : مصدقاك يا عم الحاج وهى بردو معاها حق أنا مهمتى خلصت
بلال بشك : يعنى إيه !
ليلى بشموخ بعيداً كل البعد عن إنكسار روحها : يعنى هطلب الطلاق من محمد انا فرحانه ليهم يا حاج من قلبى الست ندى طيبه وتستاهل كل خير
بلال بأسي لحالها : وانتى يا بتى ! انتى كده هتوبجى مطلجه مرتين والناس مبترحمش
ليلى بابتسامه ساخره : عادى يا حج مش هتفرق انا اتعودت وكل واحد بياخد نصيبه
بلال بتساؤل : وهتعملى إيه !
ليلى بثقه زائفه : هطلب الطلاق من محمد وأروح لحالى ............
------------------------------------------------
تحترق روحها بنيران الندم كلما شاهدتهما سوياً تعلم تمام العلم أنه خطأها ولكن ما ذنبها هى مجرد انثى فى مجتمع نصب نفسه قاضياً وجلاداً أرغمت على الزواج بغيره وها هى وحدها تدفع الثمن . يأمر الرجل وتطيع المرأه وعندما أطاعت والدها !!! المعاناه من من نصيبها وحدها ولا أحد يبالى سوى بنفسه فعل من العار ان تطيع الفتاه أهلها أم ان العار الحق يقع على أهل لم يتقوا الله فى فلذات أكبادهم !!!
باسم الصغير نعم باسم طفلها الذى انجبته من غيره فبرغم حرمانهم لها من باسم الكبير لم تستطع سوى أن تتمسك فى حقها بأن تعيش لطفل يحمل إسمه ولو كان لغيره !!!
حتى الآن لم تناديه بإسمه أمامه و لم تنس رجائها لحلا ويوسف على الفعل بالمثل لا تريده أن يعرف أبداً لن يعرف فسيظل إسمه الحركى (سام ) هو ما ستدعوه به امامه
نظرت لطفلها الذى يلعب مع حيدر بحنان فهو إرثها ووريثها تطالعه يلعب بحماس مع صديقه الجديد وفى لحظه مجرد لحظه لم تدرى ما حدث فيها باسم الصغير يصرخ متألماً بعدما سقط أرضاً مرتطماً بكتله من الحجاره كانت تستقر فى جانب من حديقه القصر ...
هند بصراخ وهى تركض نحوه : باسم !!!!
إلتقطت إبنها حامله له تنظر للجرح فى ساقه بقلق غافله عن زوج من الأعين تطالعانها بذهول !!!
هند ببكاء محتضنه إبنها : مش قولتلك براحه حرام عليك انا مليش غيرك
ركض حيدر صوبهما وجثا على ركبتيه : خالتى انى والله كنت بلعب إمعاه مجصديش
هند برفق مربته على وجنته بحنان : متخافش يا حبيبي الحمد لله جت سليمه ثم وقفت حامله إبنها : تعالا ننضفله الجرح قبل ما يتلوث ......
------------------------------------------------
جالسه فى غرفتها واضعه حاسوبها على قدمها ومنهمكه فى الكتابه
دلف الى الغرفه فلم تنتبه له .. سار على أطراف اصابعه بهدوء ووقف خلفها بابتسامه حنون يطالع ما تكتب
(للمرأه روح قويه . شامخه كالطود العظيم . تأبى الإهانه . وتمقت الخضوع . روح ثائره مثابره تنتظر أن تزأر يوماً . معلنه رفضها . معلنه وجودها . روح تصرخ بداخلها تشهر اسلحتها وتتحصن بدروعها . روح مستتره خلف قناع الخضوع تنتظر بفارغ الصبر ان تنبثق من غروبها وتشرق فى غدٍ بلا دموع !!)
يوسف بانبهار : الله إيه الكلام الجامد ده
إلتفتت له حلا مجفله : إنت جيت إمتى
يوسف وهو يجلس بجوارها : لسه داخل بس كان عندى فضول أعرف ايه الى مخليكى مركزة اوى كده لدرجه محسيتيش لما دخلت الاوضه
حلا باسمه : هممم وعرفت
اومأ لها يوسف ثم إقترب محتضناً وجهها وهمس : وفخور بيكى جدا ومع قضيتك جدا جدا جدا
حلا بتساؤل : ليه
يوسف مبتلعاً ريقه : ليه إيه !
حلا : ليه يا يوسف مهتم بقضايا المرأه بالشكل ده انا عمرى ما شفت راجل كده ويمكن كان ده سبب رفضى لكل الى إتقدمولى . ثم نظرت له بحب : بس انت فعلا مختلف ...
يوسف محاولاً المزاح : طبعا مختلف مش وعدتك ان عمرك ما هتندمى ولا هتطلبى انفصال
حلا ضاحكه : ده كان على الخطوبه الى مكملتش شهر
يوسف متسائلا : طب ندمتى !
أومأت حلا نفياً : لا وعمرى ما هندم
ثم تحولت ملامحها للجديه وهمست : بس نفسي أعرف ايه السر الى مخبيه عنى يا يوسف ده حقى
إبتعد عنها يوسف ونظر للفراغ بشرود : مسيرك هتعرفى يا حلا .......
------------------------------------------------
تحرك نادر جهه المكان الذى قابلها به أول مره آملاً أن يراها ويعرف من تكون كما يفعل كل يوم منذ أن رآها فى حفل عقد القران
يا الله نفس الكومه السوداء مابالها تلك الفتاه بعبائه امها تلك !!
نادر مقترباً بهدوء : بتعملى ايه تانى انتى ايه حكايتك مع التفاح يا تفاحه
إعتدلت رحمه وهتفت من بين اسنانها : مسميش تفاحه
نادر مازحاً : هو انا أعرفلك إسم تانى اناديلك بيه !!
رحمه : ملكش صالح
نادر برفق : إحنا قرايب صح مش انتى كنتى فى فرح أخويا
رحمه : كنا جرايب بس خلاص
نادر بشك : مش فاهم
رحمه : يعنى الى كانت سبب جرابتنا الله يرحمها
نارد بتساؤل : هنيه !
اومأت له وترقرقت الدموع فى مقلتيها
نادر بهدوء : انا اسف والله مكنتش اعرف البقاء لله
رحمه : البركه فيك
نادر بتساؤل : يعنى إنتى أخت جوزها ثم فرك رأسه مفكرا قليلا ثم هتف مشيراً بسبابته نحوها : حمزة صح
رحمه : إيوة صوح بالإذن
نادر لاحقا بها : طب حتى عرفينى إسمك إيه
رحمه من فوق كتفها : رحمه
------------------------------------------------
أخذت تدور فى الغرفه بلا هواده تنتظر قدومه بقلق من القادم لا تدرى ماذا ستفعل بعد ولكنها موقنه تماماً أن ما إنتوته هو الفعل الصواب فى موقفها ذاك
دلف إلى الغرفه بهدوء وأغلق الباب خلفه ثم إقترب منها متسائلاً : خير يا ليلى أول مره تقولى انك عاوزانى
ليلى مبتلعه ريقها : الاول مبروك وربنا ينتعها بالسلامه
محمد باستنكار : ينتعها !
زفرت ليلى بضيق ووضحت : يعنى تقوم بالسلامه
محمد بفهم : اااه الله يسلمك يارب يا ليلى
ليلى بتوتر : أقعد لو سمحت عاوزة اقولك حاجه
جلس محمد ونظر لها بتساؤل : قولى
ليلى : دلوقتى الست ندى الحمد لله ربنا جبر خاطرها وحبلت فيعنى .. هممم ااااا
محمد بنفاذ صبر : ما تنطقى يا ليلى فى ايه
ليلى : يعنى وجودى مبقاش له لازمه دلوقتى ثم شمخت بأنفها وهتفت : طلقنى
محمد مضيقا عينيه : نعم !
ليلى متظاهره بالتماسك : طلقنى إيه مسمعتش
محمد : لأ سمعت بس مش فاهم السبب يعنى
ليلى : السبب ان الست ندى حامل تقدر تقولى انا بقى لازمتى ايه
محمد بعند : وهو من قبل حمل ندى كان لازمتك إيه تقدرى تقوليلى !
ليلى بتساؤل : يعنى ايه
محمد : يعنى انتى بترفضى انى اقربلك كنتر هتحملى إزاى بالبلوتوث !
ليلى بضيق : والنبى كلمنى عربى الله يسترك
محمد : كنتى هتحملى إزاى وانتى مانعه نفسك عنى
ليلى بتلعثم : ي يعنى يمكن كان عندك أمل
محمد برفق : بصى يا ليلى انا فاهم قصدك وعارف ليه بتقولى كده بس مش علشان ندى حامل هرميكى
ليلى بكبرياء : بتعطف عليا يعنى !
محمد بانفعال : إحسبيها زى ما تحسبيها
ليلى بعند : وانا مش عاوزاك والحقيقه انى ماصدقت أخلص منك اصلا وجاتلى فرصتى
محمد بذهول : إيه !
ليلى : دى الحقيقه انا اتورطت فى جوازتى بيك علشان دين الست ندى وانا أعتقد سددت دينى وهى بقت حامل فياريت نفضنا سيره بقي
محمد بغضب : ده آخر كلام عندك
ليلى : ايوة ومعنديش كلام غيره يتقال انا مبحبكش مبقبلكش إفهم بقي
محمد : تمام يا ليلى وانا مبفرضش نفسي على حد مش محمد الصاوى الى يغصب واحده عليه
ثم تحرك جهه الباب والتفت لها هاتفاً : إنتى طالق يا ليلى
وصفق الباب خلفه بعنف
وهنا إنهارت كل قواها الزائفه وسقطت على الأرض محتضنه نفسها بأعين باكيه وقلب مثقل بخوف من ماضٍ قاسى و غد لا يبشر بالخير فى مجتمع لا يرحم المطلقه ولكن هذه المره المطلقه مرتين !!!!!
أنت تقرأ
خلخال ( الجزء الأول من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceروايه إجتماعيه تناقش معاناه المرأه فى المجتمع الشرقى ( قيد التعديل )