عادت من عملها منهكة القوى .. بمجرد ان دلفت للقصر جلست على أول مقعد مقابلاً لها وخلعت حذائها وهى تتأوه
خاله ليلى خاله ليلى
ليلى ناظرة بطرف عينيها : عاوز إيه يلا مش كفايه أبوك عليا
حيدر بغضب : ماله أبويا سيد الرجال
ليلى وقد تذكرت ملامحه الباسمه : إحم ها انجز يابنى فى ايه
حيدر متلفتاً حوله ثم إقترب منها هامساً : خاله هند وسامى إبنها ...
ليلى ضاحكه : سامى !! منه له .. ها كمل ماله سي سامى
حيدر بحزن : عاودوا مصر
ليلى بتساؤل : ليه !
حيدر بغضب : آنى وسامى كنا بنلعب جه راجل إتخين إكده ومعاه راجل تانى جالوا انهم جوزها وأبوها خدوا سامى دخلوه عربية مع مرة إكده كابيرة فى السن كيف الخاله جمالات
ليلى ضاحكه : كيف الخاله جمالات ملهوش زى يا حبيبي كمل كمل
حيدر مكملاً : الراجل التاخين دهون مسك الخاله هند من شعرها إكده ثم قبض على يده وتابع وفضل يضروبها وعم باسم هو وعم يوسف حاولوا يخلصوها من يده واتعاركوا
ثم تبدلت ملامحه للحزن وتابع : بس وافجت تروح إمعاهم وأخدت صاحبى سامى إمعاها ألعب مع مين دلوك
ليلى بغضب : خدوها إزاى دول صحيح فى أهل عاوزة الحرق .. ثم نظرت له وكأنها قد تذكرت شيئاً : تلعب مع مين دلوك !!! إنت ياض جبلة ! هو ده الى همك هممم أقولك إية رأيك تيجى معايا بكرة تلعب مع الأندر تيكر !!
حيدر باستفهام : أندر مين !
ليلى باستياء : مش اندر حد يابنى روح الله يسهلك أنا خُلقى كنز ومش حمل غبائك خالص دلوقتى
نظر لها بغضب فأشارت له ليقترب وهمست : أمنا الغولة فين
حيدر ضاحكاً بطفولية : أكيد جصدك الخالة جمالات
ليلى قارصه وجنته : ماشاء الله اذكى إخواتك زى الى جابك ها فين بقي !
حيدر مشيراً لخلفها بسبابته وهو يضحك : أهى
إتسعت حدقتا ليلى وأشارت بسبابتها للخلف متسائله فأومأ برأسه موافقاً
ليلى من بين اسنانها : طيب يابن حمزة بتسلمنى تسليم اهالى
حيدر مقترباً بهمس : بتبصلك كيف الغولة شكلها ناويه تاكلك
ليلى مبتلعه ريقها : الله يطمنك ثم إلتفتت للخلف وهتفت : إزيك يا تانت أمو محمد
جمالات بسخرية : إسمها تاانت !
ليلى بسخرية مماثلة : أمال إسمها إيه يا تانت مش إنتى مبيعجبكيش أمو محمد أدينى بدلعك اهو ثم همست لنفسها يكش يطمر
جمالات بتساؤل : بتقولى إيه !
ليلى بتساؤل : بس يعنى القصر هادى كده إنتى عملتى فيهم إيه !
جمالات بانفعال : ليه شايفانى مجنونه زيك
ليلى بمهادنه : خلاص يامو محمد أنا اصلاً راجعه تعبانه .. ثم نظرت لحيدر ماده يدها له : يلا يا حيدر ناكل وننااااام عندى شغل من بدرى ......
------------------------------------------------
واقف فى شرفة غرفته لم يشأ الخروج ومواجهه الجميع ما حدث لن يسامح هند تلك المرة عليه .. نعم يعلم إنها مجبرة ولكن حقاً لقد طفح الكيل .. أقتربت منه بهدوء قاطعه عليه شروده وهمست بتساؤل قلق : إنت كويس !
زفر باسم ثم إلتفت حتى اصبح مقابلاً لها وتسائل بسخرية : إنتى شايفة إيه ؟
مها بحزن ناظرة فى عمق عينيه : شايفة إنسان قوى وراجل بجد بيمر بمحنه بس عارفه ومتأكده إنه قوى وهيعديها بإذن الله
باسم بشرود : تفتكرى
مها بثقة : متأكدة
باسم باسماً بإمتنان : متشكر اوى يا مها بجد
مها : متشكرنيش يا باسم انا لو قعدت عمرى كله اشكرك مش هوفيك حقك
باسم : طيب يلا نصلى العشا وننام لانى نازل بكرة مصر مع يوسف وحلا بكرة اول جلسه
مها بخوف حقيقى : إنت هتروح معاه المحكمه
باسم : طبعاً و طلبت من الحاج بلال كام واحد يبقوا معاناً تحسباً لأى حاجه خصوصاً معانا ست
اومأت له مها بتفهم ودلفت للغرفه ......
------------------------------------------------
حاولت النوم بلا جدوى أخذت تتقلب فى فرشتها فى محاولات فاشلة لأن تغفو ولو قليلاً
يوسف : مش جايلك نوم !
حلا : إنت لسه صاحى
مال بجسده على جانبه مواجهاً لها وتلمس وجهها بحنان هامساً : أنا دى عادتى فى أول يوم مرافعه بس إنتى ليه مش جايلك نوم
زفرت حلا هامسه : خايفه معرفش ليه الراجل ده من أقذر الناس الى وقفت قدامهم ومضمنش يعمل إيه ده حاول يقتلك
يوسف برفق : يهددنى .. الراجل ده مش بيورط نفسه فى قتل ده جبان وآخره تهديد زى بالظبط ما بيعمل مع البنات بالظبط بس هم بيخافوا أنا لأ الى عملوا زودنى عند وإصرار أنا مش خايف أنا متحمس وجداً كمان
إلتصقت به دافنه رأسها فى صدره محتضنه لخصره بحب وهمست : أنا فخورة اوى بيك يا يوسف
قبل قمه رأسها وشدد من إحتضانه لها فرفعت له وجهها وهمست برجاء : ممكن نروح عند ماما بعد الجلسه !
يوسف بتساؤل : متأكده
أومأت حلا موافقه بابتسامه فأحتضنها معتصراً لها بين يديه وهمس أمام شفتيها : ربنا يخليكى ليا ....
------------------------------------------------
فى الصباح
بعد أن انتهى الجميع من وجبة الإفطار توجه بلال بالحديث لباسم هاتفاً : باسم يا ولدى جبل ما تمشي عاوزك فى المضيفه إنت ومرتك ثم وجه نظره لمحمد متابعاً وانت إمعاهم ثم تركهم وانصرف
نظرت مها لباسم بتوتر فابتسم لها مطمئناً وربت على يدها برفق ... بعد ان ذهب محمد وباسم ومها للحاج بلال ...
ليلى : طيب انا هاخد حيدر ورايحه الشغل
جمالات : أحسن البيت هيبقي هادى شويه من دوشتكم انتى وهو
ليلى متخصره : ليه يا تانت امو محمد كنا قاعدين على راسك واحنا مش عارفين ولا بناكل وبنمسح فى جلابيتك
جمالات بغضب : إحترمى نفسك يا بت إنتى
ليلى : لما تحترمى سنك الأول هبقي احترمه أنا ثم إقتربت منها هامسه : وبطلى غل مش فاهمه مابتخيش ليه الى اعرفه ان الغلاويين بياكلوا فى نفسهم لحد ما يختفوا انما انتى ثم نظرت لجسد جمالات الممتلئ وتابعت : بتتخنى بتفكرينى بالجمل ثم إقتربت منها هامسه بخبث : هو انتى بتكترّى الأكل زى الجمل !
جمالات بتساؤل : بإيه
ليلى موضحه : بتكترّى إيه متعرفيهاش يعنى زى الجمل كده بيحوش الميه فى جسمه علشان كده بيعيش فى الصحرا عادى
جمالات بسخرية : لا ومثقفه كمان
ليلى بكلمات ذات مغزى : لا بس بشوف عالم الحيوان كتير
ثم نظرت لحيدر مبتسمه وهتفت بثقه : يلا يا حيدر نلحق أبوك قبل ما يعمل ريست إن بيس ويخلصنا منه ......
------------------------------------------------
دلف الجميع الى المضيفه بهدوء وجل فنظر لهم بلال وهتف : هتفضلوا واجفين إجعدوا مش هأخركم
جلس الجميع فوجه حديثه لباسم بصرامه : عاوز أفهم الى حوصول جبل سابج والناس عندينا إيه الى بينك وبين هند !
باسم بلا مبالاه ظاهريه : محصلش حاجه مفيش بيننا حاجه
بلال بغضب : إنت فاكرنى عيل إزغير إياك عيب على شيبتى يا باشمهندز
محمد متدخلا فى الحوار : هند كان هيخطبها من زمان ومحصلش نصيب يا حاج والموضوع خلص
بلال : لع مخلوصش الى شوفته إمبارح بيجول غير إكده
باسم : يا حاج اصل ..
بلال مقاطعاً له بانفعال اجفل تلك المنكمشه على نفسها بجانب زوجها : معاوزشي كدب لو معارفش تحترم الدار الى انت فيه ولا الشيبه الى فى دجنى دى يبجى كل واحد إيروح إلحاله
لم تستطع السكوت اكثر وضميرها يعذبها لما يتلقى كل ذلك التوبيخ دون رد . لا تستطيع تحمل إهانته بتلك الطريقه وطرد جدها الضمنى له فهتفت دون وعى : ليه كل ده عمل ايه ده بدال ما تحطوه فوق راسكم على الى عمله علشانكم
نظر لها باسم محذرا فتابعت دون إكتراث : كفاية بقي هو ميستاهلش كل ده كفاية الهم الى هو فيه عمل ايه يعنى
بلال طارقاً بعصاه على الأرض : إنتى بتعلى صوتك جدامى
باسم متدخلاً : متقصدش يا حاج ثم نظر لها بتحذير وتابع : هى بس كانت متضايقه علشانى وانا عمرى ما ازعل من كلامك وعارف انك بتعتبرنى فرد من العيله وانا عارف إنى غلطت وبعتذر بس فعلا مفيش بينى وبينها أى حاجه ممكن اكون حنيت للى كان وده غلطى الى بعتذر عنه بس مفيش اكتر من كده
نظر له بلال بشك وطرق بعصاه مجدداً على أرض الغرفة هاتفاً : ماشي يا ولدى ثم اضاف محذراً : بس لو عرفت إنك إبتكدب علي شيبتى دى حسابك هيكون عسير .. هم علشان متتأخرش الغفر جاهزين من الفجر برة .....
------------------------------------------------
ركض حيدر بسعاده عندما لمح والده يقف فى وسط المزرعه بجوار فرسه رماح هاتفاً : أبووى
إلتفت له حمزة بابتسامه وتلقفه بين احضانه متشمماً رائحته معتصراً له بين يديه هاتفا : إتوحشتك يا ولدى كل ما آجى الجصر ألتجاك نايم ثم اضاف معاتباً : يصوح إكده
حيدر بطفولية : ما انت الى بتأخر خاله ليلى يابوى ثم إقترب هامساً فى اذن ابيه وهو ينظر لها بطرف عينيه : هى مجنونه بس الجصر من غيرها يخنج
ضحك حمزة بانطلاق ناظراً لها ثم غمز ولده هامساً : صدجت يا ولدى مجنونه
ليلى بضيق : إنتوا بتتوشوا فى ايه منك له وبتبصولى
حيدر : شوفت يابوى أهى الجنونه هتطلع علينا اهى
ليلى بذهول : جنونه !!! جنونه مين يا قزعه انت شوف طولك من طولى
حيدر بفخر طفولى : طب آنى أزغير وبكرة أكبر ثم اشار للواقف جواره وتابع : وأبجى كيف ابويا إكده
ليلى هامسة من بين اسنانها لنفسها وهى تنظر للجانب الآخر : زى ابوك هو ابوك ده له زى ده تنين متحرك
حمزة بصوت مرتفع : بتجولى إيه يا مرة
ليلى بتأفف : هو انت معندكش غير مرة دى بصراحه بحس كانك بتشتمنى
حمزة بهدوء : عارف
ليلى ببلاهة : نعم إنت قاصدها يعنى
حمزة ببرود : لع مجاصدهاش وهمى شوفى المهرة علشان نطمنوا عليها
تحركت ليلى بانفعال فهتف : خلى يالك من الحدوة توجعك
ولم يكمل جملته حتى كانت مفترشه للأرض بعد تعثرها فاشار حيدر عليها ضاحكاً : إتكبت يابوى كيف اللطخ
نظرت له ليلى وهتفت من بين اسنانها : لطخ أنا لطخ يا شبر ونص
نظر كل من حمزة وحيدر لنفسهم وانفجرا فى الضحك
ليلى بضيق : ممكن أعرف إيه الى معوم فشه جنابك منك له
حيدر وحمزة فى نفس الوقت : الشنب ....
أنت تقرأ
خلخال ( الجزء الأول من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceروايه إجتماعيه تناقش معاناه المرأه فى المجتمع الشرقى ( قيد التعديل )