فى الصباح بأحد الشركات الهندسيه
طُرق باب مكتبه فاذن للطارق بالدخول ، نظر للواقف أمامه بإستفهام وأردف
باسم : محمد ! خير مش بعاده يعنى تيجى مكتبى
جلس محمد على المقعد المقابل لمكتبه وزفر بضيق مجيبا : قرفان يا باسم عيشه بقت تطهق
باسم مازحا : باسيتو باسيتو يا حبيبي
محمد بضيق : وقت هزار ده !
باسم عاقداً حاجبيه : لا كده الموضوع كبير ... ثم نهض ملتفا حول مكتبه وجلس مقابلا له واردف باهتمام : ها حصل ايه تانى ؟
محمد بانفعال : معرفش البيت كله مش مريح ندى واخده جنب منى وماما مش طايقاها وكل شويه مشاكل ومها علطول سرحانه وماما بتشتكى انها مش بتاكل وعلطول حابسه نفسها فى اوضتها حتى لسه دلوقتى مكنسله اتصالى ثم زفر بضيق نازعاً ربطه عنقه بانفعال وأردف : انا جبت أخرى
هم باسم بالحديث فقاطعه رنين هاتف محمد ، إستل محمد هاتفه من جيب بنطاله ونظر به ثم قذف الهاتف بعصبيه على المكتب
نظر باسم للهاتف ثم أعاد نظره لصديقه وأردف مشيرا للهاتف : طب بزمتك ذنبه إيه الغلبان ده ترميه كده ... وأضاف متسائلاً : مين الى بيتصل ؟
محمد بغضب : دى الطليقه رقم ٣ عاوزانى اردها
باسم بنبره لوم مصطنعه : الست حبتك يا قاسي
حاول محمد كتم ضحكته دون جدوى فبادله باسم الإبتسامه وأردف برفق : طيب إهدى كده .. ثم نظر فى ساعتها واردف : مش انت عندك اجتماع كمان ربع ساعه !
محمد : ايوة للأسف ثم اضاف برجاك : اعمل انت الإجتماع انا اعصابى مش فيا
أومأ باسم موافقاً وأردف : خلاص يا باشا انا هروح مكانك
شكره محمد ثم وقف وتحرك مغادراً للغرفه
------------------------------------------------
دلفت الى حجره الطبيب تنظر حولها بذعر تعتصر ذراع حقيبتها بين أناملها ، نظرت للواقف أمامها بمعطفه الذى من المفترض ان يكون أبيض اللون ولكنه يبدو كمريول لأحد الجزارين تناثرت عليه بقع الدماء كلوحه سيرياليه تجسد أعمق مخاوفها ، إبتلعت ريقها بتوتر وتصبب العرق من جبهتها والبروده إجتاحت بدنها
تحدثت الممرضه خلفها وهى تلوك شيئاً ما فى فمها : ما تتحركى ياختى ولا مكسوفه
ثم تشدقت هاتفه باستهزاء : لما انتى خايفه كده كنتى اتنيلتى ليه ثم دفعتها مردفه : يلا يا دكتور علشان فى حالات تانيه بره
إبتسم لها بسماجه واقترب من تلك التى إرتعش بدنها فور ملامسته لكتفها وأردف : إطلعى على سرير الكشف
------------------------------------------------
بعصبيه أغلقت هاتفها وعاودت النظر فى الأوراق المتناثره على مكتبها بنصف عقل .. لا تريد إغضاب والدها ولكنها تعلم ان أخاها يرغب فى تزويجها بدعوى انه لا يستطيع الزواج قبل أخته الصغرى فيسعى جاهداً للتخلص من تلك العثره التى تعترض طريقه ، منطق مجتمعى سخيف لم تتقبله ولن تقبل به مهما كلفها الأمر .... لقد ملت من إختيارات أخيها التى لا تلائمها فإما ان يكون شخص سطحى لا يلائم فكرها وإما ان يكون كشخصيه السيد أحمد عبد الجواد (سي السيد ) ينتظر حين عودته من عمله تلك الأمينه الخانعه التى تنتظره لتغسل قدمه بالماء والملح ..... إبتسمت بسخريه لمسار أفكارها ونظرت فى ساعتها ... سيحضر (عريس الغفله) لبيتهم بعد ساعه من الآن .....
------------------------------------------------
جالس فى مكتبه يراجع أوراق بعض الصفقات التى ناقشها مع أعضاء مجلس الإداره بالنيابه عن صديقه .. نظر فى ساعه الحاسوب ولملم باقى الأوراق ليتابع عمله فى المنزل وهم بالخروج من غرفته ..... صوت رنين هاتف استوقفه ... ضيق عينيه بشك ووضع يده فى جيب سترته وأخرج هاتفه .. لم يكن الرنين نابع من هاتفه فكيف يكون صوته بهذا القرب ... تلفت حوله فلمح إضائه الهاتف على مكتبه ولكنه ليس هاتفه انه ... هاتف محمد
باسم محدثا نفسه : تلاقى البيه بيتصل بيا علشان اوديهوله
تقدم متناولاً الهاتف ثم فتح الخط
باسم : ألو
المتصل : .........
باسم : أيوة هو بس....
المتصل : ............
باسم بذعر : انت بتقول إيه مستشفى إيه !!!
المتصل : ..............
اغلق باسم الخط واندفع لخارج غرفته ثم الشركه
فى الطريق اتصل باسم بأخاه واخبره بانه سيتأخر فى عمله ولا ينتظروه على الغداء حتى لا يثير قلق والدته ... انهى الإتصال ثم بحث فى الأرقام قليلا .. توقفت انامله ونظر امامه مفكراً ثم حزم أمره واغلق الهاتف ووضعه مجددا فى جيب سترته وتابع طريقه
------------------------------------------------
أمسكت ندى باوراق التحاليل تتفحصها بابتسامه حزينه ثم نظرت للواقفه بجانبها وكأنها أمسكت بالجرم المشهود تنظر نحوها بأسي
ليلى بضيق : لو متضايقه يا ست ندى بلاش انا حبيتك اوى
ابتسمت لها ندى بامتنان وأجابتها : لا يا ليلى انا قررت خلاص وانتى أحسن من غيرك ثم صمتت قليلا وأردفت : باباكى خروجه النهارده صح
أومأت لها ليلى موافقه فأردفت محاوله التظاهر بالتماسك : خلاص بكره بليل هنكون عندكوا
------------------------------------------------
جالس فى حجره المشفى ينظر للراقده أمامه لم تستعيد وعيها بعد ... لم يستطيع تصديق ما حدث ... مكالمه من المشفى بآخر رقم هاتفها والذى كان لحسن حظها لأخيها ولحسن حظ أخيها أنه نسى هاتفه على مكتبه فى ذروة غضبه .... فتاه ملقاه على الطريق تنزف بين الحياه والموت بسبب عمليه إجهاض لطبيب لا ضمير له ... فتحت عيناها بإرهاق ، رفرفت بأهدابها تنظر حولها بتيه همست بإرهاق : أ أنا فين
أتاها صوته قويا غاضباً : حمد الله على السلامه
نظرت له وقد عاودتها الذكرى وهمست بذعر وتأوهت محاوله الجلوس : ب ب باسم
نظر لها بغضب وهتف من بين أسنانه : إسمه إيه !
مها بخوف متراجعه فى الفراش : هو مين ؟
باسم محاولا السيطره على غضبه : إسمه ايه يا مها الكلب الى عمل كده
مها وقد بدأت تتجمع الدموع فى مآقيها : والله اتجوزنا عرفى ب بس هو لما عرف بالحمل قطع الورقه
طحن باسم أسنانه وتناول هاتفه مقتربا منها ثم هتف ضاغطاً على كل حرف : ملينى إسمه وعنوانه حالا ولو بيشتغل شغله فين وإسم وعنوان دكتور البهايم الى عملك العمليه
أملته مها المعلومات التى ارادها ودونها على هاتفه ثم حرك سبابته محذرا وأردف : وكلمه عن الى حصل متوصلش لاخوكى ثم نظر لها بضيق وأردف : لحد ما نشوف حل فى المصيبه الى وقعتى نفسك فيها .... صمت قليلا بتفكير ثم ناولها الهاتف
باسم : امسكى اتصلى بوالدتك وبلغيها انك قابلتى هاجر وكانت عاوزاكى تشرحيلها حاجه لانك مينفعش تطلعى قبل الصبح وأكيد هيقلقوا
مها بتلعثم : ب بس أبيه مش هيوافق
نظر لها بغيظ وأردف : اعملى الى بقولك عليه وانا هتصرف
أومأت له موافقه وتناولت الهاتف
------------------------------------------------
نظرت للصينيه فى يدها بضيق وتقدمت من الصالون تصيغ العديد من السيناريوهات للقاء المرتقب مع العريس المجهول ... طرقت بأطراف اناملها على باب الغرفه ففتح لها كريم متناولا الصينيه من يدها ومفسحاً لها الطريق
تنحنحت لتجلى صوتها وهمست: إحم مساء الخير
لم تستطيع تمييز صوته فعقدت حاجبيها بتساؤل .. تُرى أيكون أخرس ام ماذا .... جلست بجوار والدها دون النظر للضيف الغير مرغوب به ... نهض والدها بعد قليل بصحبه أخيها سامحاً لهم بالحوار ...فركت أناملها بتوتر فأتاها صوته الرخيم
يوسف : ممكن تبصيلى انا جاى اتكلم معاكى شويه ثم أضاف مازحاً مش كل يوم هقابل صحفيه مهتمه بقضايا المرأه
رفعت نظرها نحوه فجأه لم تعتد ان يكون أحد الخطاب المزعومين على علم بوظيفتها
حلا بتساؤل : هو حضرتك تعرف وظيفتى منين .. ثم أضافت بتأكيد : كريم صح
ضحك يوسف مجيبا : يعنى بتسألى وتجاوبى كمان بزمتك طيب ده عدل !
إبتسمت بهدوء وأردفت : طيب عرفت وظيفتى منين !
يوسف : طيب ممكن نأجل الاجابه على السؤال ده شويه
أومأت براسها موافقه فاردف : بصى يا ستى انا محامى إسمى يوسف فهمى ومن قبل ما تتريقى مليش علاقه بممثلين نهائي
إبتسمت لمزحته فبادلها الإبتسام واردف : انا فاهم انك مش متقبله فكره الإرتباط من شخص متعرفيهوش ... نظرت له بشك فأردف : وبصراحه ولا أنا علشان كده حاولت أعرفك كويس قبل ما افكر فى خطوه كبيره زى الجواز
إزدادت علامات التساؤل على ملامحها فابتسم مضيفا : وياستى إجابه على سؤالك اه أعرفك قبل كده بس مش عن طريق كريم انا اتفاجئت انك أخته لما شوفتك معاه يوم ما جيتيله المكتب
حلا بتساؤل : امال تعرفنى منين ؟
يوسف : فاكره قضيه التحرش الى كنتى بتتابعيها من شهرين !
أومأت برأسها فأردف : انا كنت محامى الضحيه وشوفتك فى المحكمه يومها وحسيت بشغفك نحو قضايا المرأه ثم تنحنح بحرج وأردف : بصراحه عجبتنى شجاعتك وتمسكك بمبادئك سألت عنك كفضول ومن ساعتها وانا بتابع مقالاتك حتى مدوناتك ومنشوراتك على مواقع التواصل ولما شوفتك مع كريم حسيت انها رساله من ربنا فتوكلت على الله وطلبتك منه
نظرت له بملامح ذاهله وأردفت : صدفه غريبه
يوسف موضحاً : مفيش حاجه غريبه ومفيش حاجه اسمها صدفه كل شئ ربنا كاتبه وبيحصل بتدبيره
أومأت موافقه فأردف : انا كل الى طالبه منك فرصه تعرفينى كويس والله لو حسيتى اننا مش مناسبين انا بوعدك هنسحب بهدوء
ضيقت حلا بين عينيها وسألته بشك : يعنى هتفسخ بنفسك الخطوبه لو انا طلبت منك ده فى حاله اننا مرتاحناش
نظر لها بابتسامه واثقه وأردف : مش هتطلبى فسخ الخطوبه وده وعد ......
------------------------------------------------
يوم طويل قضاه هائماً على وجهه لا يعلم لأين يذهب دار بسيارته فى كل مكان يفكر فى حاله وما ستئول إليه أمور حياته المعقده تلك
دلف الى غرفته فوجدها تنتظره بكامل زينتها .... نظر لها بحيره فابتسمت له ثم ساعدته فى خلع سترته وسط نظراته الذاهله من تغيرها المفاجئ لم يعد يحتمل تغيرات مزاجها اليوميه قبلت وجنته وهمست بجانب أذنه هحضرلك الحمام
تحركت من أمامه فظل ينظر فى إثرها بشك .......... خرج من الحمام فاقتربت منه متناوله منشفه صغيره ... عاونته على تجفيف شعره ثم وضعت المنشفه جانباً وبدون كلمه ركضت مرتميه باحضانه تستنشق عبقه الحبيب وكأنها تودعه أبتعد برفق وهى لازالت بين احضانه ونظر فى عمق عينيها ورفع إحدى يديه مداعباً وجنتها بحنان وأردف هامسا : مش هتريحينى وتقوليلى مالك ؟ .. دمعت عيناها وحركت رأسها نفياً ثم إحتضنته مجدداً وكانها تقبض على لحظه القرب تلك بكل قوتها انحنى واضعاً يد أسفل ركبتيها والأخرى خلف راسها وحملها ... تعلقت به كالغريق سار بها حتى وصلا للفراش أرقدها برفق وأنحنى متناولاً شفتيها فى قبله أودعها فيها يأسه وأودعته حرمانها وغابا فى لحظات عشق يرتشفا معاً من كأس السعاده الزائله حد الثماله ....
خرج من الحمام فوجدها واقفه أمامه ممسكه بظرف فى يدها ...
محمد مشيراً للظرف : أيه ده ؟
ناولته الظرف وهمست محاوله السيطره على عبراتها : إفتحه
فتح الظرف وقرأ ما به ثم نظر لها بشك وأردف : إيه التحاليل دى ومين ليلى !
ندى وقد عجزت عن إحتواء دموعها : ليلى دى الى هتجيبلك الأولاد الى نفسك فيهم
... تحركت حتى وصلت للفراش ثم إلتفتت له وأردفت بثقه زائفه : جهز نفسك هنروح نطلبها من أهلها بكره ..........
(ما أقسي ان تتنازل عن ما هو لك بطيب خاطر ، تقف وحيداً على أرصفه الهوى عاجزاً عن الرحيل ممنوعاً من الإقتراب ، فلو كان الحب لعنه فمشاركه الحبيب طعنه ، سأحتمل نصل الهوان وسأحبك رغم كل ما كان )
أنت تقرأ
خلخال ( الجزء الأول من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceروايه إجتماعيه تناقش معاناه المرأه فى المجتمع الشرقى ( قيد التعديل )