" أنتِ حبيبتي حتى في الفُراق "
تسللت الدموع على وجنتي هيلدا حين تذكرت تلك الكلمات التي قالها هاري ريدج ..
" الآن فهمت ما كُنتَ تقصِدُه بالفراق .. ولكنك لم تفهمني حين قلتُ لك ان الحرب لن ترحم حُبّنا "
كانت تقف امام قبره .. ترتدي ثوباً اسود وقبّعة سوداء تغطي قمّة رأسها ، كان شعرها الأصهب بنعومة على كتفيها ومقلتيها تنظر لإسمه المحفور وبجانبه تاريخ مولده وتاريخ وفاته عام ١٩٤٠ ..
بينما كان تيموثي يقف خلفها ويضع المظلّة السوداء فوق رأسها عن المطر الذي كان يهطل بغزاره عليه ويبلله ولكنه لم يكترث البتّه .. بل وقد كان مستمراً بالتحديق بها بقلق . .
والمطر كان يبلل أمكنة الحزن .. بقطراته التي تصطدم على العشب وتروي قبور الموتى ورائحة الهواء المتجانسة مع رائحة التراب الرطب تطبطب على القلب .تذكرت هيلدا كلمات هاري الذي اظهر تعابير قلق على وجهه في احد الأيام حين كانا يرميان فتات الخبز على الطيور وسط قارعةِ الطريق لتأكله
" حين اموتُ قبلكِ يا هيلدا ، ان حدث هذا حقاً .. ضعي فتات الخبز فوق قبري كي تأكل منه الطيور وتؤنس قلبي حتى لا اشعر بأنني وحيد "
سرعان مالتفتت الى الخلف فأفزع هذا تيموثي الذي اظهر تعابير لطيفه متزعزع التعابير .. كانت قطرات المطر تقطرْ ببطء من شفتيه الورديّه الشاحبه بينما كان يحدّق بها باستغراب بعيون تائهه ورموشه مبلله كشعره الملتصق برأسه كذلك ، وكان يلبس ملابس رسمية سوداء ..
فنطق بتوتر قائلاً وهو يراقب عينيها الهادئة
" ماذا تريدين كي أثبتَ لكِ بأنني بجانبكِ دائماً ؟ "
مدّت ذراعيها فجأه مبتسمه بعطف تقول
" لقد كانَ صديقَ طفولتك ايضاً ، سأبقى بجانبك انا ايضاً "
أغرورقت عيناه فجأه وخفض رأسه كي لا ترى تساقط دموعه ، سرعان ما مسح دموعه بإرتباك ورفع رأسه يبتسم لها بعيون باكيه .
أنت تقرأ
إبتسمي لعلَّ الحربَ تخجل
Historical Fiction" ابتسمِـي لعل الحرب تخجل لعلّها من جمال ابتسامتكِ ترحل .." •••• حين بدأت الحرب العالميه الدولية الثانية في الاول من سبتمبر عام ١٩٣٩ في أوروبا التي شاركت فيها أغلبية الدول العظمى ، ستسلّط الرواية ضوئها على هاري ريدج ، طبيبٌ بريطاني وجرّاح تجنّد و...