أعاد براد الصور الي حقيبته وخرج بعد ان ارتدى ملابسه العسكريه وأثناء تمشيه وسط ممر السفينه سمع صوت احد الجنود يصرخ بسعاده
" لقد عادوا ! "
توسعت عيني براد وسرّع من خطاه حتى وصل الى مصدر الصوت ولكنه بحث عن أخيه من بين الجنود الصغار الذين كانوا يرتعشون من شدة البرد مبللين بالكامل .
لم يجد ثيّو ، ولا حتى ذلك الشبيه المجنون ، وأيضاً تيموثي ليس بينهم .. لقد كانوا ٥ أشخاص من أصل ٣٠ متدرب
فتقدم نحوهم يتظاهر بالقوة مخفياً خيبة امله وحزنه لعدم مجيء أخيه بعد
فقال بعيون حازمه نشرت الذعر في أوصالهم
" لمَ عدتم وحدكم ؟ .. هل تظنون انكم من فازوا في هذا التدريب ؟! على العكس .. من يعودوا متفرقين .. وقد تخلى بعضهم عن الاخر .. من يفضلون النجاة أولاً على رفاقهم ويتركونهم خلفهم هم من يفشلون في الاختبار .. اهنئكم فقد فشلتم فشلاً ذريعاً "
***
" لنذهب سوياً هاري ! لنذهب سوياً "
قالها ثيو بتملل وبأنفس متقّطعه وهو يلحق بِهاري ريدج الذي كان يركض وسط الأشجار متحمساً بعصبيه ، بينما الاخر يشعر بالعطش والتعب ويرغب فقط بأن يستريح ..
سقط ثيّو ارضاً متعثّراً بسبب صخور اعترضت طريقه فالتفت هاري خلفه يقول
" هل تستطيع النهوض ؟ "
لم ينتظر جواباً إذ انه اكمل طريقه تاركاً ثيو ينهض وحده وهو ينفض التراب عن ملابسه .
توقف هاري بشكل مفاجئ وهو ينظر امامه بهدوء .. وما إن وصل ثيو اليه قال بتعب وهو يلتقط انفاسه بصعوبه
" لمَ توقفت ؟ هل وجدت شيئاً ؟ "
تسمّر ثيو مكانه وهو ينظر الى فوهة البندقية الموجّهه نحو رأس هاري ريدج .
كانت إمرأه جندية ألمانيه من النظر الى ملابسها العكسريه ، رشيقه ذات ملامح حادّه وعيونها بنيّة اللون بينما بشرتها السمراء مدهونة بفحم اسود وشعرها الاسود مربوط كذيل حصان .. توجه سلاحها في وجه هاري بثقه .. وهي تقول بصوتٍ حذّر شبه عالي
" إرفعا يديكما أيها الجرذان البريطانيان "
إبتسم هاري ابتسامةً جانبيه وهو يرفع ذراعيه قائلاً
" لقد سمعت الخبر في الراديو السنة الفائتة .. هتلر يقوم بتجنيد النساء والأطفال .. هذا الديكتاتوري عديم الإنسانيه .. انه جبان يرفض تقبّل الهزيمه "
أنت تقرأ
إبتسمي لعلَّ الحربَ تخجل
Ficción histórica" ابتسمِـي لعل الحرب تخجل لعلّها من جمال ابتسامتكِ ترحل .." •••• حين بدأت الحرب العالميه الدولية الثانية في الاول من سبتمبر عام ١٩٣٩ في أوروبا التي شاركت فيها أغلبية الدول العظمى ، ستسلّط الرواية ضوئها على هاري ريدج ، طبيبٌ بريطاني وجرّاح تجنّد و...