حين إبتسم آكليس بثقه لم يتزعزع الباحث هاك مكانه ولم يختر إنقاذ حفيدته او ترك الجندي هاري .. اراد ان يقتل نفسه كي يكون اقل ألما .. لانه يعرف ما إن يتم القبض عليه سيموت ميته ذليله وسيعذب بشتى الطرق ..
فقرر بأن يأخذ هاري معه الى العالم الآخر وهو يقف فوق الحافة و يضع المسدس على رأس هاري . .
نظر الى الأسفل بفضول ليندفع نحو الهاوية ساحبا هاري معه ..
ولكن يد هاري امتدت تتمسك بأحد الأعمدة ليبقى معلقا بالهواء .
بينما الباحث هاك قد ارتطم قبل سقوطه بحواف الجدار البارزه .. وارتمى على الارضية يلفظ انفاسه الأخيره . وتعكر ردائه الأبيض بدمائه النجسه .
شعر هاري بأنه لم يعد قادرا على التشبث بعد الان ..
لتتفلت انامله ويسقط .
لو لم يمسك به براد باللحظة الأخيره
إمتدت يد براد يحاول ان يتمسك بيد هاري الذي رفع عينيه الذابله نحو قائده..
مستغربا من نظرات القلق التي تعتلي عينا براد الزرقاء ..
لتمتد ذراع ويليام بجانبه وتمسك بيد هاري الذي فقد الوعي مستسلما للتعب بعدما ايقن بأنه في ايدي امينه .
وراوده حلم .. بأنه استيقظ ليجد نفسه وسط حقل سنابل قمحية .. سلاحه بجانبه والسماء تبدو صافيه وطيور النورس تحلق فوق رأسه ..
نهض مستغربا من وجوده في هذا المكان بدلا من ميدان المعركه .. يمسك بسلاحه و يمشي بحذر ..فشعر بأنامل تتشبث بكمه والتفت مذعورا يوجه سلاحه في وجه من إتضح بأنها محبوبته وزوجته ووطنه .. هيلدا .
كانت هيلدا ترتدي ثوبا اسودا حريري .. لم تكن هيلدا تلبس الاسود ابدا .. شعرها الأصهب كان ملتفا بطريقة جميله حول كتفيها.. عيناها الخضراء تضيء .. حافية القدمين .. تبتسم بوجهه ببراءه وبين يديها سلة فواكه ناضجه.
فرفعت هيلدا يدها النحيلة البيضاء ولمست سلاحه ليتحول تدريجيا الى وردة حمراء ..
ليسقط هاري على ركبتيه أمامها متوسع العينين ومذهولا .. تنهد براحه لتنزلق دمعة من عينه اليسرى وارتجف ذقنه يحدق بمحبوبته غير قادر على التعبير بالكلمات ..
عقدت هيلدا حاجبيها وعانقت وجنته براحة يدها وهي تقول
" مالأمر هارولد ؟ "
امسك بيدها بكلتا يديه يضع باطن يدها فوق جبينه يقول بصوت باكي حزين ......
" هيلدا ! أنا سلاح بشري .. حوليني إلى وردة .. فأنا ذابل في كل حالاتي .. سواء أكنت بشرا أو سلاح أو وردة .. افضل الموت ذابلا كوردة على ان اكون سلاح خطر على بلادي ! "
لتسقط سلة الفواكه التي تحولت الى متعفنه من يد هيلدا التي تحولت هي الى رماد داعبه الهواء وبدده.
أنت تقرأ
إبتسمي لعلَّ الحربَ تخجل
Ficção Histórica" ابتسمِـي لعل الحرب تخجل لعلّها من جمال ابتسامتكِ ترحل .." •••• حين بدأت الحرب العالميه الدولية الثانية في الاول من سبتمبر عام ١٩٣٩ في أوروبا التي شاركت فيها أغلبية الدول العظمى ، ستسلّط الرواية ضوئها على هاري ريدج ، طبيبٌ بريطاني وجرّاح تجنّد و...