|١٣| شريطُ الذكريات

4K 594 512
                                    


قبل سنه .. مانشستر

..

ركض هاري خارجاً من المشفى بذعر مرتدياً معطفه الأبيض وهو يتخطى السيارات المسرعه دون خوف وسط صراخهم عليه ، اقتحم منزل هيلدا يتنفس بتسارع وعيناه تجول حول المنزل لتخرج جدتها من غرفة المعيشة تنظر اليه بإستعجاب ..

فتوجه نحوها يقول بإرتباك وتوتر واضحان

" جدتي أوليڤيا ... أين هيلدا ؟! هل رأيتِ هيلدا ؟! "

نزلت هيلدا من اعلى السلالم حيث توجد غرفتها بتملل ، ترتدي قميصا ابيض بأكمام طويلة وتنوره سوداء لأسفل ركبتيها  تبرز ساقيها الطويلتين  كانت تبدو بريئة بملامحها الخالية من مساحيق التجميل ، وشعرها الأصهب الغير مرتب والذي ترك عليها طابع أنثوي حيث كانت خصلات من شعرها تغطي عينيها الواسعتين ..

فقالت وهي تنزل لآخر درج اثناء تثاؤبها وهي تضع يدها على فمها

" جدتي هل أُعدُّ لكِ طعام الفطور ؟ "

سمع هاري صوتها وما إن رفع عينيه نحوها لتقول بإستغراب من ملامح وجهه الشاحبة

"  هاري ؟ ماذا تفعل في هذا الوقت المبكر ؟ "

سرعان ما توجه نحوها بخطى سريعة ويضمّ وجن تيها بين راحتي يديه الكبيرتين يقول يتلعثم وعينيه تتفحصانها بقلق

" اين كنتِ ؟! لم اجدكِ في غرفتك ! "

" لقد اخبرتك بأنني سأمكث مع جدتي لعدة ايام "

" لقد اخبرني تيموثي للتو بأنه رأى كدمات في ذراعك ، هل تأذيتي حقاً ؟! "

سرعان ما التفتت نحو جدتها بحرج وهي تبعد يديه عنها تقول

" مالذي تقوله ؟! "

قرأت الجديه والخوف في عينيه الزمرديه وقالت باستغراب

" لا "

لتضم يده تسحبه خلفها نحو غرفة المعيشة وهي تجبره على الجلوس أمامها  وتقول بصوتها الناعم الذي هدئ أعصابه وهي تلتفت تنوي الرحيل

" سوف اجلب لك كوب من الماء لذا لا تنهض من هنا ريثما أعود "  

ليفاجئها بإمساكه لمعصمها وسط تفاجئها يرفع كمّها لفوق  فتوسعت عيناه والغضب قد احتواهما

" لماذا كذبتي علي ؟ .."

كانت الكدمات تملئ ذراعها فحاولت سحب يدها عنه تقول بتوتر

" لا تقلق عبثاً ، لقد سقطت بالأمس "

ولكنه هو من سحبها نحوه  ، لتقابل نظراته الجاده ، فأجبرها على الجلوس بجانبه ، ليرفع يده نحو قميصها يزيح مقدمة ياقتها بلطف  ليتفاجئ بالكدمات تملئ كتفها وترقوتها ،  لمس كدماتها بإصابع مرتعشة  يهمس

إبتسمي لعلَّ الحربَ تخجل      حيث تعيش القصص. اكتشف الآن