كانت أنفاس هاري ثقيله وكانت تأخذ منه مجهود كثير .. ولكنه تحدّث بصوتٍ يرتجف من شدة برودة الجو وهو يضمّ هيلدا نحوهُ أكثر .. حينها ابتعد جنود السريه الحربية يتنحنحون بحرج متوجهين نحو القادة براد وً ويليام ويلقون التحية ." أشعرُ .. وكأنني حملتُ الأرض على كتفي وسرت في نفقٍ مظلِم "
ربتت على ظهره بلطفٍ تقول وهي تشعر به يرتجف بين ذراعيها
" هاري ريدج لا يميل .. لا ينحني .. ولا يهزم .. حتى لو أضطرّ الى حمل الأرض على كتفه .. "
ابتعدت عنه وهي تضم وجنتيه تبتسم بدفء شديد يعلوا عيناها العميقة تهمس وهي تتأمل عيناه المتعبه
" انت لم تنحني سابقاً لذا لا تنحني الان .. إياك . لديكَ هدف لتناضل لأجله يا عزيزي .. حتى لو كان ذلك إنتقاماً يرضي قلبك .. ما دام احد أسباب تماسكك وعدم ميلانك وانهزامك .. تمسك بإنتقامك ."
تساقطت الدموع من عينيه الداكنتين بسبب الحزن ربما ترسم خطاً على طول وجنتيه ، ارتجف ذقنه وهو يهمس
" هيلدا ، هذا اليوم جعلني أدرك شيئاً غفلت عنه "
إقترب منها يهمس بأذنها بخوف ورأسه متكئ على كتفها
" أدركت بأنني أملك شيئاً في داخلي .. سيغير مصير هذه الحرب .. وبأنني اضعف من ان انتقم لنفسي او ان احبكِـ ، ولا املك حتى الحق بالرغبة بالعيش لأن جنديُّ ظلالِ الموت يقفُ خلفي "
لم تفهم هيلدا أول وأخر كلمات قد قالها ، فألصق جبينه على جبينها يبتسم بشحوب بينما أنامله تلامس خدها يقول
" أنتِ مدركةٌ بما اعاني يا صغيرتي .. ولكن لا ذنب لي بما حصل .. ربما اصبحتُ أراه لأن الموت اقترب مني او ربما لأن الألم كان اكبر مما أستطيع تحمله "
سرعان ما اقترب ثيو وتيموثي يحاولان مساعدته على النهوض ، ولكن هاري قد نفض ذراعه يرمي ثيو ببرود ، فاقترب القناص سميث حين لاحظ نظرات هاري الحاقدة تجاه صديقه ، وأمسك بذراع هاري يساعده على الوقوف تاركاً هيلدا تجلس امام الشجره تحدق بدماء هاري التي غمرت الثلج ، مصدومه مما قد قاله هاري للتو .
أنت تقرأ
إبتسمي لعلَّ الحربَ تخجل
Historical Fiction" ابتسمِـي لعل الحرب تخجل لعلّها من جمال ابتسامتكِ ترحل .." •••• حين بدأت الحرب العالميه الدولية الثانية في الاول من سبتمبر عام ١٩٣٩ في أوروبا التي شاركت فيها أغلبية الدول العظمى ، ستسلّط الرواية ضوئها على هاري ريدج ، طبيبٌ بريطاني وجرّاح تجنّد و...