|١٨| يا عيناي

4.1K 506 453
                                    

‏" أردت العيش بقرب من أحب .. أردت الموت قبل زوجتي "

أطلت كريستا بناظريها نحو جوشوا الذي يجلس ورأسه منخفض بخزي ،  متسائله عن سبب قوله لهذه الكلمات فجأه حينما كانا جالسان امام البحيره الزرقاء وحدهما ..

فقالت وهي تحاول كشف ما يخفيه الظلام من على وجهه الكئيب

" هل تريد التحدث معي عن الموضوع ؟ "

" لا "

أتاها جوابه الجاف لتنهض وهي تنفض التراب عن ثوبها

" سأنتظر الوقت الذي تريد التحدث فيه ... فصبري طويل "

وحين اوشكت على الذهاب تفاجئت بيده تقبض على معصمها وصوته الخافت الذي قال برعشه

" إبقي بجانبي قليلا .. "

لتعاود الجلوس بجانبه وهي تبتسم في وجهه برضى وسعاده مفضوحه حينما لا يزال هو ممسكا بمعصمها بلطف .. وبينما هو يتحاشى إبتسامتها بتوتر ..

ثم تحدث اخيرا والدموع تسقط من عينيه فجأه كصنبور معطل .. حينما نظر إليها

" زوجتي ماتت في مثل هذا الوقت .. على سريرها كانت تنام كالملاك بعدما قام مالكها الذي هربتها منه بتحريرها بنحرها اثناء نومها "

شهقت كريستا بصدمه .. فأكمل وهو يحدق بعمق بخطوط يده المنبسطه امام عينيه الزرقاويه

" لو أنني عدت من العمل مبكرا .. لأستطعت حمايتها .. لقد كانت حامل الخامس .. لقد سلب مني عائلتي .. لم يتسنى لي حتى حمل طفلي بين ذراعاي "

لتتساقط دموعه على راحة يده .. وإذ بكريستا تضع يدها فوق يده وتشبك اصابعها بخاصته  تقول وسط ذرفها دموع التعاطف حين التفت نحوها وعينيه قد اغرورقت بالدموع ..

" ماذا حصل للقاتل ؟ هل لاقى عقابه ؟ "

ليحدق نحوها بطريقة ارعبت قلبها الذي قفز رعبا ما إن قال ببرود وهو يمسح دموعه

" لقد قمت بتقطيع أوصاله بينما لا يزال على قيد الحياه ورميته للكلاب .. ولكن قلبي لا زال يشتعل "

‏كان هاري جالسا على العشب وحده يفكر ، ركضت هيلدا نحوه وجلست بجانبه وهي تتأمله بينما كانت تتكئ بذقنها على كتفه العريض .

  أدار رأسه نحوها وقال مستغرباً

" مالذي تنظرين إليه ؟ "

تنهدت وهي تقول بإبتسامه واسعه

" الى جمالك "

إبتسم إبتسامةً خفيه ولكن سرعان ما تظاهر بالجديه وهو يبعد جبينها بإصبعه قائلاً

" مبتذله "

وحينما اوشك على النهوض تفاجئ بها تسحبه مجدداً ليجلس  قائله بغيظ طفولي

إبتسمي لعلَّ الحربَ تخجل      حيث تعيش القصص. اكتشف الآن