عندما كانت الغابه التي تتوسطها بحيرةٌ زرقاء تتلألئ كالألماس كانت في الظلام تبدو مثل السماء المليئة بالنجوم ولكنها لم تكن سوى سرب من اليراعات ، كانت هناك حسناء بيضاء شديدة الجمال ورفيعة القوام طويلة القامة وتلبس ثوباً حريري ابيض اللون يعانق جسدها الحسن ، تسير في استقامة امام البحيره شعرها الأصهب يتلامع من شدة نعومته وعينيها الخضراء شديدتا الاتساع ..تسير حافية القدمين ،يزينُ كاحلها سوار من الكريستال ... فكانت تبحر بذاكرتها تفكر به ..
كانت البحيرة المضيئة في الظلام تنير طريقها ، وأثناء سيرها وصلت الى جدولٍ من الماء العذب الذي يضاهي السكر في حلاوته ، وقفت فوق الصخور المتشبّثه بأرضية الجدول وظلّت تحدّق بإعجاب ، ثم دنت منه ترغب بتذوّقه ..
وأثناء انحناءها تعثّرت قدمها وسقطت فوق الماء وتبللت اطراف ثوبها من الاسفل ، أطلقت صرخة أنثوية تعبّر عن استيائها وغيظها ولكنها ما لبثت حتى صارت تحدّق بإنعكاس صورتها بالماء بسبب ضوء القمر المنير .. وشعرها الأصهب يترنح في الفراغ
وأدركت الحزن البليغ الذي يعانق اسارير وصفحات وجهها ، انه اشتياقها لزوجها الذي سافر لزيارة عمه ولازال لم يعد رغم مرور أسبوعين ، قاطع تأملها بالإنعكاس صوت خطوات تقترب منها مما أشعرها بالذعر .
أدارت ظهرها وهي تبحث عن سلاح ما لتحمي نفسها ..
تنفست بتثاقل وهي تحاول تهدئة نبضات قلبها ، تحاول ان تفكر بعقلانية .. اين ستختبئ ؟! فلا احد يعلم بشأن تسللها الى الغابة كما ان وجودها هنا وحدها خطير .
التفتت ببطء حين شعرت بِشَيْءٍ ما وإذ بالضباب يحيط بالمكان .. واليراعات المضيئة فرّت هاربه .. فالتقطت صخرة بكلتا يديها تترقب وصول العدو المزعوم .
أنت تقرأ
إبتسمي لعلَّ الحربَ تخجل
Ficción histórica" ابتسمِـي لعل الحرب تخجل لعلّها من جمال ابتسامتكِ ترحل .." •••• حين بدأت الحرب العالميه الدولية الثانية في الاول من سبتمبر عام ١٩٣٩ في أوروبا التي شاركت فيها أغلبية الدول العظمى ، ستسلّط الرواية ضوئها على هاري ريدج ، طبيبٌ بريطاني وجرّاح تجنّد و...