|٦|سأُحِبّك بدلاً عنّا كِلانا

6.3K 740 1K
                                    

حين حدّقت به مذهوله غير قادره على التكلم كاد يعانقها لو لم تقُل غاضبه

" لا يحقُّ لك قتلي ثلاث مرات  "

قالتها وهي تدفع يده بعيداً عن عيناها .. فاستغرب مقصدها لتقول بغيظ وهي تتراجع عنه

"  مُتُّ حين ظننتكَ قد مُتَّ .. ومتُّ مجدداً حين قرأتُ رسالتك .. وها أنتَ ذا بكل برود تريد قتلي للمرةِ الثّالِثه .. لا يحقُّ لك "

تنهد بضيق وأكمل قوله وهو يتقدم نحوها يحتضن وجهها بين كفَّيه

" لا بأس .. طالما لن تتأذي جسدياً .. طالما لن أُضطرَّ عن البحث عنكِ بين أنقاضِ مبنى متفجِّر .. إنني لا أخافُ شيئاً عدى هذه الفكرةِ  "

وأكمل هامساً  وهو يحدّق بملامحها الحزينه

" كل شيء شَهِدْتُه كان قاتلًا، لكنني لم أمت .. أليسَ هذا الأهم ؟ "

امعنت النظر اليه وقالت بأسف شديد

" ليتني أخفيتُكَ بين أضلاعي .. لما كان ليحصل كل هذا لك .. "

وقف مذهولاً ينظر اليها لتُبعد يداه عنها وتتراجع الى الخلف قائله

" تريدنا ان ننفصل ؟ بعد كل ما مررت به لأقابلك مجدداً ؟ هاري الذي أعرِفه لن يقول شيئاً كهذا .. لأنه يعلم أنني أُحِبّه أكثر مما يحبّني هو "

تنهد بضيق ليتفاجئ بالقطِّ بيلي يمسح نفسه حول ساقيه وهو يموء .. فرفع هاري أنظاره نحو هيلدا وقال

" أنا لم أعُد ذلك الغبي الحالِم والساخر .. أصبحتُ واقعياً فلمَ يحزنكِ هذا ؟ "

إنحنت لترفع بيلي بين ذراعيها ترمق هاري بإستياء لترد عليه بخيبة أمل

" إنني افضِّل ذلك الغبي الحالم والساخر  .. على ما أراه امامي .. فأنا لم أعُد أُميِّزك "

فقال بعد أن نفث بسخريه يحاول دون جدوى اخفاء غضبه الواضح

" هل تفضّلين موتي على رؤية حالي هذه ؟ "

تجاهلت كلماته وابتعدت عنه تركض مسرعه  .. لتجد شجرةً قريبه وتختبئ خلفها تتكئ عليها وهي تكبت صوت بكاءها بكلتا يديها بينما بيلي يجلس بجانبها ، كانت الدموع تُلامس باطني يديها وهي تبكي بصمتٍ مؤلم وصدرها ينقبض  ..

شعرت بخطى هاري تقترب منها لتنهض مذعورة لا ترغب أن يراها بهذه الحال ، وحين كانت تلتفت حولها كالمجنونة تبحث عن مخبئ ..

سحبها احدهم الى الظلام الداكن ، فكانت تراقب هاري يمشي مطئطئ الرأس وإذ به يقف امام صحن العشاء الذي أتى مع هيلدا ..

إبتسمي لعلَّ الحربَ تخجل      حيث تعيش القصص. اكتشف الآن