حين حدّقت به مذهوله غير قادره على التكلم كاد يعانقها لو لم تقُل غاضبه
" لا يحقُّ لك قتلي ثلاث مرات "
قالتها وهي تدفع يده بعيداً عن عيناها .. فاستغرب مقصدها لتقول بغيظ وهي تتراجع عنه
" مُتُّ حين ظننتكَ قد مُتَّ .. ومتُّ مجدداً حين قرأتُ رسالتك .. وها أنتَ ذا بكل برود تريد قتلي للمرةِ الثّالِثه .. لا يحقُّ لك "
تنهد بضيق وأكمل قوله وهو يتقدم نحوها يحتضن وجهها بين كفَّيه
" لا بأس .. طالما لن تتأذي جسدياً .. طالما لن أُضطرَّ عن البحث عنكِ بين أنقاضِ مبنى متفجِّر .. إنني لا أخافُ شيئاً عدى هذه الفكرةِ "
وأكمل هامساً وهو يحدّق بملامحها الحزينه
" كل شيء شَهِدْتُه كان قاتلًا، لكنني لم أمت .. أليسَ هذا الأهم ؟ "
امعنت النظر اليه وقالت بأسف شديد
" ليتني أخفيتُكَ بين أضلاعي .. لما كان ليحصل كل هذا لك .. "
وقف مذهولاً ينظر اليها لتُبعد يداه عنها وتتراجع الى الخلف قائله
" تريدنا ان ننفصل ؟ بعد كل ما مررت به لأقابلك مجدداً ؟ هاري الذي أعرِفه لن يقول شيئاً كهذا .. لأنه يعلم أنني أُحِبّه أكثر مما يحبّني هو "
تنهد بضيق ليتفاجئ بالقطِّ بيلي يمسح نفسه حول ساقيه وهو يموء .. فرفع هاري أنظاره نحو هيلدا وقال
" أنا لم أعُد ذلك الغبي الحالِم والساخر .. أصبحتُ واقعياً فلمَ يحزنكِ هذا ؟ "
إنحنت لترفع بيلي بين ذراعيها ترمق هاري بإستياء لترد عليه بخيبة أمل
" إنني افضِّل ذلك الغبي الحالم والساخر .. على ما أراه امامي .. فأنا لم أعُد أُميِّزك "
فقال بعد أن نفث بسخريه يحاول دون جدوى اخفاء غضبه الواضح
" هل تفضّلين موتي على رؤية حالي هذه ؟ "
تجاهلت كلماته وابتعدت عنه تركض مسرعه .. لتجد شجرةً قريبه وتختبئ خلفها تتكئ عليها وهي تكبت صوت بكاءها بكلتا يديها بينما بيلي يجلس بجانبها ، كانت الدموع تُلامس باطني يديها وهي تبكي بصمتٍ مؤلم وصدرها ينقبض ..
شعرت بخطى هاري تقترب منها لتنهض مذعورة لا ترغب أن يراها بهذه الحال ، وحين كانت تلتفت حولها كالمجنونة تبحث عن مخبئ ..
سحبها احدهم الى الظلام الداكن ، فكانت تراقب هاري يمشي مطئطئ الرأس وإذ به يقف امام صحن العشاء الذي أتى مع هيلدا ..
أنت تقرأ
إبتسمي لعلَّ الحربَ تخجل
Ficción histórica" ابتسمِـي لعل الحرب تخجل لعلّها من جمال ابتسامتكِ ترحل .." •••• حين بدأت الحرب العالميه الدولية الثانية في الاول من سبتمبر عام ١٩٣٩ في أوروبا التي شاركت فيها أغلبية الدول العظمى ، ستسلّط الرواية ضوئها على هاري ريدج ، طبيبٌ بريطاني وجرّاح تجنّد و...