" سنبدأ نحن قريبا الهجوم على مقر الجندي سيباستيان .. وسترسل غدا قاعدتنا الحربيه الصواريخ في برلين قبلهم .. سنضيق الحصار عليهم كما فعلوا بنا "
سمعت هيلدا ما قاله براد من خلف الخيمه في إجتماعه .. وهي تعتصر قبصتها حتى غرزت اظافرها على راحة يدها ..
فشعرت بشخص ما يقف خلفها.. لتتسمر مكانها بذعر خائفه من أن يكتشف أمرها أحدهم .. فنطق ذلك الجندي بمزاح
" رائحتك لا زالت نفسها .. عطره "
ميزت صوت كيفين الرجولي وإستدارت بفرح .. لم يكمل سؤاله حين قال
" هل اشتقت - "
لتبكي امامه كالطفلة بينما جلست امامه جلسة القرفصاء وهي تتمسك بمعصمه وجبينها يتكئ على باطن يده بينما هو بقي مكانه مندهشا ..
فغرقت بالبكاء حين ربت على رأسها متسائلا عن سبب حزنها ..
جلسا بعيدا وحدهما بينما كان يراقبها تذرف الدموع بصمت .. فتحدثت اخيرا
" الله يعطي اصعب المعارك لأقوى جنوده .. لذا قررت أن أقبل المعركه .. أنا الوحيده القادره على منع قافلة الموت من التوجه نحوهم "
لم يفهم مقصدها او على الاحرى لم يكن يعير ما تقول اهتماما لأنه كان منشغلا بالتحديق بكف يدها المجروح .. اخرج قماش منديل وأمسك بيدها الرقيقه وسط مراقبتها لملامح وجهه التي لا تحمل تعبير معين ، يفرج اصابعها وهو يحيط المنديل حول الجرح ويحكم ربطه ..
فور وقوف ثيو على مقربه منهما . . والذي سرعان ما توجه نحو هيلدا يمسك بمعصمها ويجبرها على الوقوف بجانبه وسط تحديقة الغضب الذي يوجهها كيفين نحوه ..
فتقدم ثيو نحوه بثقه قائلا
" لا تلمس هيلدا مجددا أيها الجندي الأمريكي الدنيء "
امسكت هيلدا بذراع ثيو بلطف تهزها وهي تقول قلقه
" ثيو .. لا نملك وقتا لهذه الأحاديث "
فالتفت نحوها مبددا تحديقة الموت يبتسم لها برقه وهو يقول
" لنذهب ، الذئاب بدأت تتكاثر حولك وحمايتك اصبحت مسؤليتي "
وحين اوشكت على الذهاب معه التفتت نحو كيفين وقالت بجديه
" هل أتيت بأمر من قادتك ؟ لأنكم تستعدون لمعركه ؟ "
فضحك قائلا
" ربما "
فتنهدت بضيق ومن ثم رافقت ثيو مبتعده .. كانت تراقب الجنود يتدربون .. كان هاري يضحك مع مارك لأول مره .. وثيو يداعب تيموثي بمزاح .. بينما جوشوا كان يصارع توم على كيفية التجريد من السلاح ..
شعرت بأنها بحاجة الى التدرب على هذه الحركه لتنزل الهضبه متوجهه نحوهم .. فراقبها هاري بفضول وهي تتوجه نحو توم وجوشوا .. كان المتدربين مستغربين من وجودها .. فقامت بلمس كتف توم كي ينتبه لوجودها .. وحين التفت نحوها قالت
أنت تقرأ
إبتسمي لعلَّ الحربَ تخجل
Historical Fiction" ابتسمِـي لعل الحرب تخجل لعلّها من جمال ابتسامتكِ ترحل .." •••• حين بدأت الحرب العالميه الدولية الثانية في الاول من سبتمبر عام ١٩٣٩ في أوروبا التي شاركت فيها أغلبية الدول العظمى ، ستسلّط الرواية ضوئها على هاري ريدج ، طبيبٌ بريطاني وجرّاح تجنّد و...