نِهايةُ ذبول.

14.2K 798 138
                                    




لقد ذبُلت، ذبُلتُ تمامًا، كسقوط آخر ورقةٍ صفراء مُتيبّسةٍ من غُصنٍ مُحطّم، في نهايةِ خريفٍ باهت.

خطأُ من أصبحتُ هكذا؟

ماذا يعني البُكاء؟
دموع؟ أم صُراخ؟
لقد جفّت دموعي في أجفاني، وتوقّف قلبي عن النّبض، ودِمائي عن الجَريان، وعقلي عن التّفكير، والوقتُ لم يتحرّك منذُ سُلِبت روحي معهُم في ذلِك الحين.

لكِنّي لازِلتُ أشعُر بجوفِي ينزِف، كأنّ عروقَ قلبي تفطّرت ونزفت دمًا، أشعُر حقًا بوخزٍ فيه حينَ أذكُر ملامِحهم فقط.

يقومونَ بعملِ ذِكرى للبُكاءِ والنّواحِ والحسرَةِ على فِراقهِم.
لكِن.. ماذا عنْهُم؟
ماذا عنِ الضّحايا؟

قلوب النّاسِ خُلقت من صخرٍ أم حجر؟
لمَ لم يُنقذوهم وقتها؟ لم أُسامِحهم ولن أفعل، قط.

لازِلتُ أسمعُ صُراخَهم لطلبِ النّجدةِ حينَها، وضحِكاتُهم قبلها بلحظات.

لن تتوقّف الحياةُ على فُقدانِهم، ولكنّ أنا لا أستطيع العيش بِدونِهم، فالحياةُ أصبحَت بِلا معنى حينَ رحلوا.

هل يُمكن أن تمتلك أكثرَ مِن شخصٍ كتوأمِ روح، وكلّ واحدٍ منهم يحتلّ قطعةً مِن قلبِك؟
- نعم، أنا لديّ ستّ توائِم يحتلّون قلبي كامِلًا.

لكنّهم رحلوا.. وحانَ رحيلي لِلقائِهم.

فاني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن