فاني.

٢١| الوداعُ الأخير.

-إستَمتِعوا🌸..

'ودَاع؟ لم يُخطُر ببالي البتّة.. لكنّي سأضعه في أوّل قائمَتي لاحِقًا، وربّما لن توجدَ لاحِقًا بعدَ الآن.'

'16 أبريل 2014'
10:00 صباحًا

الحلّ الوَحيد الذي واجهناه بعدَ موتِ يونغي وهوسوك، هوَ الهربُ عن طريقِ القفزِ مِن السّفينة كما فعلَ الكثير، حتّى وإن متنا.. على الأقل سنكونُ حاربنا من أجلِ البقاء.

قفزَ جين أوّلًا ليلحقَ به البقيّة ولكِن حينَ قفز نامجون تحرّكت السّفينةُ غارِقةً للأسفل إلى قاعِ البحر، إرتطم رأسُه بحافّة السّور فتناثرت دِمائُه على المركِب الأبيض كسقوطِ كوبٍ زُجاجيّ يحوي عُصارةَ توتٍ برّي، وهم يُحملقون بما حدثَ للتوّ كانَ سريعًا كارتدادِ الجِفن.

أُغشيَ على جونغكوك ففُقدانِ ثلاثَ أفرادٍ مِن عائِلتكَ الجميلة.. ليسَ بأمرٍ يُهان، أمسكَ بهِ تايهيونغ خشيةَ غرقِه، جيمين تشبّث بجين وأعينهُ تكادُ تخرُج من رأسِه غيرَ مُصدّقةٍ لما رأت.

سُترةُ النّجاةِ وكأن لا وجود لها، المياهُ بدأت تُغطّي وجهَ جونغكوك الفاقِد لبريقِ أعيُنه وإبتسامَته التي أصبحت شاحِبةً زرقاءَ كالبحرِ الذي هاجَ بلا سابِق إنذار، وتايهيونغ يصرُخ طالبًا النّجدةَ من القوارِب البعيدة التي كانت تحومُ حولَ السّفينَة، ودموعه تتسابَقُ على وجنَتيه.

"تايهيونغ إحذَر!"
صرخَ جين لتايهيونغ وكانَت آخرَ مرّةٍ يرى بِها جمالَ ملامِحه، لكنّها كانَت فزِعةً شاحِبةً لا روحَ فيها.

موجَةٌ عِملاقة غطّت السّفينةُ لتقلِبها غارِقةً وأخيرًا رأسًا على عقِب حيثُ لم يبقى إلّا جزءٌ طافٍ من أسفلِ السّفينةِ، أمواجُ البحرِ لم تهتم لِصُراخ الطلّاب الذينَ لم يبلُغوا مُقتَبلِ العُمر بعد، لم تُعطِهم فُرصةً لأخذِ آخر نفسٍ حتى، الموجةُ أغرقت تايهيونغ وجونغكوك كذلِك، ولم يرهُم جين بعدَ ذلِك.

بحثَ جين بمُقلَتيه يُمرّرها في المكان الذي كانا بِه، هُو ينتَظرُ خروجَهُم، هو يتأمّل في رؤيةِ تايهيونغ يخرُج مِن الماءِ يلهثُ ساحِبًا جونغكوك معه لكنّه لم يفعل، ولم يفعلا بعدها أبدًا.

لقد غدرَ البحرُ بِنا..

سمِعَ تمتمةً قريبةً منه وكانَ هوَ المعنيّ بها، لكنّه تجاهلها.. لشدّةِ خوفِه ربّما.

"يا فتى!"
صرخَ أحدُ طاقمِ الطّوارئ الذينَ قدِموا مُتأخّرًا.

أخرجوا جين الذي كانَ يحتَضنُ جيمين وكأنّه سيُخفيهِ بين أضلُعه، حاولَ طاقمُ الطّوارئ إبعادَ جيمين عنه ولكنّ الأكبرَ يرفُض الأمرَ بتاتًا.