'أبدو كشخصٍ يسيرُ وحيدًا على حافّة جسرٍ في عُمق الظّلام الدّامِس''16 أبريل 2017'
04:00 صباحًاأعيشُ كدُميةٍ مُتحرّكةٍ لا روحَ فيها حبيسةً هُنا، في غُرفةٍ بيضاء، صمّاء لا تحوي أثاثًا، فقط سريرٌ أبيض وخزانةٌ بِذاتِ اللون، الغُرفةُ باردة كما لو أنّها صقيعُ القطب الشماليّ.
أيا تُرى بسبب ماذا؟ ألأنّها لا تحوي أرواحًا بِداخلها؟فتحت الباب إحدى المُمرّضات ثمّ سارت قادمةً نحوي، إقتربت منّي ثمّ رَفعت ذِراعي لتَقيسَ نبضي، ألا تراني أُحدّق بها لِتتأكّد من كوني حي؟ قيسي لي روحي لتتأكّدي من وجودها رجاءً.
لقد تغيّر البَشر، بل أزدادوا حُمقًا على حماقَتِهم التي خُلِقوا بها.
أعادت ذِراعي لِمكانها ثمّ إلتفتت إلى الخلف، وأشارت لأحدهم بالدّخول.
من قد يأتي إليّ؟ أم أنّه قد مرّت سنةً منذُ ذلك الحين بهذه السّرعة؟.دخلت فتاةٌ تبدو في رَيعان شبابها ذات شعرٍ كستنائيّ مسدولٍ يصلُ إلى مُنتصف ظهرها فعرفتها فورًا منذُ أن لمحتُ إبتسامتها تِلك، إنّها أُختي الكُبرى، أُختي التي لطالما تعلّقت بها.
"أتذكرُني؟"
هيَ قالت هذا الكلام! لقد آذت قلبي، كيف لي ألّا أتذكّر أُختي العَزيزة، بالتأكيد أفعل، أومأت لها بإبتسامةٍ على ثغري."فلترتدي أفضلَ ثيابِك إذًا"
قالت لي ثمّ جَلست على كُرسيّ أبيضٍ بِجانبِ الباب أحضرته المُمرّضةُ لها، أردتُ سؤالها إن كان هذا هو اليوم المُعتاد لِخروجي لكنّي فقط أومأت مُطيعًا لها.اتّجهتُ نحو خِزانةِ تحوي ملابسي، أخرجتُ قميصًا أبيضًا وبِنطالًا أسودًا قصيرًا يصلُ لِرُكبتاي.. هو لِباسي المُعتاد، إرتديتها واتّجهتُ نحوها.
مدّت لي كفّها لأرفع كفّي نحوه ثمّ أمسكت بهِ بقوّة كما لو أنّي سأهربُ منها بِحالتي هذه، فتحت هيَ الباب بِدورِها وخرجنا سويًا.
حينما فتحتُ الباب الخارجيّ كانَ الصّباحُ للتوّ يطلع لكِن النّورَ كانَ قويًّا على عينايَ لذا أغمضتُها مُباشرةً، رُبّما لأنّي لم أرى العالَم منذُ فترة، أخفضتُ رأسي ثمّ فتحت عيناي بالكَاد لأرفع رأسي تَدريجيًا، ثمّ نظرتُ حولي بعد أنِ اتّضحت لي الرّؤية.
ركِبنا السّيارة ووضعتُ ذراعي على النّافِذة لأتّكئ برأسي عليها، ظللتُ أُحدّق بالطّريقِ طويلًا، ولاحظتُ بأنّ الطريقَ كانَ مألوفٌ لي، أهوَ ذاتُ الطريقِ الذي كنتُ أركُض بهِ معهم؟
هذا مُحال.. لقد أصبحَ خاويًا منَ الطّيور التي كانَت تُحلّق فوقنا، حتّى السّحب قد تلاشت.التفتّ إليها وحدّقت بها قليلًا ثمّ سألتها
"أهو ذاتُ اليوم؟"
فضولي يكادُ يقتُلني، حدّقتُ بها قليلًا أنتظرُ إجابتها، أهيَ ستُخرجني مِن ذلك الجَحيم أم أنّها ستُعيدني إليه بعد إنتهاءِ هذا اليوم؟ همهمت لي بعد صمتٍ طويل، فعرفتُ مصيري حينَ عودتي.
![](https://img.wattpad.com/cover/121072624-288-k940234.jpg)
أنت تقرأ
فاني.
Fanfictionكلّ شيءٍ فاني، وكلّ شيءٍ سيفنى. أنا أتجرّع الموتَ بِبطءٍ، فلمَ لا أفنى سريعًا؟ سأُفني نفسي.. وانتهى. سأزولُ كقطراتِ مطرٍ على نافِذةٍ مُسحت بعد طلوع الشّمس كما لم تُمطِر قبلَ وقتٍ سابِق. زوالِي سريعٌ كدمعٍ ذُرفَ على وجنةٍ ومُسح بقسوة. سأفنى.. وكلّ أ...