٢٢| إشتقتُ لكُم.

5.6K 512 553
                                    


'أيُقاسُ الشّوق الذي يجتاحني كلّ ليلة؟
وِسادتي التي أصبحت بارِدةً بإحتواءِ قطراتِ دمعي، الجُدران التي سكنَت لصوتِ بُكائي وشهقاتي..
وداعًا'

'16 أبريل 2017'
10:30 صباحًا
ميناء انتشون

طريقٌ طويلٌ وشاقّ، شمسٌ تشعّ على عينايَ بلا غيومٍ اعتدتُ عليها تُظلّني بجوارِهم.

ذاكِرتي ظلّت تخنُقني وتُحيطني بهِم، أعلم بأنّهم ليسوا موجودين ولكن ذاكِرتي تصطنعهُم أمامي لدرجةِ أنّي أقعُ بالفخّ أحيانًا، وأقتربُ منهم فأجدُ سرابًا من صُنعي.

خرجتُ مِن السّيارةِ ما إن وصلنا، ألقيتُ نظرةً حولي، هُناك الكثير مِن النّاس الذين يأتون لهذه الذّكرى، لمحتُ عائِلتَي تايهيونغي وجونغكوكي مِن بينِهم، إذًا هُم لا زالوا لم يجدوا جِثّتيهما، شقيقُ جونغكوك الأكبر كان يجهشُ بالبُكاء وكذلك والديه ووالدي تايهيونغي.

لكن هُم فقدوا شخصًا واحدًا بينما أنا..
أِقفُ وحيدًا هُنا بِلا ستّ بتلاتٍ أكملتني؛ رحلت مِن حياتي ولن تعود.

سِرتُ بِخطىً بَطيئة، أتأمل البحرَ الأزرق الذي لن أُسامحه على ما اقترفَ في حقّنا، هو أبعدني عنهم

رُبّما لا يُمكنني الطّيران أبدًا
مِثل بتلاتِ الزّهور تِلك هُناك، ويُستحيل عليّ أن أمتلك أجنحةً كما تخيّلت

رفعتُ نظري للسّماءِ الصّافيةِ فوقي، ورَفعتُ كفّي لها
رُبّما لا يُمكنني لمسُ السّماءِ أبدًا، لكن رُغم ذلك أودّ أن أفرِد يداي، فردتُ يدايَ علّهما يُصبحان جناحايَ الّذانِ لطالما حلمتُ بهما ثمّ بدأتُ بالجري ويدايَ مفرودتان، أشعرُ بالهواءِ يتخللّ ثيابِي ويصطدمُ بجلدي فيقشعرّ لبِرودَتِه، أنامِلي تشرّبت برودةَ الهواءِ فتحوّلت دِمائي صقيعًا في عُروقي.

أُريدُ أن أستمرّ بِمحاولتي في الجَري.. قليلًا بعد

أنا فقط أستمرّ بالسّير والسّير داخِل الظّلمة.
الأوقات السّعيدة تِلك تستمرّ بسؤالي إن كنتُ بخيرٍ حقًا؟
فأُجيبُ لا، أنا خائفٌ جدًا.

بالرّغم مِن هذا فأنا مُمسكٌ بستّ بتلاتٍ بيدي، ثمّ أسيرُ فحسب.

إقتربتُ مِنَ البَحر كَثيرًا، فمرّرتُ نظري عليه
الأمر ليس وكأنّني أؤمن بِك، أنا فقط أحاول أن احتمِل، لأنّ هذا هو كلّ ما باستطاعتي فِعله.

جثيتُ أمامهُ على رُكبتاي، ثمّ اقتربتُ منهُ لأراه بوضوح
فرأيتُ نفسي! حقيقتي المَليئةُ بالجروح والكدمات.

فاني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن