فاني.

٥| كِذبةُ أبريل.

إستمتعوا🌸.
-

'لا بأسَ بِكذبةٍ تجعلُنا نبتَسم.'

'01 أبريل 2014'
03:00 مساءً

رفوفٌ تحمِل العديدَ من المكوّنات، مُرتّبةٌ ومُنظّمةٌ بتوازُن، مُعلّباتٌ تنتَشرُ على طولِ الممرّ المُحاطِ بالأرفُف، ألوانٌ تسرّ النّظر وإضاءةٌ عاليَة وبرودَةٌ طاغيةٌ على المكان.

سِلالٌ في زاويةِ متجرِ الأغذيةِ الكبير، تحوي تنوّعًا من الخُضارِ والفواكِه ذات الألوانِ المُتغايرَة موضّحةً التنوّعَ ذاك، زوجانِ يسيرانِ بِسعادةٍ مع طِفلَتهما ذاتَ الخُصلَتينِ السّوداءَ الحريريّةِ المُسرّحةِ بِعناية، جالِسةً بعربةِ أطفالٍ ورديّةً كتورّد وجنتيها تدفعُها والِدتها مِن الخَلف، مُشابِكةً ذُراعها بِذراعِ زوجِها.

مُتحابّينَ يمشونَ سويًا، وأمٌ تسيرُ مُتشبّثةٌ بكفّ طِفلِها الصّغيرِ بِجانبها، والكثيرُ من الفِتيانِ والفتياتِ ممّن يمشونَ وحيدينَ بأوراقٍ يُحملِقونَ بِها.

وأربعُ فتيةٍ يسيرونَ بِركضِ أحدهم وعِتابِ آخرٍ عليه، والثّالثُ يسيرُ خلفهم واضعًا كفّيهِ بجيبِ بِنطالِه، والأخيرُ سبقَ وقد ضاعَ مِنهم قبلَ فترةٍ وجيزة.

"تاي.. هذا يكفي أرجوك، لستَ طِفلًا."
زفرَ جين حينَ أمسكَ بياقَةِ الأصغر يجرّه معه.

"هيونغ لم أفعل شيئًا.. كُنت أنظرُ فقط."
حاول تايهيونغ الإفلاتَ من كفّه القويّة التي تشدّ بياقتِه مِن الخلف.

"يوني، فلتُمسك بالأحمقِ الآخر رجاءً."
التفتَ جين للذي يسيرُ خلفهم يحذو حذوه، وينظر للأسفل.

"لستُ والِده لأفعل."
قال يونغي ثمّ رفعَ كتفيه وأشاحَ بوجهه، تنهّد جين وتمنّى بأنّه لم يأخُذ هذان الغبيّان معه.

"أوه.. عُلّيق."
انبهرَ يونغي حينَ لمحَ ثِمارَ العُلّيقِ في سلّةٍ تحملُ الكثيرَ مِثله، ثمّ ركضَ نحوه.

"لا أرجوك، ليسَ يوني أيضًا.."
انتحبَ جين ثمّ أخذَ يسوقُ قدميه نحوَ يونغي يجرّ تايهيونغ خلفَه.

حدّقَ بيونغي الذي يتفحّص العُلّيقَ بكفّيه ويشتمّه ليتأكّدَ من رائحَتِه إن كانَ قد سُقيَ بماءٍ ملوّث، ثمّ يضعُ حبّاتِ الثّمار التي تأكّد من فحصِها في كيسٍ بلاستيكي يحمِله في ساعِده الأيسر.

إبتسمَ لا إراديًا للطافتِه الغيرِ واضِحةٍ للعامّة، هوَ يعلمُ بل مُتأكّدٌ تمامًا لمَ قد لمحَت مُقلَتيه هذه الثّمار من بينِ الكثير وركضِه نحوها وكأنّها ستتلاشى أمام عينيه، فلتَ ياقةَ تايهيونغ التي تشبّثَ بِها طويلًا، ليُعدّل الأصغرُ ردائهُ الذي تبعثرَ مُنتحِبًا.

"لمَ العُلّيق؟"
سألهُ جين بنبرةٍ يكسوها الحنان، هوَ يعلمُ الإجابةَ مُسبقًا لكنّه يرغبُ بإعترافٍ مُباشِر لإهتمامِه.