قبل أن تتعدى حديقة المدرسة وقف في طريقها بعض الشبان الحمقى بالنسبة لها
تحدث أحدهم: أنا سأجعلها تتكلم
حمحم ذلك الأحمق وكاد أن يلدغها محاولاً إيجاد ردة فعلها بالصراخ لكنها أمسكت بيده ولم ترمش حتى وكأنها بلا إحساس
تفاجأ لويس الذي كان يراقبهم وعلم أنه لن يتمكن منها بسرعة
كان ذلك الشاب يحاول تحرير يده من قبضة إيما لكنها قوية جداً والشبان الآخرين يشاهدون بإستمتاع وينتظرون التالي وهم يسخرون من صديقهم الذي تحت رحمة فتاة نحيلة
ركلته إيما في معدته وتركت يده ليسقط أرضاً بينما يئن بتألم
تحدثت إيما: ليس عليك فعل كل هذا فقط لتتأكد أني لست صماء!
ذهل الشبان ولويس أيضاً ضمنهم فقد ظنوا حقاً أنها صماء
تخطت إيما أولائك الحمقى المذهولين الذين يفتحون أفواههم وأخذت تسير عائدة للبيت وكأن شيئاً لم يكن فصعد لويس سيارته واستمر بملاحقتها
رغم أن والدها من الأثرياء وكان عليها العودة بسيارة غالية إلا أنها تكره إظهار هذا الجزء من حياتها الذي صنعه والدها بطمعه وجشعه والذي هو الثراء
ضغطت إيما على زر الجرس ففتحت لها الخادمة ودخلت ببرود وأغلقت الباب ليكون عازل لمراقبة لويس فزفر أنفاسه بغضب وقاد السيارة عائداً لمنزله ثم دخل دون أن يرحب بوالدته كما كان يفعل دائماً
لاحظت أمه العرق على جبينه رغم أن الجو صافٍ فصرحت: مرحباً، لقد برد الطعام ولم تأتِ أين كنت؟
تنهد لويس ليتحدث ببرود: ألن تكفي عن معاملتي كطفل... أرجوكِ أمي أنا لم أعد صغيراً لقد بلغت 19 من عمري ومازلتِ تقلقين وتتسائلين وتشكين بي
تحدثت والدته بإنزعاج: لويس أنا التي أرجوك، إفهمني أنا خائفة عليك
لويس: أنتِ التي يجب أن تفهمني أنا لم أعد صغيراً توقفي عن شكوككِ ولو لمرة
تنهدت والدته لتتفوه: أثبت لي... أثبت لي أنك لست صغيراً وأنك ناضج وأنك لن تتأذى
قهقه لويس بسخرية ليعيد لها اسطوانة إنجازاته ، كرخصة السيارة و جائزة فوزه بمباراة الجودو وتعلمه الصيد بفترة قصيرة والكثير منها
قلبت والدته عينيها لتصرح: حسناً أنت هو الفائز لكن كن بخير لا أريد أن يتحطم قلبي مرة ثانية
قبل لويس يد والدته ليتفوه: لا تقلقي سيكون كل شيء على ما يرام وأيضاً أنا لست جائع، صعد لغرفته وأقفل بابها ورمى حقيبته على الأرض بلا مبالاة
شابك أصابعه وفرقعها ليتمتم: يجب أن أضع خطة
أخذ حماماً سريعاً واستلقى على سريره مغمضاً العينين ليتخيل خطته فهو لا يحب رسم الخطة بل يريد تخيلها من ثم إنجازها
أما عند إيما فقد كانت جالسة تتناول الطعام مع والدها
تحدث ألبرت بجمود: هل سمع أحدهم صوتكِ البشع هذا اليوم أم أنه مثل كل مرة ظنوا أنكِ صماء؟
تجاهلته إيما تماماً فتحدث بصرامة: سيزورنا غداً شخص مهم لا تستمري ببرودكِ أمامه أتفهمين؟
لتتحدث إيما بسخرية: دعني أخمن سيأتي مع هذا الشخص المهم إبنه الشاب وعلي أن ألاطفه
تحدث ألبرت بعدما ترك شوكته قرب الطبق: وهل لديكِ أي اعتراض؟
تركت إيما المنضدة وصعدت لغرفتها متجاهلة والدها تماماً
أخذت تستحم ببطء كي تملأ الوقت خرجت من الحمام لتتأفف بملل، ارتمت على سريرها وأخذت تقرأ عن جرائم اليوم في هاتفها،
حدثت جريمة عند هذا الصباح حيث أنه شوهدت جثة على قارعة الطريق وبعد الفحص الشرعي اتضح أن المجرم قام بأخذ أعضائهاتأففت لتأخذ دفترها وتبدأ بكتابة الكلمات المعتادة"أكرهك" كل صفحات هذا الدفتر متكدسة عليها نفس الكلمة
كل السطور مكتوب عليها "أكرهك" توجه هذه الكلمة للجميع لكنها تتهرب ما إذا كانت توجهها لنفسها أم لا
وضعت الدفتر جانباً وأخذت تسنن أقلامها بالمبراة بدقة لتعيدها للمحفظة
وفي اليوم التالي
قامت إيما بروتينها وخرجت بالتلصص من المنزل كي لا يشعر بها والدها فهي لا تريد رؤيته اليوم
أخذت تسير ببطء وكانت تشعر بوجود من يراقبها لكنها لم تهتم ولم تكلف نفسها بالنظر للخلف حتى
دخلت للصف وجلست في المكان المعتاد شاردة الذهن متجاهلة الضجة التي حولها
دخل ذلك الأستاذ الطويل وأخذ يشرح الدرس بينما عينيه لم تفارق إيما فقد كان يرمقها بحقد لأنه يظنها مستهترة وقد كن لها بعض الحقد من الأمس
ليصرح الأستاذ: إيما تعالي وحلي هذه المسألة
نهضت إيما ببرودها المعتاد وقامت بحل تلك المسألة بثوانٍ فذهل الأستاذ منها وخرقت توقعاته ليصرح: بإمكانكِ الجلوس مكانك
أما عن لويس فقد كان ينتظر بفارغ الصبر نهاية الدوام لينفذ خطته حتى مر الوقت أخيراً ورن جرس نهاية الدوام
بدأ جميع التلاميذ يعودون لمنازلهم ومن ضمنهم لويس لكن إيما مازالت جالسة في مكانها، فهي محتارة لأنها لا تريد الإلتقاء بضيوف والدها السخفاء لتقرر بالنهاية أن تذهب للحديقة وتبقى هناك حتى يحين موعد رحيلهم
وصلت للحديقة لتجلس وتبدأ بكتابة نفس الكلمة على دفترها من جديد لكنها ذعرت عندما وضع أحدهم منديل على فمها
لكنها غرزت القلم في يد الشخص الذي يحاول خطفها بقوة ورغبة غريزية بالهرب، ليُسقِط المنديل من يده بألم
فاستغلت إيما الفرصة وركضت بينما تصرخ: النجدة!! ساعدوني، ولكن لم يسمعها أحد فجميع الشوارع التي في البلدة تكون خالية في هذا الوقت
ليبدأ ذلك الشخص باللحاق بها وللحظة أدارت رأسها لترى وجهه لكنه كان ملثّم، أمسكها من شعرها الذي كان يطير خلفها ولكمها بقوة لتسقط مغشي عليها.....
أنت تقرأ
بعيد عن الأنظار
Actionكانوا يخبئون أخطاءهم في مكان بعيد عن الأنظار هل كنت خطأ أيضاً ليأخذوني إلى هناك؟ (نقية) 1# في الحركة والأكشن 2017/10/6 أعيد نشرها في 2018/1/19 تحذير: هذه الرواية كتبتها في عمر الثالث عشر، قد يعتبر البعض الأسلوب الكتابي والأفكار ركيكة.