5

3.9K 481 93
                                    

سمعت إيما صوت الباب علمت أنه خرج وهذا يعني أنه عليها أن تبدأ بفك الحبل حول يديها

بدأت تقطع خيوط الحبل بشفرة الحلاقة بكل ما تملك من سرعة، وبينما كانت تحك الشفرة بالحبل جرحت يدها

شهقت من بين أسنانها بتألم لتحك الحبل من جديد فليس عليها تضييع الوقت، إستمرت بحك الشفرة على الحبل حوالي 15 دقيقة فلويس لم يختطف شخص سابقاً وليس خبيراً في الربط، مرت تلك الدقائق وكأنها آخر لحظات حياتها

وأخيراً فكت الحبل، أزالت العصبة التي على عينيها بعد أن رمت الشفرة بعيداً وفكت الحبل الذي حولها لتجد أن المكان هو كوخ عادي، غرفة عادية فيها منضدة وحولها أرائك والمطبخ ودرج يصل للأعلى، فتحت الباب وبدأت تجري بأقصى سرعتها رغم الإرهاق الذي فيها لكن رغبة النجاة أكبر
وقد كانت تواجه القليل من الصعوبة فقد كان قد حل المساء والأشجار كثيفة يصعب العبور من بينها

علمت حينها أن كلمة أكرهك التي كانت توجهها للجميع لم تكن توجهها لنفسها فهي الآن تريد إنقاذ نفسها من المجهول

لكن لويس حينها كان عائداً بالسيارة فرآها ليلحق بها، دخلت إيما إلى منطقة كثيرة الأشجار

لم يتمكن من لحاقها بالسيارة لهناك لذلك تركها مكانها وأخذ يجري حاملاً بيده بندقية الصيد التي رافقته طوال عملية الخطف كالفهد الذي سينقض على فريسته

أطلق رصاصة من فوقها كي يخيفها فأخفضت رأسها وصرخت بذعر ومازالت تستمر بالركض

صرخ لويس: توقفي وإلا أطلقت عليكِ النار!!!

نظرت إيما خلفها بينما كانت تركض وهنا كانت الصدمة فعندما كان لويس يركض انزلقت القماشة التي كانت تخفي وجهه ليتضح لها أنه نفس الفتى الذي معها في المدرسة

إتسعت عينيها وصرخت: لويس لماذا تفعل هذا ماذا تريد أيها الملعون!!؟

لكنه شدها من شعرها الذي كان يطير خلفها بقوة فسقطت على الأرض ليصوب البندقية على جبينها

تحدث لويس من بين أنفاسه المتقطعة: لا تتحركي

إبتلعت إيما ريقها بخوف ليمسكها لويس من ذراعها رافعاً إياها من الأرض

تحدث بحدة بينما يضع فوهة البندقية على ظهرها: سيري إلى الأمام!

أخذت تسير بينما تلتقط أنفاسها بصعوبة وتشعر بالدوار الشديد شعرت فعلاً أنها لن تكون حية غداً

دس لويس البندقية بظهرها ليتفوه بحدة: أسرع!

سارعت بخطواتها لتصل للكوخ، دفعها لويس للداخل فوقعت على الأرض، خسرت كل طاقتها في الركض لذلك لم تقوى على لعب دور البطلة ومصارعته

أخذ يقيد يديها بعد أن وضع البندقية بعيداً، جرها من ذراعها وربطها على الكرسي ولم يعصب عينيها هذه المرة فقد رأت وجهه وعرفته لذلك لاداعي

تحدثت إيما بخمول: أريد الماء... أنا أرجوك

لويس: لا

أما في مكان آخر كانت والدة لويس تتصل بالشرطة

والدته: أرجوكم لقد مر يوم كامل على غيابه إنه مفقود منذ الأمس!!

***:سيدتي قد يكون يتسكع في مكان ما نحن لا نستطيع البحث عنه إلا إذا مرت ثلاثة أيام على اختفائه

أغلقت والدة لويس الخط بوجهه لتزمجر بغضب، أخذت تسير ذهاباً وإياباً حتى صرّحت: سأبحث عنه بنفسي

ووالد إيما أخبر الشرطة لكنهم اعتبروا اختفاءها هروب لأنها بلغت الثامنة عشرة وسبق وأن حاولت الهرب إلا أنه سيلقن خاطف إبنته درساً لأنه لم يجرؤ أي أحد تهديد ألبرت برنادونت
و أرسل البعض من رجاله للبحث عنها

في اليوم الموالي#

استيقظ لويس ونظر حوله ليجد انه غفى على الأريكة

تحسس رقبته بألم ليهمس: اللعنة

نظر ناحية إيما ووجدها مازالت نائمة على ذلك الكرسي كنوم الرضع بحضن أمهاتهم

جلب وعاء ماء وسكبه عليها لكنها لم تستيقظ، قطب لويس حاجبيه بتعجب ليصفعها على خدها بينما يتلفظ: هي أنتِ إصحي!

في هذه اللحظة تذكر كلامها"على كل حال أنا سأموت قريباً من العطش " بدأت ضربات قلبه تتسارع فخياله أوصله لأنها ماتت

وضع يده على عنقها ليستشعر نبضها وقد كان غير منتظم وأنفاسها ثقيلة

إتسعت عيناه ليتحدث بينما يضع كلتا يديه على رأسه: يا إلهي ماذا فعلت، ماذا فعلت ستموت الفتاة يا إلهي لقد تركتها بدون طعام وماء ليومين يا إلهي ماذا سأفعل، ماذا لو ماتت!

هو يصارع الآن بين الإنتقام وتأنيب الضمير أخذ يصفعها على خدها بخفة بينما يتفوه: أرجوكِ استيقظي أرجوكِ

لكنها حركت مقلتيها فقط ولاحظ أنها بدأت ترتعش

ركض لويس للمطبخ وجلب كوب مياه، أمسك بذقنها ووضع طرف الكأس بفمها بينما يدعي بخاطره أن تشرب منه ويجد ردة فعل منها

همس لويس: أرجوكِ إشربي أرجوكِ

وأخيراً سمع صوت إبتلاعها للماء ليتنهد براحة، أخذ يرفع لها الكأس ببطء لتشرب

أنهت الكأس ليأخذه لويس بكفيه بينما ينظر لها منتظراً أن تفتح عينيها

لكنها همست بتقطع وارتعاش ومازالت مغمضة العينين: أش_عر بالبرد

صعد لويس لغرفة النوم بعجلة وجلب لها بطانية وغطاها جيداً رغم أن ثيابها مبللة، جلس مكانه على الأريكة وهو يراقب حالتها

تنهد لويس بحزن ليصرح: أظن أني لن أعيدكِ إلى والدك لأنكِ رأيتِ وجهي وستخبرين الشرطة عندما أُطلِق سراحك

تفوهت إيما بصوت مرهق: صدقني هذا سيكون أفضل من أن أعيش مع أبي، قالت ذلك بكل رضى وكأنها لم تهرب في الأمس

تحدث لويس بشك: ماذا عن والدتك... أين هي أمك....

بعيد عن الأنظارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن