5

2.3K 185 42
                                    

دخل الى المنزل منهكا ضمئانا جائعا
قد التصق شعره بجبهته بسبب العرق

بحث عن اول شي امامه ليجلس عليه ويريح جسده المتعب
فقد امضى اكثر النهار بحثا عن عمل وانهكه التعب حتى وجد عملا في احد الشركات
وقد قبلوه فقط ليكون (حارسا) على البوابه

لم يجد عمر اي شيء يدعوه للرفض فهو يحتاج لهذا المال من اجل دواء والدته

اغمض عيناه مرجعا راسه الخاوي من الافكار الى الخلف ساندا اياه على الاريكه

وسرعان ماطرق ابواب دماغه امر مهم
وهو انه قد فوت وقت صلاه العشاء

فنهض مسرعا رغم التعب ودخل ليغتسل سريعا وماان انتهى حتى افترش مصلاته جالسا عليها داعيا قبل صلاته
:اللهي انت تعلم كل شيء
وترى كل شيء
وتسمع كل شيء
وتعلم الاسباب يامسبب الاسباب
فاعذرني ياللهي على تقصيري بحقك
وعدم تلبيه ندائك

ما ان انتهى حتى وقف وكبر لاداء فرضه الفائت
امضى الوقت بعد انتهاءه في قراءه القرآن الكريم والتدبر في اياته
لكن هذه الليله كانت مختلفه كثيرا عن سابق الليالي
فهذه الليله كانت افكار عمر محصوره عند ذلك المجهول
ذلك الذي يدق قلبه لاسمه فقط دون معرفته
فماذا سيحدث حين يتعرف عليه

كان يشعر بالتعب الشديد لذلك امتد جسده على مصلاته وقرأ المعوذتين ثم نام دون ان يشعر

استيقظ صباحا على صوت هاتفه الذي يرن معلنا عن وجود متصل ينتظر الجواب

ماان رد حتى وقف مصعوقا من الخبر
وارتدى ثيابه سريعا خارجا دون حتى ان يتناول الفطور متوجها الى المشفى

اتجه الى غرفه والدته ليجد الاطباء حولها
اقترب منها وقدميه ترتجف وشفاهه جفت كورده تحتاج للماء
وهو ينطق بصوت لايسمع امي
وانكب على جسدها باكيا اياها وبسبب ضعف جسده وعدم تناول الطعام اغمي عليه

استيقظ فزعا من الاغماء وهو يتحرك مثل المجنون باحثا عم احد يخبره بصحه ماسمعه
هل حبيبته دخلت غيبوبه حقا
هل امه لن تعود له

ردد بدموع جاريه يارب يارب
اللهي ليس لي غيرها يارب احفظها لي يارب

وقف متوجها لطبيبها المختص ليتحدث معه
طرق الباب منتظرا اجابه وماان حصل عليها حتى دخل مسرعا وراح يتحدث بكلمات متقطعه خوفا على والدته
لكن فاجئه ان الطبيب كان ينظر له بهدوء ولم يفكر حتى بتهدئته
وماان انتهي ابتسم له وطلب منه الجلوس وسبقه بالكلام قائلا
:السلام عليكم اولا ياولدي

خجل عمر من نفسه واضعا يده خلف عنقه كما اعتاد مسمعا الطبيب كلمات اعتذار

فرد عليه الاخر
:لاباس عليك ياولدي ،والان تحدث بهدوء ودعني افهم منك لاجيبك

راح عمر يسرد عليه ماحدث وانه تم الاتصال عليه من المشفى لابلاغه بحاله والدته وانها دخل في غيبوبه لايعلم امدها الا الله

ومالاحظه ان الطبيب كلما تحدث كان ينطق اولا ب (يالله) و(ياصاحب الزمان) ثانيا
لماذا ينادونه دوما هذا مافكر به عمر مستفسرا نفسه

افاق على حديث الطبيب معه
:يالله، يابني اعلن ان هذا قضاء الله وقدره وماعليك وعلى اهلك الا الصبر والثقه بالله،اما بالنسبه لحاله والدتك فجسدها ضعيف جدا لا تاكل الا القليل وجسدها لايستجيب للدواء ولهذا دخلت في غيبوبه،
الحمد لله على كل حال، ثق انه اختبار من الله ياولدي.

استمر عمر في سيريه بممر المشفى بشرود حتى وصل لغرفه والدته
دخلها متقدما من والدته منكبا عليها مقبلا يدها ورأسها وقدمها ودموعه جاريه على حالها

راح يحدثها بكل ماحدث في غيابها عن منزلها وبيتها الذي اصبح مظلما بعدها
توقف عن الحديث ماسحا دمعه ومرددا بلسان حاله
:الحمد لله على كل حال، وعلى كل مصيبه، وعلى كل بلاء

تذكر امرا ليمسك بيد والدته بين يديه وقال
:من سيعرفني به ياحبيبه قلبي!
الم تقولي انك ستعرفيني بصاحب الزمان!
الم تكوني تدعينه بكل شده بعد دعائك لله تعالى!
هل سأعرفه يوما ما ?
هل ساحبه مثلما تحبينه ?
انا لن ايأس ياحبيبه قلبي
ابدا لن ايأس وسابحث عنه في كل مكان
ان كان هو املي
فسابحث عن املي ....

____________________
رايكم (∩_∩)

سابحث عن امليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن