15

1.4K 156 22
                                    

كان عباس متوجها الى الحديقه لكي يلتقي بعمر وماان وصل حتى لاح له عمر من بعيد وتبدو عليه علامات الضيق

تقرب منه مسلما عليه
:السلام عليكم، اسف لتأخري اتمنى انك لم تنتظرني كثيرا

:وعليكم السلام والرحمه، لاتقلق لقد وصلت قبل قليل

لاحظ عباس الانزعاج الكبير الذي كان باديا في عيني الاخر فاردف سائلا اياه
:حسنا يااخي تعال لنجلس واخبرني لما انت منزعج هكذا وماهي اسألتك عن الامام المهدي عليه السلام

اتجه الاثنان للجلوس على المقاعد الموجودة في الحديقه قرب احد النافورات الجميله

كان الصمت هو المسيطر على المكان وماهي الا لحظات حتى تحدث عمر مفصحا عما يخالجه
:انا تعبت ياعباس، اخبرني اسالك بالله هل هو حقيقه ام خيال? لما لااراه !لما اناديه فلا يجيب? لما اريد ان يساعدني فلا يفعل ? اجبني ارجوك

صمت عباس مستمعا لحديث صديقه بانصاتٍ تام وماان انتهى تنهد عباس بحسره على حال صديقه

:هو حقيقه ياصديقي ،بالنسبه الى سؤالك لما لاتراه هذا لانك مازلت في الظلام مازالت هناك غشاوه على عينيك تمنعك من رؤيته هو يرانا ويسمعنا لكننا لانستطيع ذلك بسبب ذنوبنا ياعمر ،اما بالنسبه الى لماذا تناديه فلا يجيب ،فهو يجيبك لكنك لاتسمعه. وعندما تريد منه مساعدتك فهو يساعدك من دون ان تشعر انت بذلك

:انت تكذب …

صدم عباس من الكلمه التي باح بها عمر ولكن ماصدمه اكثر هو ماتكلم به الاخر بعد ذلك

:انت تكذب اجل كلكم تكذبون، هو غير موجود انه فقط وهم اخترعتموه انتم لتضلونا عن الهدى

:عمر مالذي ……

اوقفه عمر عن الكلام وهو يقف محاولا المغادره
الا ان يد عباس اوقفته
فاستدار عمر دافعا اياه بقوه ليقه الاخر على الارض ثم قال
:لاتكلمني بعد الان، وانساني

ثم رحل تاركا عباس في صدمته وذهوله

في مكان اخر
كانت ايمان تعمل في المنزل قبل ان تناديها والده زوجها
اتجهت لها وقد رسمت ابتسامه على شفتيها
:ماذا هناك ياامي

:حبيبتي هناك صندوق فوق الدولاب احظريه من فضلك

تبسمت وقالت
:تحت امرك ياحبيبتي

اتجهت الى الدولاب ومدت يديها وامسكت به وعادت الى والده زوجها
:هل هذا هو ?!

:نعم هذا هو

امسكت الصندوق بين يديها التي كانت ترتجف لكبر سنها وفتحته 

اخرجت البوم صور وقرآن صغير مغلف بغلاف جميل ومسبحه

:هذه لك ياحبيبتي

امسكت ايمان بالاغراض بين يديها وقالت
:هل هذه الاغراض لي ياامي!!

تبسمت وقالت
:نعم ياحبيبتي هي هديه مني لك

دمعت عيناها بأمتنان
:انا اشكرك انها اجمل هديه قد حصلت عليها في حياتي

:حصلت على هذا القران عندما كنت في زياره للامام الرضا عليه السلام وكنت محتفظه فيه منذ زمن وها انا اتركه اليوم بين يديك ياابنتي فاحفظيه

امسكت بالقران وقبلته وضمته الى صدرها قائله
:ساحفظه بكل جوارحي

دخل باقر ويبدو ان لا احد منهما قد انتبهت لدخوله ليقول منبها لهما
:يبدو انكما تجتمعان في مؤامره ضدي.

ضحكت والدته وايمان معا وقالتا بنفس الوقت
:وماادراك انت

تبسم ممازحا
:لدي حاستي السادسه وقد عرفت

وذهب ليجلس بجوار والدته ويسالها عن حالها

في مكان اخر

كانت فاطمه تفتش في اغراض القبو لعلها تجد شيئا مفيدا لكن...

لكن ماوجدته كان اكثر من مفيد
وجدت صندوقا كبيرا مملوئا بالكتب وكان كل كتاب يحتوي جزءا مختلفا وشرحا جديدا عن الامام المهدي عليه السلام

كاد ان يغمى عليها من الفرحه وحملت الصندوق رغم ثقله ونقلته الى غرفتها ثم خرجت تبحث عن والدها

وجدت والديها يجلسان في غرفه الاستقبال فذهبت اليهما وعانقت والدها بشده
سمعت صوت والدتها تقول
: انظروا انظروا للحب ،اتحبين والدك اكثر مني

ضحكت واتجهت الى والدتها وعانقتها ايضا وقبلت يدها وجبينها وقالت
:انا احبكما بنفس القدر ياامي
لكن وجدت في القبو صندوقا مليئا بالكتب عن الامام المهدي عليه السلام فمن جمع هذه الكتب ?

اجاب والدها
:جمعناها انا ووالدتك في شبابنا فكنا نجلس معا ونقرأ في هذه الكتب الى ان انتهينا منها كلها
كانت اياما جميله فعلا

فقالت ممازحه لهما
:لكنكما مازلتما شابين حتى الان ومازالت الايام جميله

ضحك والدها وقام واحتضنها قائلا
:بالتاكيد هي جميله بوجودك حبيبتي

في منزل عباس
كان عباس قد عاد الى المنزل لكن باله لم يكن معه كان يفكر في عمر ومالذي اوصله الى هنا

انتفض من اليد التي وضعت على كتفه
والتي اتضح انها يد اخاه حسين
الذي بادر بسؤاله
:كيف حالك يااخي ،ماذا جرى لما انت شاحب الوجه هكذا ?!

تنهد عباس بحسره وجذب حسين من يده واجلسه بجانبه
:الحمد لله حالي جيده وانت،لما قمت من سريرك وانت متعب، كان عليك الراحه

:لاارتاح مادمت غير مرتاح والان اجبني عن اسئلتي

:حسنا ساخبرك علك تجد الحل لذلك، اليوم التقيت بعمر وقد حدثني بان الامام المهدي عليه السلام  مجرد…

صمت عباس ولم يكمل لكن اصرار حسين حته على المتابعه قائلا
:يقول بان الامام المهدي عليه السلام مجرد كذبه ،وقال لي لاتحدثني وانساني وتركني ورحل وانا منزعج لحاله تلك

لم يسمع اي جواب من اخيه فالتفت اليه فوجد حسين شاردا كانه يحادث نفسه ثم فجاه تبسم ابتسامه هادئه وقال
:هو سيعود

ظهرت علامات التعجب على وجه اخيه فقال متسائلا
:ومن سيعيده ?!

اجاب وعيناه فاضت بالدمع
: المهدي عليه السلام سيعيده

وما انا ياسيدي الا ذويبه الثرى
فكيف اصف نجما فرقدا مثلك …

سابحث عن امليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن