"عاد عمر من جديد"
في صباح يوم جديد كان عمر مهوما متعكر المزاج وقد اختفت البسمه من ملامحه وقد لاحظ الجميع ذلك
لااحد يعلم ان الاحلام التي كانت تراوده اصبحت اشد واكثر مرورا وهو يفكر بها ليلا ونهارا
كل من يجلس على المائده كان ينظر له باستغراب حتى نهض هو قائلا
:الحمد لله لقد شبعتتوجه الى غرفته وغير ثيابه وخرج متوجها الى الحديقه ليستنشق بعض الهواء
جلس على احد المقاعد فرأى مجموعه من الاولاد يلعبون فابتسم متذكرا كيف كانت حياته سابقا في صغرهلم ينتبه الا وهو يرى زوج من الاقدام امامه رفع نظره ليقع على الاخوين حسين وعباس
شعر عمر بالخجل منهما ولكن هما لم يريدا احراجه لذلك ابتسم كلاهما في وجههجلس حسين في الجهه اليمنى وعباس في الجهه اليسرى واصبح عمر يتوسط الاثنين
صمت ونسمات الهواء هي من تتحدث
قلب يخفق بخوف واخر بسعاده وقلب يدعو الله ان يتمم الامور على خير
تحدث اخيرا ذلك الصامت الخجول:انا اسف ياعباس لم اكن اقصد ذلك صدقني
التفت الاخر اليه كانه انتظر منه بدايه الكلام
:لا ياصاحبي لاتقل ذلك، لم يحدث شيء،انت بمثابه حسين:ونعم الاخ ،سامحني على فعلتي
وماان كاد عباس يجيب حتى هتف حسين ممازحا
: هل ستتغزلان ببعضكما الان، سيصبح لدي جفاف عاطفيضحك الثلاثه معا ثم تحدث حسين مره اخرى
لكن هذه المره تحدث بجديه
:اذا ياعمر لما انت هنا?!انحنى عمر واضعا يديه على ركبتيه ودفن وجهه بين كفيه
وراح يخرج حسراتتعجب عباس منه بينما بقي حسين هادئا منتظرا
حتى قال عمر
: مازالت اراه باحلاميقال عباس بتعجب
:من هو ?!نطق حسين بشرود
:صاحب الزمان ،كيف تراه ياعمر، ماذا يقول لك، هل تحدثه?: كلما اراه بحلمي يدعوني للقدوم اليه، اجده يناديني ويقول انه بانتظار قدومي اليه ،لم ارى شكله ابدا فقط اراه من بعيد وكلما اقتربت زاد البعد بيننا ولكن انا …
توقف عن الحديث عندما سمع صوت انين وبكاء
كان الاخران يبكيان لكن حسين كان اشد بكاءا وتأثرا بكلامه
من شده بكائه راح يسعل بقوه وعادت اليه نوبه مرضه اسرع اليه عباس وهو يحمل بيده قنينه ماء وراح يمسح على ظهره ليهدئهبينما بقي عمر ينظر لهما بصمت
بعد ان هدء حسين قليلا قال لعمر
:يااخي هل جربت زياره الحسين عليه السلاماجابه نافيا
:كلا لم ازره في حياتي ابداتبسم الاخر وقال
: اذا تعال لنذهب لزياره جد الامام الحجه عليه السلام فستجد عنده جواب اسالتكوفعلا في غضون ساعتين كان الثلاثه يقفون امام مرقد الامام الحسين عليه السلام
تقدم حسين الى باب الدخول وقبله وراح يهمس بكلمات لم يسمعها الاخرون لكن دموعه كان تجري بشده كانه كان مشتاقا كثيرا لهذا اللقاءكان عمر معهم جسدا لاروحا اذ شعر ان روحه اسرعت قبله بالدخول وهي تنادي جسده للقدوم
تحرك جسده لااراديا متقدما بينما عيناه مدهوشتان بما يراهاناس من مختلف انحاء العالم صحيح كان يسمع بمرقد الامام الحسين لكن لم يسبق له ان يتشرف بزيارته
ماان دخل حتى هب عليه ذلك النسيم العليل جميل الرائحه ينعش الروح والبدن
:رائحه الجنههذا ماتكلم به عباس بعد دخوله المرقد الشريف
:لنجلس اولا ونقرأ الزياره بعدها سندخل لنزور
قال حسين ووافقه الاثنان على اقتراحه
جلس الثلاثه متجاورين وكل واحد منهم يمسك بكتاب الزياره وانشغلوا بالقراءهمرت دقائق معدوده وانتهى الجميع من قراءه الزياره
وقف حسين وقال
: سندخل الان ان حدث شي او ضاع احدكم فليقف عند خروجه بهذا المكاناوما الاثنان بالموافقه
ودخل الثلاثه معا الى قطعه من قطع الجنهلم يعلم عمر مايفعل فقد كان يرى بعض الاشخاص يناجون الامام وبعضهم يشكرونه لقضاء حوائجهم وبعضهم يبكي وبعضهم يتوسل لقضاء حاجته
وفي وسط كل هذا انتبه انه اضاع حسين وعباس ولم يعد هناك اثر لهما وسط الزحام
لكنه لم يبحث عنهم بل وقف بعيدا عن الزحام ينظر الى المرقد الشريف ينظر اليه وعينيه تتلالأ بالدمع
لم يعرف لما اراد ان يتحدث معه ان يخبره بما في قلبه لكنه لم يقل سوى كلمه واحده
كلمه هزته من اعلى راسه الى اخمص قدميه
حيث نادى باعلى صوته
:ياحسينثم اغمي عليه ……
"ناديته فأتاني"

أنت تقرأ
سابحث عن املي
Короткий рассказلطالما كنت ابحث عنك اين كنت عنك واين كنت عني بحثت عنك لاعرفك وها انا اعرفك تعلقت بك تمسكت بك ياحجه الله في ارضه ياابا صالح ....العجل العجل مولاي ياصاحب الزمان