17

1.4K 147 22
                                    

دخل عباس لغرفته مسرعا وراح يقلب بين اغراضه لم يجد الشي الذي يبحث عنه فاتجه الى غرفه حسين عله يعرف اين مكانه

طرق الباب وانتظر قليلا فلم يسمع ردا
ففتح الباب ودخل ظنا منه ان اخاه نائم الان لكن مافاجئه ان السرير خالٍ ولااحد في الغرفه

تمشى قليلا في الغرفه ثم توقف امام رفوف الكتب الموجوده على الحائط
راح يقلب انظاره بين انواع الكتب المختلفه ومواضيعها الشيقه

وقع نظره على ورقه مطويه بعنايه وفوقها القلم الذي اهداه لاخيه في عيد مولده
تمشى قليلا في الغرفه ثم توقف امام رفوف الكتب الموجوده على الحائط
راح يقلب انظاره بين انواع الكتب المختلفه ومواضيعها الشيقه

وقع نظره على ورقه مطويه بعنايه وفوقها القلم الذي اهداه لاخيه في عيد مولده

امسك بالورقه وفتحها وراح يقرأ تلك الكلمات الجميله والمؤثره كانت رسالة

ومعنونه الى الامام المهدي عليه السلام لم يستطيع حينها ان يمسك عبراته وراح يبكي كطفل صغير

شعر بيد تمسح دموعه فتح عينيه ليجد حسين امامه وابتسامه تزين وجهه
ساله الاخير
:ماذا تفعل هنا ياعباس، ولما تبكي يااخي?!

مسح دموعه ومسح بيده على وجهه وقال
:لاشيء لاتقلق كنت هنا لاني ابحث عن كتاب لي ولكن لم اجده

سال حسين بدون تردد
:هل قرات الرساله ?

صمت عباس قليلا ثم اجاب
:نعم قراتها، قرات رسالتك ايها العاشق،هنيئا لك ياحسين

:تقصد هنيئا لنا يااخي ،اخبرني عن اي كتاب كنت تبحث! لعلي اعرف اين هو

:انا كنت ابحث عن كتاب محاسبه النفس لكن لم اجده في غرفتي

تبسم حسين قائلا
:كنت اعرف انك ستبحث عنه

وقف واتجه لاحد الرفوف واخذ كتابا وناوله لعباس
:تفضل هذا هو

التمعت عيناه بفرحه ورد شاكرا
:شكرا لك يااخي

:الشكر لله ،اليس لديك عمل اليوم

:كلا فقد اخذت اجازه لاقضي اليوم معك، مارايك ان نخرج لنتمشى قليلا

تبسم وقال
:لاباس فكره جيده انتظرني لاغير ثيابي ثم سنخرج اتفقنا

:اتفقنا

كانت تسير الى جوار والدها مخفضه الراس وكانت تمشي بكل هدوء

توقفت عندما توقف والدها عند احد المحال ودخل ليشتري الاشياء التي يحتاجها
كانت شارده الذهن وتفكر في ماحدث كيف تجرأت ...كيف سمحت لنفسها بذلك
كيف عصت جبار السماوات

نزلت دموعها بحسره وحرقه ماذا فعلت بنفسها وبحياتها لماتدمر كل شيء
نطقت وقلبها نطق قبل لسانها
:يالله ياغفور يارحيم

خرج والدها ووجدها سارحه
فناداها
:فاطمه

لم ترد ليناديها مره اخرى بصوت اعلى
:فاطمه حبيبتي

انتبهت لوالدها الذي يبدو عليه التعب فاقتربت منه قائله
:هل انتيهت، هل نذهب! !

:هل انتي بخير ياابنتي

:نعم الحمد لله انا بخير لكن انا متعبه فقط دعنا نعود للمنزل

:حسنا ياحبيبتي سنعود الان

حملت مع والدها الاغراض وتوجها الى المنزل

ماان دخلت المنزل حتى اسرعت الى غرفتها وغيرت ثيابها وتوضات ووقفت تصلي ركعتين واهدتها للامام المهدي عليه السلام

عندما انتهت من صلاتها رفعت يديها بالدعاء لوالديها بالمغفره واستغفرت وبكت
بعدها شعرت بالسكينه والاطمئنان دخل والدها غرفتها بعد ان طرق الباب فوجدها تدعو والدموع تغطي وجهها
انتظرها لتنتهي ثم اقترب منها وجلس بجانبها

التفتت اليه وعيناها مازالت الدموع تدفق منها مثل شلال ثائر لايريد السكون

تبسم بحنان وفتح يديه لتقترب منه وهي تبكي بشده
وراحت تكلمه وسط بكائها

:لقد اقترفت خطئا كبيرا ياابي ماكان علي ان افعل ذلك

:مالذي حدث ياعزيزتي اخبريني علني اساعدك

انزلت راسها بخجل من نفسها وقالت
:لقد… لقد نظرت الى استاذنا في الجامعه وقد اعجبني شكله وتصرفاته الرزنه فنظرت نحوه بنظره اعجاب

انا عصيت ربي ياابي لقد عصيته

:وهل استغفرتي لذلك وتبتي من ذلك العمل!

:نعم هذه هي المره الاولى التي ارفع بها نظري لاحد
استغفر الله قلبي يتقطع بسبب مافعلته هل الله غاضب مني الان

:لاياحبيبتي، الله غفور رحيم ولايوجد ارحم منه فهو ارحم من الوالدين على ولدهما
وبما انك ندمتي وتبتي فلا تحزني ولكن احذري مره اخرى ولاتكرريها

تبسمت قائله
:ان شاء الله تعالى

:ان شاء الله

صمت الاثنان ف اراد رالدها ان يلطف الجو قليلا فقال
:هل ستبقين في احضاني لفتره طويله، اذا دخلت والدتك علينا ستقتلني

ضحكت من كل قلبها فحديثها مع والدها اراحها كثيرا
نهضت من جواره قائله
:اذهب اذهب قبل ان تراك هنا ،انا ساقرأ القران ثم سانام

:بارك الله بك ياابنتي، تقبل الله مقدما

:وبارك الله بكما يااب، وتقبل الله تعمالنا واعمالكم

خرج والدها فبقيت هي وحدها تنفست الصعداء وجلست على الارض ثم سجدت وراحت تردد الذكر اليونسي "لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين"

……………………………………

مهما ضاقت بك الحياه تذكر الله معك
مهما شعرت بالوحده تذكر الله معك
مهما اردت المساعده تذكر الله معك

الله ينظر اليك وينتظر قدومك اليه
الله غفور رحيم
لااحد منا معصوم عن الذنوب
لكن بمجرد ان تقترب من الله لن تفكر في ذنب ابدا

ستندم لانك لم تجرب هذا الشعور من قبل
ستبحث عن القرب اكثر واكثر
وستشتاق لله اكثر

وتذكر حينها: ان هذه هي بدايه النهاية …

سابحث عن امليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن