انطلق يزيد بسيارته بسرعة تنم عن غضبه الشديد, بينما التزمت علياء الصمت وقد شعرت بالتوتر الشديد وهي تلمح اشتداد يديه على المقود في محاولة منه للتحكم بغضبه...
انتفضت بقوة عندما سمعت صوته يقول بغضب مكتوم:
ـ كام مرة قلت لك تاخدي بالك من طريقة لبسك؟
سكتت علياء وأخذت تفرك يديها معاً بتوتر فصرخ بها:
ـ ردي..
تلعثمت بشدة وهي تحاول الدفاع عن نفسها:
ـ بس أنا لبسي محترم.. مش قصير ولا مكشوف.
ـ علياء.. أنتِ فاهمة إني غبي.. ولا عايزة تستغبيني؟!..
ـ لا.. بس..
ـ من غير بس.. اللبس اللي أنتِ لابسة ده ما يتلبسش تاني.. اللبس المحترم يستر صاحبته مش يخلي عيون الخلق تنهش فيها.. مفهوم؟..
سكتت ولم ترد فأكمل هو مغلقًا الموضوع:
ـ انتهينا.. بطلي تمشي ورا نيرة.. أنا مش فاهم إيه اللي عجبك فيها؟..
كادت أن تصرخ به..
"لأنها الوحيدة اللي بتهتم بيا.. الوحيدة اللي بتسمعني وتساعدني من غير ما تحسسني إني حمل تقيل, أو انسانة غير مرغوب في وجودها"..
كانت الكلمات على لسانها ولكنها ابتلعتها كالعادة حتى لا تغضبه.. فهي لا تحتمل أن يكون على خلاف معها..
سمعته يسألها:
ـ وصلتِ امتى؟..
ـ النهارده الصبح بدري..
وأكملت وكأنها تبرر سبب حضورها من المزرعة:
ـ جيت علشان أقدم في مكتب التنسيق.. النهارده آخر يوم..
سألها بتأنيب:
ـ وأنتِ ايه اللي مأخرك لآخر يوم؟.. هو أنا مش بعت لك السواق من يومين ورجعتيه من غير ما تيجي معاه بحجة إنك لسه بتفكري..
رمقته بذهول.. فلم يحدث أي من هذا على الإطلاق.. وهل هي مجنونة لتفوت فرصة القدوم إلى الفيلا لتراه حتى ولو خمس دقائق!!..
لمح ذهول نظراتها فسألها بتشكك:
ـ ايه.. حصل ده ولا محصلش؟..
أدارت وجهها نحو النافذة ولم تجبه.. فهي إن أخبرته أن أي من هذا لم يحدث ستسبب الأذى للسائق المسكين, فمن المؤكد أن من أمره بعدم الحضور سهام هانم.. والرجل لن يستطيع مخالفة أوامرها...
كانت تلك الأفكار تدور أيضاً في رأس يزيد.. لذا سألها بخفوت:
ـ مين جابك النهارده؟..
التفتت له وهي تجيب في خفوت:
ـ نيرة.. مرت علي في المزرعة.. وأخدتني مكتب التنسيق.. وبعدين طلعنا على النادي..