الفصل الثالث و الثلاثون

30.5K 382 16
                                    

الفصل الثالث والثلاثون

جلس حسن أمام غسان يراجعان معاً حسابات المطعم ويتناقشان في التطوارت التي اقترحها غسان بشأن فرع المطعم الذي يديره حسن..

اقتراحات يرفضها حسن بضراوة فهو يريد الحفاظ على الطابع الريفي للمطعم.. وإضافة حلقة رقص كما يقترح غسان ستدمر سحر المكان..

ـ غسان.. أنت عارف رأيي.. وجود حلقة رقص وبار وكلام من ده مرفوض..

هتف غسان بتعجب:

ـ بار!!.. أنا قلت بار..

رمقه حسن بتساؤل:

ـ يعني مش دي الخطوة الجاية؟..

ـ لا طبعاً.. ده مش هيحصل أبداً.. وبعدين أنا ما أقصدش قاعة رقص بالمعنى اللي جه في بالك..

قطب حسن بتساؤل:

ـ أومال؟..

ـ  jukebox

   صمت للحظة وأكمل:

ـ جهاز الموسيقى اللي بالعملة.. تحط الكوين وتختار الأغنية.. ومساحة واسعة بين الكراسي للي عايز يرقص.. فاهمني؟..

أومأ حسن برأسه.. وهو ينهض ليتحرك في الغرفة الضيقة حتى وقف مواجهاً للنافذة الزجاجية الواسعة والتي تحتل حائطاً بأكمله وتسمح لمن في الغرفة بمتابعة أعمال المطعم في الخارج..

التفت إلى غسان وهو يشير إلى النافذة متابعاً حلقة الرقص بالخارج ذات الأضواء الخافتة الرومانسية وقد تناثرت بها عدة أزواج من الراقصين:

ـ مش هتكون زي دي؟..

هز غسان رأسه نافياً:

ـ لا طبعاً.. كل مكان لازم يبقى له الطابع المميز له و..

لم يعد حسن يستمع لأي من هذر غسان وغاب عقله تماماً وعيناه تلمحان خصلات كستنائية متمردة هاجمت أحلامه مراراً في الليالي الماضية.. وهو يغلغل أنامله بها تارة, يتشممها تارة أخرى, يمرغ وجهه به مرة ثالثة.. تباً.. أنه مريض.. بل منحرف خائن ويجب القصاص منه.. كيف يفكر بها بتلك الطريقة!!.. كيف؟..

هاجس خفي يهمس له..

 "لكنك لا تفكر هكذا.. أنها مجرد أحلام.. هل يُحاسب على الأحلام!"..

أفاق على صوت غسان وهو يهتف مشيراً إلى معذبة أحلامه:

ـ ياااا.. دي صبا هناك اهيه ومعاها إياد كمان..

ضغط حسن على أسنانه بشدة وعيناه مازالت ملتصقة بها وقد تعلقت بكتفي إياد يتمايلان معاً على أنغام إحدى الأغنيات.. وقد غرقا تماماً في حوار هامس.. رفع ضغط دمه.. وأثار جنونه لدرجة أنه كاد أن يخترق تلك النافذة الزجاجية ليسحبها من بين يدي ذلك الحقير الذي يستغل صغر سنها ولا يحترم كونه موظفاً لدى والدتها..

متاهة مشاعر ( للكاتبة نهى طلبة مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن